عبر المخرج الكندي ديفيد كروننبرج عن سعادته البالغة بنجاح فيلمه الجديد "a history of violence" بطولة فيجو مورتنسن وماريا بيلو وآد هاريس.

وفي تصريح خاص لجريدة لو فيجارو الفرنسية نشرته في موقعها الرسمي أبدى كروننبرج إعجابة بفكرة العنف الذي تناولها الفيلم ، بقوله : "أنا لم أشعر بالتشائم اتجاه فكرة الفيلم أو مشكلة العنف كما قيل في الصحف ، ولكن بما أني مخرج درامي في الأساس فقد جذبتني للغاية الصراعات الموجودة في القصة .. فالصراعات كما يقول جورج برنارد شو وقود الدراما".

وقال كروننبرج – الحاصل على جائزة النقاد في مهرجان أفورياز الدولي للأفلام الخيالية عام 1984 عن فيلم "منطقة الموت" أو the dead zone - إن الصراعات الأكثر أهمية والتي ظهرت في هذا الفيلم هي الصراعات المعنوية ، "السينما عاشقة لهذا النوع من الصراع والعنف ، ومن الممكن وصفها وصياغتها بطريقة فنية مبسطة توصلها إلى الجمهور".

وقال كروننبرج إن السيناريو الأصلي للفيلم : "لم يعجبني .. وطلبت من السيناريست جون ونير إجراء تغيرات على السيناريو .. وبالفعل أعدنا صياغته مرة أخرى ، وحينها جذبتني البساطة في تناول الأحداث ، التي تُظهر القصة وكأنها قصة إنسانية مليئة بالمشاعر على الرغم من أنها قائمة على العنف والصراع".

وتابع كروننبرج "نحن نغفل في بعض الأحيان عن الأخذ في أعتباراتنا أننا كبشر نحمل صفات جيدة وأخرى سيئة ، وفي هذا الفيلم كنت مهتماً بإظهار نوع من التوازن في الشخصيات .. فأنت إذا مجدت العنف في حد ذاته بسبب إقتناعك بدوافعه ، ستصفق في النهاية للنتائج المؤلمة المترتبة عليه".

ويدور الفيلم حول "توم ستال" الذي يلعب دوره الممثل الأمريكي فيجو موتنسين - بطل ثلاثية مملكة الخواتم الشهيرة- والذي هرب من ماضيه المليء بالعنف ، بعدما كان فرداً من أفراد المافيا ، لكن الماضي يركض وراءه ، ليضطر هذه المرة إلى استخدام العنف للدفاع عن نفسة وعن أسرته.

وأكد كروننبرج إن ما يعرضه الفيلم هو صورة حقيقية لما يحدث في أمريكا : "هو مرآة تعكس العنف الأمريكى من نواحي مختلفة ، حتى لو كنت تناولته بشكل فانتازي إلا أنه يجسد جزءاً من السياسة الأمريكية والعنف الجاري" ، فهو في نظر كوننبرج ذلك الرجل الذي يدافع عن أسرتة في الفيلم مما يضطره للجوء إلى العنف ماهو إلا صورة للرئيس الأمريكي جورج بوش الرجل قوي الذي يدافع عن بلاده وعن أمنها حتى ولو باستخدام العنف.