محمد عبد الخالق
محمد عبد الخالق تاريخ النشر: الأربعاء، 13 أكتوبر، 2010 | آخر تحديث: الأربعاء، 13 أكتوبر، 2010
الإعلامية منى الشاذلي

في حلقة تعتبر الأسخن لبرنامج "العاشرة مساء" منذ فترة طويلة، حل الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد وصاحب قنوات الحياة وأحد مالكي صحيفة "الدستور" الجدد، ضيفا على الإعلامية منى الشاذلي في حلقة برنامجها التي أذيعت مساء الثلاثاء 12 أكتوبر 2010.

كان الدكتور السيد البدوي ضيف الفقرة الثانية من برنامج "العاشرة مساء"، الذي حرص طوال الحلقة على التأكيد على صفة "الليبرالية" لحزب الوفد، وتحدث طوال الحلقة عن صفقة شراء "الدستور"، التي سرعان ما تحولت إلى أزمة، تسببت في عزل إبراهيم عيسى عن رئاسة تحرير الصحيفة، واعتصام صحفييها بمقر الجريدة، قبل انتقالهم بالاعتصام إلى نقابة الصحفيين.

قال البدوي عن تفاصيل صفقة شراء "الدستور"، التي وصفتها منى الشاذلي بأنها "باتت مكشوفه للجميع" قائلا: السعر العادل للدستور كان منذ عامين 50 مليون جنيه، وعرض طلعت مصطفى شراءها بهذا المبلغ، لكن تراجع مبيعاتها دفع بالسعر إلى التراجع إلى 16 مليونا فقط، وأنه إثباتا لحسن نيته، اتفق، قبل انسحابة من الصفقة، مع شركات الإعلانات التي تمتلك حق الإعلان على قنوات "الحياة"، التي يمتلك 27% منها، على أن تشتري حق الإعلانات في "الدستور" مقابل 22 مليون جنيه سنويا، بهدف الحفاظ على استقرارها.

وأكد البدوي، الذي حرص طول اللقاء على وصف نفسه بـ"رجل الصناعة"، وليس "رجل الأعمال"، وكأن وصف "رجل الأعمال" أصبح سيئ السمعة، أنه متمسك بما أعلنه سابقا من أن "الدستور" بدون إبراهيم عيسى صندوقا فارغا، وأنه حريص منذ البداية على الإبقاء على إبراهيم عيسى، إلا أن مواجهات متتالية بين عيسى ورضا إدوارد، وصلت إلى مرحلة الاستفزاز، جاء على إثرها قرار إقالة عيسى من رئاسة التحرير، خاصة أن رضا إدوارد أصبح المالك الرئيسي للصحيفة بعدما بعت له حصتي، وقد لا يعلم البعض أن إبراهيم عيسى طلب التنحي منذ إتمام الصفقة، وأنا رفضت وبشدة.

وعندما سألته منى الشاذلي: لماذا لم توافق على بيع حصته في الصحيفة للدكتور محمد البرادعي والسيدة جميلة إسماعيل، اللذان عرضا 6 ملايين جنيه، فقاطعها قائلا: علاقة الصداقة مع إدوارد تمنعي من القيام بذلك، فأنا ضحيت بمكاني في "الدستور" من أجل هذه الصداقة، ولن أكون سببا في إيزائه من خلال شركاء قد لا يرتاح معهم، وأكد أن غلطته الوحيدة أنه اشترى "الدستور"، التي كان يظن أنها قائمة على نظام مؤسسي، وهو ما اتضح أنه غير صحيح.

وبعد عرض اعتصام صحفيي "الدستور" في النقابة، وهتافاتهم المطالبة بحقوقهم، اتصل مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين بالبرنامج، وقال بلهجة لم تخل من العنف: النقابة ليست طرفا في هذه الأزمة، ولن تتحمل أخطاء أفراد لا يتفقون في صفقة تجارية ليس أكثر، وما يهمه بصفته نقيبا للصحفيين هو مستقبل أبناء الصحيفة.

وأكد النقيب أن هناك عدة شروط تم الاتفاق على تنفيذها مع المالك الجديد للدستور رضا إدوارد، وانه كان من المقرر أن يكون هناك لقاء بين الصحفيين وإدوارد، لكنه لم يتم، وقال معبرا عن تحمل النقابة أزمة بسبب صفقة لم يتفق اطرافها: "النار في عبي لوحدي".

فكرر الدكتور السيد البدوي ما قاله في بداية الحلقة قائلا: أنا حريص على مستقبل صحفيي "الدستور"، ومتضامن معهم حتى النهاية، رغم انسحابي من الصفقة، وسوف أعمل جاهدا على حل الأزمة بصفتي رئيس حزب "الوفد"، حتى لو كان ذلك من خلال الاستحواذ الكامل على الدستور، وإعادة شرائها من رضا.

وفي الوقت الذي كانت تسير فيه الحلقة بهدوء، أجرى إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي للدستور، مداخلة تليفونية ساخنة، دخل فيها في مشادة مع السيد البدوي، اتهمه فيها بعدم تطبيق قواعد الشفافية في صفقة الاستحواذ على الصحيفة، بالتعاون مع رجل الأعمال رضا إدوارد، كما اتهمه بخيانة اتفاقه مع إبراهيم عيسى ومع الصحفيين، بتركة الجريدة وبيع حصته لإدوارد، مؤكدا على أنه لن يعود إلى الدستور إلا في حالة عودة إبراهيم عيسى لمكانه الطبيعي.

وأكد منصور أن لديه معلومات تؤكد أن البدوي تواصل مع مسئولين بارزين قبل إقالة عيسى، وعرض رواية أخرى لقصة شراء "الدستور"، حيث أكد أن رضا إدوارد عرض على الزميلة إيمان عبد المنعم دعم الجريدة بـ10 ملايين جنيه أثناء تغطيتها لانتخابات حزب الوفد لكنه لم يكمل بقية الرواية.

ورغم قول البدوي إنه لن ينساق وراء تصريحات منصور العنيفة، وأنه يقدر العصبية التي تتملكه، كذب تصريحاته وصمم على أنه ليس طرفا في هذه القضية، وطلب من منى الشاذلي الاتصال بعصام إسماعيل فهمي ونجله، الملاك السابقين للجريدة للتصديق على كلامه.

وهنا تدخل الناقد الفني طارق الشناوي بمكالمة عنيفة قال فيها: إن ما جرى يعد قتل خطأ وليس عمدا، وأن البدوي متهم في هذه القضية ويجب علية تصحيح صورته أمام الصحفيين، وأن يتعاون مع الإدارة الحالية للعودة بالمياة إلى مجاريها.

وعلى صعيد آخر، وبعد الخروج من قضية "الدستور"، علق الدكتور السيد البدوي على الأنباء التي ترددت عن توقيع الإعلامي عمرو أديب عقد رسمي مع قناة "الحياة"، قائلا: هناك عقد رسمي تم توقيعه مع عمرو أديب منذ مدة طويلة، لكن تم الإعلام عنه في التوقيت الذي يناسب أديب.

وحول الاستقالات المتتالية من أعضاء حزب "الوفد" قال البدوي: هناك اسمان من أبرز القيادات فقط استقالوا بالفعل، الأول سامح مكرم عبيد، الذي اعترض على زيارتي لمرشد الإخوان المسلمين، بعدما فسرها على أنها اتفاق معهم، رغم أنني أعلنت أنها زيارة لم تتعد حدود رد الزيارة، أما الشخصية الثانية فهى الدكتورة إجلال رأفت، واستقالت بسبب إعلاني أن مصر دولة ليست علمانية.

ورغم تأكيد الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم استقالته من الحزب اعتراضا على إقالة عيسى، أكد السيد البدوي أن أحمد فؤاد نجم لم يستقل من الحزب.

اقرأ أيضا:

بالفيديو: عمرو أديب ينفي الانضمام لـ"الحياة"، ويؤكد: باق في أوربت حتى النهاية

شاهد لقاء الدكتور السيد البدوي ببرنامج "العاشرة مساء"