"شوبير" "عيسى" "أديب" ثلاثة رجال في "حياة" السيد البدوي

تاريخ النشر: الأحد، 24 أكتوبر، 2010 | آخر تحديث: الأحد، 24 أكتوبر، 2010
السيد البدوي

حارس مرمى منتخب مصر الأسبق أحمد شوبير، ورئيس تحرير جريدة "الدستور" السابق إبراهيم عيسى، ومقدم البرامج عمرو أديب، ثلاثة رجال قرر رجل صناعة الأدوية السيد البدوي، اقتحام حياتهم المهنية، ليثبت بما حدث معهم، أن رأس المال والإعلام ليسا وجهان لعملة واحدة، والإعلام المستقل ليس بالضرورة حر، بل يخضع أحيانا لمظلة المحاباة للمصالح والسلطة.

بدأت قصة رجل صناعة الأدوية السيد البدوي الإعلامية منذ قرابة ثلاثة أعوام، عندما حققت مصانعه أرباح هائلة فقرر استخدامها في حجز تردد على القمر الصناعي وإصدار قناة "الحياة"، التي نجحت بدورها في جذب الجماهير لها من خلال توفير برامج وأفلام ومسلسلات جديدة، وكذلك قرر المسئولون عن القناة الاعتماد على الوجه الأشهر في الإعلام الرياضي وقتها وهو أحمد شوبير، والذي استطاع تحقيق نسبة مشاهدة عالية جدا، بشهادة الجميع.

استمر السيد البدوي في التخفي وعدم الظهور في أي وسيلة إعلام، ولا حتى عبر قنواته، وكانت "الحياة" تحصد نجاحاتها، وتتقدم من قناة لآخرى حتى أصبحت تضم أربعة قنوات حتى الآن، وشائعات بين الحين والآخر عن إطلاق قناة بعنوان "الحياة الرياضية".

وفي ليلة وضحاها، اختلط السم بالعسل، وبدأ أول ظهور رسمي للسيد البدوي من خلال قضية مرتضى منصور وشوبير الشهيرة، بعد أن رفع الأول قضية على الثاني يتهمه بالسب والقذف من خلال برامجه المباشرة على "الحياة"، ويحكم القاضي بإيقاف برامج الرياضي الشهير.

ولكن رجل صناعة الأدوية، لأنه ليس لديه علم بالقوانين الإعلامية أو العامة على حد سواء، قرر أن يستخدم العناد مع القضاة، وأعلنت قناته أن شوبير سيعود على نفس الشاشة، لكن بعد تغيير أسماء برامجه وموعد عرضها، وعندما فشل في ذلك وغادر مقدم البرامج القناة، أصدر بيانا إعلاميا يؤكد أن نسبة مشاهدة قنواته تضاعفت بعد رحيله!!.

مهما كانت علاقة البدوي بالإعلام، ومدي درايته بقوانينه وقواعده، فإن أبسط قواعد الاحتراف ألا يسيء صاحب العمل لأي شخص يغادر المكان، وفات على البدوي قاعدة صغيرة جدا، فبما أنك اخترت أن تقتحم أضواء الشهرة وقيادة الرأي العام، فعليك أن تحترم تاريخ واسم شوبير، وكذلك سعيك وراءه للعمل بقناتك، وكانت هذه هي السقطة الأولى في الظهور الأول للسيد على الساحة.

تمر الأيام في نفس العام 2010، يظهر السيد البدوي من جديد ولكن بدور سياسي مهم وهو رئيس حزب "الوفد" العريق، والمرشح المنتظر لرئاسة الجمهورية، ولتكثيف وجوده إعلاميا وزيادة تأثيره في الرأي العام، يقرر شراء صحيفة "الدستور" المستقلة المعارضة، ويعد الجماهير بالحفاظ وعدم المساس بسياستها التحريرية، وهذا ما لم يحدث.

فالأمر لم يستغرق شهورا حتى تتم إقالة إبراهيم عيسى رئيس تحرير إحدى أكبر صحف المعارضة، والسبب (كما أعلنه البدوي): مواجهات متتالية بين عيسى ورضا إدوارد الشريك في الصحيفة، وصلت إلى مرحلة الاستفزاز، جاء على إثرها قرار إقالة عيسى من رئاسة التحرير"، وذلك بعد تصريحات منه بأن سبب الإقالة كان بناء على طلب عيسى ليزداد راتبه الشهري لأضعاف ما يتقضاه!.

وبعد الإقالة، خرج رجل صناعة الأدوية بقرار جديد وهو: بيع حصته في الدستور لرضا إدوارد!!، وذلك بعدما كان شريك فيها لمدة لا تزيد عن شهرين!!، مما بالطبع يثير الشكوك حوله وحول مصداقية الصفقة برمتها من البداية.

فقصة البدوي مع "الدستور" وعيسى، كانت دليل ثاني على عدم صلاحية رجال المال والأعمال لاقتحام مجال الإعلام، وأن يترك المجال لمتخصصيه على الأقل في الإدارة واتخاذ القرار والإدلاء بتصريحات مضادة لبعضها أو غير مكملة للأحداث التي نعيشها.

وكما يقال دوما، "التالتة تابتة"، كانت واقعة عمرو أديب مع البدوي أكبر دليل على أن وجوده في مجال الإعلام كان لمجرد إحداث الفرقعة الإعلامية والـShow الإعلامي.

ظهر البدوي في برامج على الهواء مباشرة ليعلن أن عمرو أديب تعاقد معه على تقديم برنامج جديد على قنوات "الحياة"، وأن هذا الاتفاق سيبدأ في تنفيذه من بداية يناير 2011، وأنه لم يتم الإعلان عن هذا التعاقد منذ فترة بناء على ظروف أديب وقتها.

وفي نفس البرنامج في حلقة أخرى، خرج أديب لينفي كل ما قاله البدوي، وقال: "لم أوقع للحياة، وكل ما يثار حول هذا الموضوع غير صحيح، فقناتي (أوربت) التي صنعت اسمي في أزمة، ومن غير المقبول أن أتركها في هذا التوقيت".

وبعد سرد هذه الوقائع بشكل زمني متتابع، لا توجد أي مزايدة على أن مجال الإعلام مهما كان مرئيا أو مقروءا، لا يصلح أبدا لكل من يحاول المتاجرة بالأزمات أو بالمناصب أو استغلال النفوذ، لأنه في الآخر"مفضوح".