محمد عاشور
محمد عاشور تاريخ النشر: الثلاثاء، 8 مارس، 2005 | آخر تحديث: الثلاثاء، 8 مارس، 2005
"أحمد يحيى"

قدمت دار الأوبرا المصرية أربعة عروض فنية جميلة لأروع الباليهات العالمية ، من أداء فرقة باليه أوبرا القاهرة و أوركسترا القاهرة السيمفوني تحت رعاية وإشراف د.عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا المصرية وذلك على خشبة المسرح الكبير في الفترة من 24 إلى 27 فبراير.

" القرصان" من موسيقي أدولف آدم وسيزر بوجيني وريكاردو دريجو وليو ديليبهو كان هو العرض الأول ، وتدور أحداثه في بلاد الشام ، و بالتحديد في ميناء يقع على مضيق البسفور ، حيث تقع "جولنار" و"ياسمين" في حب "علي" و "نور الدين" ، و ذلك بعد أن قاما بإنقاذهما من الغرق ، ثم يأتي أحد تجار الجواري و يقوم بأسر الفتاتين ، و ينجح الثري "سعيد" باشا في شراء "جولنار" وتحدث مشاجرة بينه وبين "نور الدين" على شراء ياسمين فيقوم الأول باختطافها ولكن الثاني ينجح بمساعدة "أحمد" ومجموعة من القراصنة في فك أسر الفتيات.

يصل القراصنة إلى الجزيرة سعداء بالفوز والغنيمة وبتحرير الفتيات ، ويحاول بعضهم الانقضاض على "أحمد" ولكن "نور الدين" يخبرهم بأن الفضل يرجع لـ"أحمد" في إنقاذه وتحرير الفتيات ، ويقدم له رداءه الخاص بالإضافة لمسدسين ذهبيين ويحتفل الجميع بالانتصار ، كما يعتق نور الدين كل جواريه ويقدم لهن الهدايا بناء على رجاء ياسمين ، مما يثير غضب "أحمد" الذي يشعل ثورة بين القراصنة و صديقه الذي يتغلب عليهم جميعاً بمساندة "علي" ، ثم يصفح عنهم في النهاية و من ضمنهم "أحمد" ، و يبارك الجميع الحب الذي جمع بين ياسمين و"القرصان نور الدين".

قام بدور "نور الدين" الراقص أحمد يحيى بالتبادل مع "هاني حسن" ، و"تانيا سفيتلثيا" في دور "ياسمين" بالتبادل مع كاتيا إيفانوفا التي جسدت أيضاً دور "جولنار" بالتناوب مع إيرا بروكوبنكو ، أما "أحمد" فلعب دوره ماجد حمدي ويوجين باراشنكو ، بينما ظهر كل من رفيق أبو سريع وأحمد نبيل في دور "علي".

باليه "لوركيانا" من موسيقى إدوارد ماركس وب.ماركينا هو العرض الثاني الذي شهده المسرح الكبير، وقام ببطولته أحمد يحيى وسيرجي بولونسكي في دور "مينادور" ، و نيللي كريم ولمياء عبد الغني في دور "سوليداد" ، وأحمد نبيل في دور الشبح.

يروي العرض قصة "سوليداد" الجميلة التي تصاب بصدمة نفسية عنيفة بسبب موت حبيبها الشاب والتي لم تتمكن نسيانه للحظة واحدة على الرغم من مرور 40 يوماً على وفاته أمضتها هي في حداد علي رحيله ، بعد ان قررت أن يمتد حزنها عليه للأبد.. و لكن استمرارية الحياة تدعوها بشدة لنسيان الموت و التمسك بها.

و أثناء مراقبتها لشروق الشمس ، يترامي إلى سمعها أصوات الشباب المرحة تدعوها لمشاركتهم الرقص والغناء , وتتجه إلى ساحة الرقص لتقدم رقصة تعبر فيها عن محاولتها التخلص من الإحساس بالكأبة ، ويبدو للحظة أن الحياه هي التي انتصرت وأن "سوليداد" نجحت في التغلب على أحزانها و بدأ قلبها ينبض بالحب من جديد بظهور "مينادور" مصارع الثيران الذي تلتقي به في حلبة المصارعة ، ولكن شبح الماضي يطاردها وتقف ذكريات حبها السابق حائلاً بينهما ، فتنفلت من بين ذراعيه وتهرب مختفية وسط الجموع.

بعدها ، تكافح سوليداد من أجل التخلص من طيف حبيبها الراحل بدافع حبها لـ"مينادور" ورغبتها في بداية جديدة لحياتها ، أما هو فتتملكه مشاعر الغيرة الشديدة ويحاول البحث عن غريمه المجهول ، ويطلب من "سوليداد" أن تكون له وحده و لكنها لا تملك من أمرها شيئاً ، ففي كل لحظه يتراءي لها شبح حبيبها الراحل وهو يقف أمامها في عتابٍ صامت ليحجب عنها مصارع الثيران ، و تقرر لذلك وهي في قمة يأسها أنه لا نجاة لها من الماضي إلا بالموت ، وتختتم لحظاتها الأخيرة في الحياة برقصة تعلن فيها عن حبها لـ"مينادور".

البوليرو في الأصل هي رقصة أسبانية تتميز بالمرح والسرعة ولكنها استخدمت فقط كعنوان لهذا العمل الثالث الذي قدمته الأوبرا من موسيقى موريس رافيل الذي اختار هذا الاسم ليوحي بالطابع الأسباني دون الالتزام بميزان وسرعة وروح الرقصة الأصلية.

تتكون موسيقي باليه "بوليرو" الذي أدته كل من نيللي كريم وأرمينيا كامل ، من إعادة متكررة للحن واحد 16 مرة بدون تطور أونماء ، ولكن مع كل إعادة يقوم رافيل بتوسيع كتباته للآلات بغض عن عددها لتعزف علي بعد أوكتاف أو أبعاداً أخري والزيادة التدريجية في شدة الصوت. ويبدأ العرض بفتاة ترقص بمفردها في حانة خالية تمتليء تدريجياً حتي يزدحم المسرح بالراقصين والراقصات ، و ينتهي العمل بعزف جهوري لآلة الترمبون.

وأخيراً ، كان باليه "كارمينا بورانا" هو العرض الرابع الذي شهدته الأوبرا، من موسيقى كارل أورف ، و الوحيد الذي صاحبه غناء قام به كورال أكابيلا التابع لأوركسترا القاهرة السيمفوني الذي يعد الأفضل حالياً ضمن مثلائه في دار الأوبرا المصرية رغم تكوينه حديثاً تحت إشراف مايا جيفينير