رسالة إلى مدحت والحجار ... "لم الشمل بلاش تفكيكة"

تاريخ النشر: الأحد، 25 يونيو، 2023 | آخر تحديث:
مدحت صالح وعلي الحجار

عندما اندلعت حرب الخليج، وغارت العراق على جارتها الكويت التي يربط بينهما علاقة عروبة، وجغرافيا، ونسب، شكلت هذه الحرب غصة في نفوس كل من عاصرها، وكان واعيا بخطورة ما يحدث، وقادرا على قراءة ما بين السطور، وما ستؤول إليه الأحداث إذا ما تركت الحرب مشتعلة بهذا الشكل، وسمح لأمريكا وحلفائها بالعبث في الأراضي العربية، بينما يقف قادة العرب وشعوبها مكتوفي الأيدي، وهو ما ثبت صحته فيما بعد.

كان الفنان "علي الحجار" أحد هؤلاء الرافضين لما آلت إليه الأوضاع، فقرر أن يعلن عن ذلك بطريقته الخاصة، فأوقف العمل على الألبوم العاطفي الذي كان ينوي طرحه في الأسواق في تلك الفترة، وبدأ في صناعة مشروع ملهم، بمعاونة الشاعر "جمال بخيت" والملحن "فاروق الشرنوبي" فكان ألبوم (لم الشمل) الذي خاطب من خلاله الضمير الحي، وعاتب كل من لم يقم بدوره لرأب الصدع بين الشقيقتين، وأطلق صرخة مدوية مخاطبا العرب كان عنوانها هو عنوان الألبوم (لم الشمل).

نرشح لك: ديما بياعة: أقبل زواج ابني من رجل متحول وأمارس طقوس ديانتين وتعرضت للتنمر بسبب عمل والدتي

علي الحجار


ومع اختلاف التشبيه، لكني لا أدري لماذا تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع ما جرى طيلة الأسبوع الماضي، بعدما أعلن الفنان "مدحت صالح" في مؤتمر صحفي انطلق من داخل دار الأوبرا المصرية، عن مشروع أسماه في البداية (مدحت والكبار) قبل أن يتغير اسمه فيما بعد إلى (الأساتذة) قوام هذا المشروع وهدفه هو إحياء التراث الغنائي عن طريق عمل توزيعات جديدة تلائم روح العصر، وهو بالطبع مشروع مهم في ظل ما يعانيه الفن المصري من تردي، وجمود، لكن مشكلته الوحيدة هي أن الفنان "علي الحجار" قد سبق وطرحه قبل ما يزيد عن 20 سنة، بعنوان (100 سنة غنا).

وبمجرد أن انتهى المؤتمر الصحفي انبرى جمهور "الحجار" ليعلن عن ثورته على ما جاء في المؤتمر، واستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لهم، ليخبروا بها المسئولين عن المشروع بأن الأحقية في إحياء التراث تؤول للفنان "علي الحجار" باعتباره أول من تبنى هذا المشروع، وسعى لتحقيقه طوال السنوات الماضية دون جدوى، وقد قام بعض من الجمهور بالتعليق على صفحات المواقع الإخبارية وصفحات الأوبرا بكثافة، وقام البعض الآخر بكتابة منشورات اتهموا فيها الفنان "مدحت صالح" بالسطو على مشروع صديق عمره، مع وضع إشارة لصفحة مدحت صالح الرسمية وصفحته الخاصة كنوع من الضمان بأن الرسالة قد وصلت إلى الشخص المعني بها.

مدحت صالح في المؤتمر الصحفي للإعلان عن مشروع "الأساتذة"

وفي المقابل تعالت أصوات أخري بأن ما قام به "الحجار" طوال السنوات الماضية ما هو إلا محاولة مثل كثير من المحاولات الجادة التي لم تلق حظها من النجاح، والحقيقة أن هذا الرأي الذي سمعته وقرأته أكثر من مرة على مدار الأيام الماضية ما هو إلا حق يراد به باطل، ففكرة "علي الحجار" ليست محاولة، بل إنها مشروع متكامل، قام الفنان بإعداد دراسة وافية عنه، وتحدث عنه عشرات المرات، وتكفي ضغطة زر على موقع البحث الشهير جوجل، لتظهر الحوارات الصحفية والتليفزيونية التي تناول فيها الحجار مشروعه بشرح مستفيض.

وبين هذه الأصوات وتلك، كنت انتظر رد المعنيين بالأمر حول كل ما أثير، وإذا كان تأخر ظهور رد واضح للفنان علي الحجار على ما حدث يشير إلى أنه فضل أن يعلي من قيمة الصداقة والعشرة الطويلة، حتى وإن تحامل على نفسه، أو كما غناها بصوته من قبل (ساعات يكون كتم الأنين أصدق) فما تفسير صمت الفنان "مدحت صالح" حتى الآن؟ وما تفسير عدم وجود رجل رشيد، يسعى لرأب الصدع، قبل أن تزيد الفجوة، وتتسع الهوة بين قامتين من قامات الغناء المصري، ينطبق على كليهما قول الشاعر (هيهات لا يأتي الزمان بمثله.. إن الزمان بمثله لبخيل).

علي الحجار ومدحت صالح

فلا يخفى على أحد ما بين الفنانين الكبيرين من صداقة عميقة، يعرفها المقربون جيدا، ويعرفها الجمهور أيضا، ولا أنسى ما قاله "مدحت صالح" في حوار سابق له أن "علي الحجار" هو أستاذه في غناء التترات، وأن في حياته اثنين من المطربين لهما تأثير كبير عليه، أولهما العندليب الأسمر، حيث كان يجلس داخل حديقة الأسماك معلقا عينيه على شرفة عبد الحليم حافظ، أملا في أن يطل منها فيراه، والآخر هو "علي الحجار" حيث كان يجلس "مدحت" في سيارته أمام كازينو الشاليمار الذي كان يغني فيه الفنان القدير لكي يستمع إلى غناه، حيث كان لا يمتلك وقتها ثمن الدخول، بل أنه ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وذكر أن أغنية (بلادي أنا بنك) التي غناها "الحجار" في ألبوم (ولد وبنت) كانت جواز مروره إلى فرقة أنغام الشباب في مسرح البالون، حيث غناها في امتحانات الفرقة، وتم قبوله للانضمام إليها، وفي المقابل حكى كثيرا الفنان "علي الحجار" عن مواقف جمعت بينه وبين صديقه "مدحت صالح" منها وقفته يوم تأبين والده الفنان "إبراهيم الحجار" وغيرها من الذكريات التي تستحق منا جميعا أن نحترمها، وأن نقول لصوتين من أهم الأصوات المصرية (لموا الشمل بلاش تفكيكة).

اقرأ أيضا:

رقص والدة أصالة احتفالا بزواج ابنها أنس نصري (فيديو)

ديما بياعة: زوجي لا يمانع تجسيدي مشاهد حميمية طالما في سياق الدراما

بعد 41 عاما على عرضها … اسمع الكوبليه المحذوف من أغنية "أهلا بالعيد"

ديما بياعة: زوجي لا يمانع تجسيدي مشاهد حميمية طالما في سياق الدراما

لا يفوتك: كل ما تريد معرفته عن الذكاء الاصطناعي الذي شغل العالم الفترة الماضية في تحليل النغمات مع عمك البات

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5