برليناله 74: قراءة في جوائز مهرجان برلين السينمائي

تاريخ النشر: الأحد، 3 مارس، 2024 | آخر تحديث:
جوائز مهرجان برلين في دورته الـ74

ثماني جوائز رسمية وزعتها لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي الرابع والسبعين، والتي رأستها الممثلة والمنتجة لوبينا نيانجو. جوائز بعضها جاء منطقيًا وبعضها أتى مثيرًا لكثير من الجدل والنقاش. إليكم قراءة في كل الجوائز الرسمية التي منحتها لجنة تحكيم برليناله 74.

الدب الذهبي: داهومي (فرنسا، السنغال، بنين)

الدب الذهبي: داهومي (فرنسا، السنغال، بنين)

للعام الثاني على التوالي تذهب جائزة برليناله الكبرى إلى فيلم وثائقي، بين عملين وثائقيين فقط كانا من بين 20 فيلمًا تنافست في المسابقة الدولية للمهرجان. اختيار ربطه البعض بانتماء رئيسة لجنة التحكيم لوبيتا نيونجو للثقافة الأفريقية، وتحديدًا لجيل شباب صناع السينما ذوي الأصول الأفريقية الذين نشأوا في المهجر، تمامًا مثل ماتي ديوب، الفرنسية السنغالية التي حققت النجاح في مهرجان كان بفيلمها الروائي الأول "أتلانتيكس"، وها هي تحقق المجد في برلين بفيلمها الوثائقي الأول.

شخصيًا، لم أقع في غرام هذا الفيلم، وكنت الناقد الوحيد بين سبعة نقاد في لجنة تحكيم مجلة سكرين الدولية الذي منحته تقييمًا منخفضًا (نجمة واحدة من أربع نجوم)، بينما وقع أغلب النقاد الأوربيين في محبته، ربما لإنه يشبع النبرة اللائمة التي يفضلها البعض، حيث يتابع "داهومي"، وهو الاسم القديم لدولة بنين، عملية إعادة مجموعة من القطع الأثرية التي كان الاحتلال الفرنسي قد استولى عليها قديمًا إلى وطنها الأم في بنين.
بين إجراءات عملية النقل وتفاصيلها العلمية، وبين صوت أحد ملوك داهومي الذي يظهر ليُعلق على الحدث، ثم جلسة مفتوحة بين مجموعة من الناشطين الشباب في بنين حول عملية الاستعادة، وقيمتها في سبيل التحرر من الإرث الكولونيالي، خاصة وأن القطع المستعادة لا تمثل أكثر من نسبة لا تُذكر من الكمية التي استولى عليها الاستعمار، تشعل ماتي ديوب فيلمًا أفضل ما فيه هو اقتصاده الزمني، 70 دقيقة تكفي في عصر تنافس صناع الأفلام في نسج أعمال تمتد بلا نهاية.

الموضوع قيّم بالطبع، والإجماع على الإعجاب به يقول إنه ربما يحتاج لمشاهدة ثانية، لكن انطباع المشاهدة الأولى هو كونه عملًا وثائقيًا جادًا، عاديًا لا يحمل أي تميز يضمن مكانه وسط أفلام المسابقة، ناهيك عن التتويج بالجائزة الكبرى. كنت أسأل: هل لو حمل الفيلم توقيع مخرج آخر غير ماتي ديوب بنجاحها وما تمثله داخل المجتمع السينمائي كان سيتم اختياره لمسابقة برلين؟ الإجابة وفق آراء أغلبية النقاد وأعضاء لجنة التحكيم هي في الأغلب نعم.

الدب الفضي – جائزة لجنة التحكيم الكبرى: احتياجات مسافر (كوريا الجنوبية)

الدب الفضي – جائزة لجنة التحكيم الكبرى: احتياجات مسافر (كوريا الجنوبية)

لا توجد حلول وسط في العلاقة مع المخرج هانج سانجسو، إما أن تكون ممن يرونه ظاهرة أو موضة تحبها المهرجانات الكبرى، أو ممن يقدرون سينماه شديدة الخصوصية، القائمة على التقشف البصري والسرعة في إنجاز الأفلام، والاعتماد على المحادثات الطويلة ذات الطباع الواقعي، المتشظي، والتي تتم عادة حول زجاجة من الخمر تساعد الشخصيات على الانطلاق دون توقف والتعبير عن أنفسها. سانجسو ينجز أفلامًا بلا توقف، ولن يندهش أحد إذا ما وجدنا يشارك بفيلم جديد في كان بعد ثلاثة أشهر.

لا يختلف "احتياجات مسافر" كثيرًا عن النموذج المعتاد لسينما صانعه، والذي يتعاون مجددًا مع النجمة الفرنسية إيزابيل أوبير ليقدمها كشخصية معلقة في الهواء تمامًا، لا نعرف عنها من بداية الفيلم حتى نهايته سوى أقل القليل من المعلومات: هي امرأة فرنسية، متقدمة في العمر، تعيش حياة بوهيمية دون خطة واضحة، توجد في كوريا الجنوبية لسبب غير مفهوم، تجرب العمل كمعلمة لغة فرنسية من أجل كسب بعض المال، وتبتكر في سبيل ذلك طريقة لتعليم اللغة لا تبدو مقنعة لأي شخص يفكر بقدر من المنطق.

غير أن سانجسو لا ينشغل كثيرًا بالتفسيرات المنطقية، بل يعتمد كما هو المعتاد في كامل مسيرته على فكرة اللقاءات غير المريحة، التي يأخذ الحديث الشخصيات فيها لمساحات يشعرون فيها بالحرج، أو بالرغبة في المصارحة، أو الكذب، ويعتمد في هذا الفيلم على عنصر مُضاف للمعادلة يخبرنا به العنوان: أن يكون أحد أطراف الحديث غريبًا غامضًا، تتسبب غرابته في بعض الارتباك والرسمية، وفي بعض التحرر في الوقت نفسه، فمن منا لم يضبط نفسه ينفتح في الحديث مع شخص غريب فيصارحه بما لا يعرفه المقربون منه؟
ككل أفلام صانعه يضعنا "احتياجات غريب" داخل حالة مزاجية تكتفي بطرح أسئلة دون إجابات، أو للدقة تشير للأسئلة من بعيد وتترك مهمة طرحها لم يجد رغبة من المشاهدين في التفاعل مع الفيلم، أما من لا يجد تلك الرغبة فسيظل يندهش من حضور هانج سانجسو الدائم في كل المهرجانات ومنصات الجوائز الكبرى.

الدب الفضي – جائزة لجنة التحكيم الخاصة: الإمبراطورية (فرنسا)

الدب الفضي – جائزة لجنة التحكيم الخاصة: الإمبراطورية (فرنسا)

هي أغرب جائزة على الإطلاق، اختارت لجنة التحكيم في الأغلب أن تمنحها تكريمًا لجرأة المخرج الفرنسي برونو دومون الذي قرر الإقدام على هذه التجربة الجنونية، بأن يصور فيلم كوميديا خيال علمي تتنافس فيه قوتان كونيتان للسيطرة على العالم انطلاقًا من قرية صيادين فرنسية صغيرة.
لم استسغ الموضوع برمته، باعتماده على نكتة متكررة طوال الفيلم تتلخص في تناقض واقع الحياة في القرية وشكل شوارعها وبيوتها مع الحكاية التي تتضمن طفلًا يحمل نبوءة يتنافس حوله جيشين، كوميديا تبدو أقرب لمسلسل كوميدي بسيط لا لفيلم يُعرض في أحد أكبر مهرجانات العالم، وإن كان دومون يتمكن من صياغة بعض العناصر الذكية، مثل الانجذاب الجنسي الذي ينشأ بين رجل وامرأة من الفريقين، يفسرانه بأنه انجذاب بين جسديهما البشريين، فيقرران إشباع هذا الانجذاب ثم مواصلة العداء بعده.

ليس هناك الكثير ليُقال هنا، لكنه بالتأكيد فيلم يصعب ترشيحه لأحد كي يشاهده، بغرابة أطواره والكوميديا عسيرة الهضم والاستيعاب فيه، لكن يبدو أن لجنة التحكيم تمكنت من استيعابها لدرجة منح الفيلم ثالث أكبر جوائز المهرجان.

الدب الفضي – أحسن إخراج: نيلسون كارلوس دي لوس سانتوس آرياس عن "بيبي" (جمهورية الدومينيكان)

الدب الفضي – أحسن إخراج: نيلسون كارلوس دي لوس سانتوس آرياس عن "بيبي" (جمهورية الدومينيكان)

اختيار آخر غريب لكن له ما يبرره في فيلم المخرج الآتي من جمهورية الدومينيكان، والذي لا يكتفي بأن يروي حكاية غريبة عن حيوانات فرس النهر التي قرر زعيم تجارة المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار أن يرسل لاختطافها ونقلها من القارة الأفريقية، وتحديدًا من ناميبيا، في عملية معقدة، وعبثية بعض الشيء، حتى يضعهم ضمن ممتلكات منزله.

آرياس اختار ألا يكتفي بغرابة القصة، بل يزيدها عبر قراره بأن يروي الحكاية من وجهة نظر بطلها: فرس النهر بيبي، الذي يتحدث بصوت غريب، وبلغة مرتبكة يحاول الفيلم فيها تصور فهم حيوان للغة ولما يدور حوله من أحداث غريبة. يدخل المخرج أيضًا خلال فصوله إلى الريف الكولومبي، عارضًا بطريقته الخاصة حياة البشر من عيني الحيوان الذي قطع كل هذه الرحلة من جنوب القارة الأفريقية إلى أمريكا اللاتينية.
يبدو الفيلم تجريبيًا في أسلوب سرده، مما قلل قدرته على خلق تفاعل مع المشاهدين، لدرجة أن أكثر من نصف الحضور في العرض الصحفي المسائي الذي شاهدت الفيلم خلاله، كانوا قد غادروا دون إكمال الفيلم عندما جاءت نقطة منتصفه. وهذا أمر آخر يزيد من قيمة اختيارات ماتي ديوب في "داهومي"، حيث يمتد زمن "بيبي" لما يزيد عن الساعتين بما لا يلائم موضوع الفيلم أو أسلوبه.

لكن هناك تجربة إخراجية جديدة تستحق الانتباه بالتأكيد، وهو ما دفع لجنة لوبيتا نيونجو لدعم نيلسون آرياس بمنحه جائزة الإخراج تحديدًا.

الدب الفضي – أحسن تمثيل في دور رئيسي: سيباستيان ستان عن "رجل مختلف" (الولايات المتحدة)

الدب الفضي – أحسن تمثيل في دور رئيسي: سيباستيان ستان عن "رجل مختلف" (الولايات المتحدة)

تحدٍ مختلف يقدم عليه الممثل الروماني الأمريكي سيباستيان ستان الآتي من عوالم مارفل إلى عالم السينما الأمريكية المستقلة، حيث يجسد في فيلم "رجل مختلف" للمخرج آرون شيمبرج دور يقوم على اختلاف المظهر عن الجوهر.

يبدأ إدوارد (الشخصية التي يلعبها) الأحداث بوجه مشوه، بسبب الإصابة بمرض الورم العصبي الليفي neurofibromatosis الذي يشوّه الوجه بشكل واضح عبر تراكم الألياف عليه، وهو ما يصعب علاقته بالعالم خاصة مع رغبته في أن يكون ممثلًا، وبالرغم من تعرفه على جارة جميلة تعمل مؤلفة تنشأ صداقة بينهما، مشوبة بفضول الفتاة الجميلة نحو الرجل ذو الوجه المخيف، يوافق إدوارد على التعرض لعلاج جديد، يُمزق الأورام الليفية المتراكمة على وجهه، ليظهر من داخله -كالعنقاء من الرماد- وجه سيباستيان ستان الوسيم.

ينطلق تميز الدور من حقيقة كوننا نعلم أن هذا الرجل جميل المظهر، الجذاب للنساء، يعيش تجربة لم يعتدها، وأنه كما كانت تشوهات الوجه تخفي تحتها وجهًا مليحًا، فالوسامة قناع تحته جوهر يشعر بالرهاب من العالم والشك في أي محبة يقابلها من الآخرين. هل يحبونني حقًا أم يحبون هذا الوجه الذي لم أعتده بعد؟ ذلك هو السؤال الذي يزداد صعوبة بظهور رجل آخر مصاب بنفس المرض، لكنه واثق من نفسه متصالح مع العالم، يعمّق ظهوره من أوجاع إدوارد الذي لم يعد يحمل نفس الاسم، فقد غيّر اسمه كما غيّر وجهه!

لا يمكن القول بأنه كان بالفعل أحسن أداء رئيسي في المسابقة، فهناك دورين أو ثلاثة يفوقانه من وجهة نظر كاتب هذه السطور، لكن التناقض الذي يحرك الشخصية ويجعلها تقطع رحلة درامية مشوّقة كان المحدد الذي جعل اللجنة تمنح الجائزة لبطل "رجل مختلف".


الدب الفضي – أحسن تمثيل في دور داعم: إيميلي واطسون عن "أشياء صغيرة كهذه" (أيرلندا)

الدب الفضي – أحسن تمثيل في دور داعم: إيميلي واطسون عن "أشياء صغيرة كهذه" (أيرلندا)

ممثلة أخرى ذات نجاح دولي تنال جائزة لتمثيلها في فيلم مستقل صغير، لكن البريطانية إيميلي واطسون ليست بعيدة عن الأعمال الجادة أبدًا، فقد ترشحت للأوسكار مرتين من قبل، منها مرة في فيلم دنماركي من إخراج المخرج الكبير غريب الأطوار لارس فون ترير في "تكسير الأمواج Breaking the Waves".

نجاح إيميلي في نيل الإعجاب ليس جديد، لكن الجديد تمكنها من تأكيد موهبتها في مرحلة عمرية أكبر، فهي الآن في السابعة والخمسين، تجسد دور الراهبة الكبرى التي تدير مؤسسة دينية قاسية تدعى "المغسلة المجدلية". المؤسسات التي نشطت في أيرلندا فكان دورها احتجاز الفتيات اللاتي تحملن دون زواج، وتخضعهن لبرنامج تأهيل أقرب للعذاب المستمر.

تؤدي إيميلي الدور وفقًا لمقادير سحرية، تجمع بين القسوة الشديدة في التصرفات، والحس الإنساني التي تسعى من خلاله هذه المرأة القوية للتعامل مع منصب حساس كالذي تديره، فهي ابنة المجتمع القروي التي تحاول مساعدة جيرانها من أهل البلدة، وهي قائدة المؤسسة التي تحكم سيطرتها عليها وتحميها من أي تهديد طارئ، وهي قبل ذلك كله امرأة مُمكنة في سياق يُمثل تمكين المرأة فيه استثناءً بكل المقاييس. تعامل يليق بممثلة قديرة مع دور كان من الممكن أن يكون مجرد دور شرير اعتيادي، لكن اختيار المخرج تيم ميلانتس للممثلة أضاف الكثير لفيلمه الذي كان فيلم افتتاح برليناله.

الدب الفضي – أحسن سيناريو: ماتياس جلازنر عن "احتضار" (ألمانيا)

الدب الفضي – أحسن سيناريو: ماتياس جلازنر عن "احتضار" (ألمانيا)

من الجوائز القليلة هذا العام الذي يمكن أن نقول بضمير مستريح أنها مستحقة تمامًا، فبالرغم من الزمن الممتد لفيلم المخرج الألماني ماتياس جلازنر والذي يتجاوز الثلاث ساعات، بما يجعله أطول أفلام المسابقة، إلا أنه تمكن من الحفاظ على اهتمام المشاهدين طوال الأحداث المقسمة إلى عدة فصول، يروي كل منها وجهة نظر شخصية، في أحداث تختلف أحيانًا وتتكرر أحيانًا، مما يُحدث ما اصطلح تسميته بأثر راشومون The Rashomon Effect، نسبة إلى فيلم المخرج الياباني أكيرا كوروساوا الشهير الذي كان أول من يوظف تعدد الرواة في السينما.

غير أن قيمة "احتضار" لا تقتصر على القالب السردي أو تعدد وجهات النظر، ولكن تكمن بالأساس في الطابع الروائي (من رواية Novelistic) لحكاية تبدو لوهلة ملائمة لدراما تلفزيونية اجتماعية، عن مشكلات داخل عائلة مكونة من أب وأم اقتربا من الاحتضار، وابن وابنة يعيش كل منهما أزمة قد تدفعه أو تدفع من حوله للموت. لكن المخرج الموهوب يحول القصة الميلودرامية إلى تأمل عميق، متمهل، داخل النفس البشرية في المجتمع المعاصر، معبرًا بالدراما والموسيقى والمفارقة، عن قدر البؤس الذي تعيشه الإنسانية حتى في أكثر دول العالم تحضرًا.
لا أحد سعيد في هذا العالم، الكل يحتضر وينتظر الموت، سواء كان عجوز تجاوز الثمانين أو رجل في أوج نشاطه ونجاحه المهني. فيلم عميق الأثر من الأفلام التي تبقى معك بعد مشاهدتها ولا تضيع وسط زحام المهرجان ومشاهدة أربعة أفلام يوميًا. فيلم ربما كان يستحق الدب الذهبي لو كانت المعايير أفضل.

الدب الفضي – أحسن إسهام فني: مارتن جشلشت عن تصوير "حمام الشيطان" (النمسا)

الدب الفضي – أحسن إسهام فني: مارتن جشلشت عن تصوير "حمام الشيطان" (النمسا)

جائزة أخرى مستحقة تذهب لمدير التصوير الموهوب مارين جشلشت عن هذا الفيلم الذي ربما يستحق ما هو أكثر من جائزة الإسهام الفني. المخرجان النمساويان فيرونيكا فرانتز وسيفيرين فيالا يعودان إلى الماضي، فينطلق من تشريع كنسي ساد خلال زمن أحداث الفيلم (قرابة عام 1750) في منطقة ستيريا النمساوية، يُفتي بأن من يرتكب جريمة القتل ثم يُطبق عليه القصاص تصعد روحه إلى السماء وقد غُفرت الجريمة عبر تنفيذ العقوبة، أما من ينتحر فتصعد روحة ملعونة للأبد.

الأمر أدى لشيوع ظاهرة عُرفت باسم "الانتحار بالوكالة"، حيث اعتاد من يريد الانتحار أن يرتكب جريمة قتل، لطفل في الأغلب لضمان عدم المقاومة، ثم يعترف بالجريمة ويذهب للمقصلة بسلام، فقد ارتاح من الحياة البائسة وضمن قبوله في السماء. مما أدى لأكثر من 400 حالة انتحار مسجلة، أغلبها من النساء اللاتي يدخلن في "حمام الشيطان"، أي يصبن بالاكتئاب وفق المصطلح المستخدم آنذاك.

يجيد مدير التصوير رسم العالم الكابوسي الذي تعيشه بطلة الحكاية أجنس (آنيا بلاشج التي كانت ممن يستحقون جائزة التمثيل الرئيسي أكثر من سيباستيان ستان)، المرأة المقهورة في زواج تعيش تُحرم فيه من أبسط حقوقها، عبر زوج صاحب ميول جنسية مختلفة وحماة تتدخل في تفاصيل حياتها، وظروف معيشية كئيبة تصلح في المطلق لأن تكون سببًا للتعاسة والاكتئاب، فما بالك عندما تجتمع مع ما تعانيه أجنس من أزمات؟
سيناريو الفيلم متوقع، لكن مخالفة المسار للتوقعات ليس سر قوة "حمام الشيطان"، وإنما قدرة المخرجان -ومعهما مدير التصوير بطبيعة الحال- على إعادة خلق الزمن بأبعاده البصرية وأثرها النفسي بإجادة مبهرة منحتنا واحدًا من أفضل أفلام المسابقة في مهرجان برلين 2024.


اقرأ أيضا:

دينا الشربيني تستبدل صديقاتها بحمواتها على الكنبة ولمسة وفاء لمصطفى درويش واحتفالات بفوز الأهلي على "سطلانة"... ملاحظات على إعلان "كامل العدد +1"

ظهور نادر لابنة أحمد السقا بصحبة والدتها مها الصغير - فيديو

ابنة محمد فؤاد تخطف الأنظار في حفل زفاف شقيقها ... ماذا قال والدها

#شرطة_الموضة: هيفاء وهبي تحتفل بشهر ميلادها بفستان أسود قصير بظهر مكشوف مزين باللؤلؤ

طالع أيضا: ريم رؤوف: أحمد مختار خالي ... وأحمد كمال كان صديقه وكان بيقعدني على حجره ويلعب بيا مع عبلة كامل


حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5