محمد الأمير
محمد الأمير تاريخ النشر: الاثنين، 21 نوفمبر، 2005 | آخر تحديث: الاثنين، 21 نوفمبر، 2005
عزت أبو عوف وهشام سليم مع أحمد الفيشاوي - تصوير : محمد الأمير.

الاحتفال ببداية تصوير فيلم .. جملة قد لا تعني للقاريء إلا المعلومة التقليدية التي تشير إلى أن أبطال الفيلم سيبدأون تصوير فيلمهم الجديد ، لكنها بالنسبة للمحرر الفني تعد فرصة ذهبية يلتقي فيها بمصادر معلوماته لمعرفة "الأخبار الطازجة" ، وقد تكون فرصة للفنان نفسه لإعادة حساباته في علاقاته مع الجماهير والنقاد .. وهذا ما كان واضحا في الاحتفال بتصوير فيلم "45 يوم".

يأتي فيلم "45 يوم" بحالة خاصة ، فبطله هو النجم المثير للجدل أحمد الفيشاوي ، الذي انتشر اسمه على صفحات الجرائد لفترات طويلة ، ليس بسبب أعماله الفنية ، وإنما بسبب المحاكم التي نصبتها البرامج التليفزيونية والصفحات الرمادية بعد قضيته الشهيرة مع مهندسة الديكور هند الحناوي ، والتي علا صوتها على صوت فيلمه الأخير "الحاسة السابعة" وأوصلت العلاقة بين الفيشاوي والصحافة إلى الحد الذي جعله يقول في بداية الحفل "أنا جاي النهاردة علشان أصالح الصحافة"!

جاءت كلمات الفيشاوي لتهديء تحفز الجمع الصحفي الذي تجمهر حوله في فيلا برادة بمنطقة جرانة على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوي.

ورغم أن الموعد المعلن لدى جميع وسائل الإعلام عبر الشركة العربية المنتجة للعمل لبدء الاحتفال بالتصوير كان في الساعة الثانية عشرة ظهراً ، فإنه لم يظهر صحفي واحد قبل مرور نصف ساعة من هذا الموعد ، إلى أن جاء الفيشاوي ، ولم يكن قد وصل سوى صحفيان منهما محرر filbalad.com ، لتبدأ عملية تبادل الابتسامات قبل إجراء الحوارات التي شدد الفيشاوي على حصرها في نطاق الفيلم ، رافضاً التطرق إلى أي نواح شخصية ، ليصبح السبب الوحيد الذي يقطع الحوار هو قوله بصوت مرتفع "لأ أنا آسف .. كلام في الحاجات الشخصية لأ .. لا عن تديني ولا عن حياتي العاطفية .. بعد إذنكم".

توافد أغلب الصحفيين في الساعة الواحدة من بعد الظهر ، وظهرت تأففات بعضهم من بعد مكان الاحتفال عن القاهرة ، كما تأخر حضور فريق عمل الفيلم ، الأمر الذي أثار دهشة الكثيرين ، ولكن الفيشاوي الصغير قابل هذا الأمر بالاعتذار مراراً والابتسام الفردي لكل صحفي على حدة ، محاولاً إقناعهم بأن هذا هو مكان التصوير "يا جماعة طيب احنا هنصور هنا .. وشوية وبقية الناس جاية إن شاء الله".

بُعد المكان لم يكن المعكر الوحيد لصفو محاولة الصلح بين الفيشاوي والصحافة كما وصفها ، وإنما محاولة البعض كما هو متبع تصوير بطل الفيلم في موقع التصوير ، "يا جماعة معلش .. بس مش هاتصور إلا بملابس الشخصية" أي الشخصية التي يؤديها في الفيلم ، وقبل بعض المصورين الطلب ، فهم في النهاية سيحصلون على الصور التي قدموا لأجلها ، خاصة بعد إقناع الفيشاوي لهم بأن تعليمات المخرج هي السبب.

إلا أن طلب الفيشاوي لم يأت على هوى أحد المصورين الذي أخذ يلتقط عدة صور له قبل دخوله في قلب الشخصية كما كان يقول ، لتبدأ مشكلة بين المصور وفريق الإنتاج وأعضاء من الشركة العربية وسط استهجان زملاء المتسبب في المشكلة ، ورفضهم أن يحصل هو على صور البطل الحقيقي ، بينما هم يصورون الشخصية ، بينما الفيشاوي يردد "يا جماعة معلش .. طيب نستنى لحد ما أكون أحمد عز زي ما أنا في الفيلم وأتصور زي ما انتو عايزين" ، ولكن المصور أصر على موقفه ، رافعاً صوته بالاعتراض على الانتظار!

تحولت الحوارات الفردية بشكل ودي إلى مؤتمر صحفي للفيشاوي ، بعدما تكررت نفس الأسئلة علي النجم الواحد ليصيح ساخراً "أنا باعيد نفس الكلام .. خلاص نقعد كلنا مع بعض مرة واحدة أحسن" ، وحينما انضم الصحفيون المتنافسون إلى مائدة واحدة صمتت أقلامهم وأجهزة التسجيل ، كلٌ يرفض حرق سؤاله ، إلى أن بدأ الفيشاوي في الحديث عن دوره والفيلم وشخصياته.

خلال تلك الفترة لم ينتبه أحد من الملتفين حول المائدة إلى أن هناك نجوما آخرين وصلوا إلى المكان ، خاصة من هم خلف الكاميرا مثل السيناريست محمد حفظي والمخرج أحمد يسري ، فانهمرت الأسئلة على الفيشاوي بشكل مكرر ومفصل ، لدرجة أنها وصلت إلى حد تناول الكلب الذي داعبه قبل التسجيل ، وقال إنه سيكون "كلب أحمد بطل الفيلم" ، حينها سألته أحد الصحفيات عن دور الكلب في الفيلم؟! وقابل الفيشاوي السؤال بابتسامة صامتة!

العلاقة المتوترة بين الفيشاوي والصحافة بدأت في الذوبان بعدما بدأ في مداعبة بعضهم مثل الرد على سؤال وجهه أحد الصحفيين بجدية "بما تراهن في فيلمك الجديد؟" فأجابه ضاحكاً "بعشرة جنيه لعشرة جنيه لو جاب إيرادات" ، وحتى وسط حديثه الجاد حول إصراره على تقديم أدوار تراجيدية في الفترة القادمة قال وهو يحرك يديه في الهواء "خلاص أنا أحمد التراجيدي .. انتهت أيام الكوميديا خلاص".

لم يمتد الحوار طويلاً بين جنود صاحبة الجلالة والفيشاوي بعدما انحصر الحوار حول الفيلم فقط ، لينتقل الفيشاوي إلى مرحلة جديدة من التكرار مع لقاءا