"أساتذة" مدحت صالح ... ردوا الحق لـ علي الحجار

تاريخ النشر: السبت، 24 يونيو، 2023 | آخر تحديث:
مدحت صالح وعلي الحجار في أحد البرامج التليفزيونية

"أنا مش حابيع الصدق بالأكاذيب
ولا أقولش للحمل الوديع يا ديب
ولا أقولش للديب يا أعز حبيب
والصدق مهما عز
فى الأزمة مش ههتز
ساعات يكون كتم الأنين أصدق
وأنا مهما أقع راح أقوم
ودي.. مسألة مبدأ".

لم تكن كلمات الخال عبد الرحمن الأبنودي هذه مجرد تتر من أشهر تترات دراما تليفزيونية تجاوز عددها المائة بقليل تغنى بها الفنان الكبير علي الحجار، ولكنها في واقع الأمر تَليقُ بـ"الحجار" وتُعَبِر عنه وتَصِف ملامح شخصيته الحقيقية مهنيًا وإنسانيًا، فهو صاحب مبدأ لا يُساوِم عليه في أي وقت تحت أي ظرف في مواجهة أي أحد، وخاصة إذا تعلق الأمر باحترامه لنفسه وفنه وتاريخه وجمهوره.

علي الحجار في لقاء تليفزيوني

وعلى الناحية الأخرى رفض مدحت صالح في مطلع تألقه، زمانه وأوانه ومكانه، متطلعًا لأن يعيش في "كوكي تاني".. في "عالم تاني.. فيه لسه أماني.. فيه الإنسان.. لسه إنسان عايش للتاني".. ومع هذا لم نجده في محطات كثيرة في مسيرته المهنية والإنسانية الطويلة إلا متعايشًا إلى أبعد الحدود مع ما رفضه في زمانه وأوانه ومكانه، وعلى حساب نفسه وفنه في معظم الأحوال.

أكتفي هنا بواقعتين جمعتا "الحجار ومدحت" كانتا بمثابة تلك اللحظات الحرجة التي يواجه فيها الإنسان نفسه في وضعية اختبار واختيار بين ما يقوله ويؤمن به وما يفعله وينساق إليه.

الأولى كانت في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، عندما اعتذر علي الحجار عن عدم المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل "رحلة السيد أبو العلا البشري" وكان تحت عنوان "أبو العلا 90"، بعد خلاف شهير مع مؤلف المسلسل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، حول عدم قناعة "الحجار" بالتطور السلبي الجذري في شخصية "محسن" التي كان يقوم بها، من مطرب متمسك بقيمة الفن إلى مُغَني والسلام جريًا وراء المال، خاصة أن الفاصل الزمني بين جُزأي المسلسل كان خمس سنوات فقط لا غير، لم يحدث فيها في الواقع أي تطورات سلبية جذرية في المجتمع تدعم رؤية "عكاشة"، وقتها ذهب الدور إلى مدحت صالح وقام به على أكمل وجه، ولكن لم يُحقِق الجزء الثاني في مجموعه نفس نجاح وشهرة الجزء الأول ومساحته الخاصة في وجدان الجمهور، وهو ما يدعم رؤية "الحجار" في عدم المشاركة فيه.

علي الحجار في إحدى حفلاته الغنائية

أما الواقعة الثانية فكانت في موسم رمضان من عام 2019، وقتها رفض علي الحجار المشاركة في إعلان إحدى شركات المياه الغازية الشهيرة، بعدما اقترحت الشركة المُنتِجة أن يقوم الإعلان على لحن تتر مسلسل "المال والبنون"، ولكن بصحبة كلمات مَرِحَة بديلة تُعَبِر عن الزحمة والحر ومشقة الصيام وخلافه مما يتناسب والمُنتَج صاحب الإعلان وتوقيت عرضه، ولم يكن رفض "الحجار" تشويه "المال والبنون" إلا تقديرًا لقيمة ورسالة التتر والمسلسل، وحِفظًا لمكانته ومساحته الخاصة أيضًا في وجدان الجمهور، وقتها ذهب الإعلان أيضًا إلى مدحت صالح وقام به أيضًا على أكمل وجه، يُجيد هو دائمًا كدوبلير "الحجار" خاصة إذا رأى النجاح مضمونًا والمقابل المادي لا يُقاوَم، سواء في جزء ثان من مسلسل حقق نجاحًا مدويًا بالفعل في جزئه الأول، أو في إعلان على لحن تتر لمسلسل آخر يُعَدُ من أعظم ما أنتجت الدراما المصرية في تاريخها.

مناسبة هذا كله ما أعلن عنه مدحت صالح مؤخرًا في مؤتمر صحفي بصحبة رئيس دار الأوبرا المصرية الدكتور خالد داغر، مشروع "الأساتذة" الغنائي نحو تحديث التراث الموسيقي العربي على حد تصريح مدحت صالح نفسه، ويتلخص المشروع في إعادة صياغة أعمال كبار الموسيقيين والمطربين مع الحفاظ على الألحان الأصلية، وبحيث تُقَدَم التجربة في سلسلة حفلات على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، فيما تعرض شبكة تليفزيون الحياة حفلات المشروع بشكل حصري على الهواء مباشرة، ولم يَنْسَ مدحت صالح مُغازلة محفل الترفيه بـ"الرياض"، مؤكدًا أن أعمال كبار المطربين العرب أمثال محمد عبده وطلال مداح لها مساحتها في المشروع، وكان "مدحت" قبل مؤتمره الصحفي هذا بعدة أيام، قد أجاب عن سؤال صحفي بشأن غيابه عن حفلات هيئة الترفيه السعودية، بأن الدعوة لم توجه إليه حتى الآن حتى يُغَني في "الرياض".

مدحت صالح في المؤتمر الصحفي للإعلان عن مشروع "مدحت والكبار"

وهنا تأتي كلمة الحق في وجه مدحت صالح، وهي أن مشروعه ليس إلا سطوًا فنيًا بكل ما تحمله الكلمة من مفردات الجرأة والتجاوز على "100 سنة غنا" مشروع علي الحجار الغنائي التوثيقي الكبير، والذي يُجاهِد "الحجار" طوال أكثر من عشرين عامًا الآن من أجل ظهوره إلى النور، قدمه لأول مرة في عهد وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني، ومرة أخرى إلى وزير الثقافة حاليًا د. نيفين الكيلاني وقتما كانت تتولى رئاسة صندوق التنمية الثقافية، ومرة ثالثة إلى القائمين على قناة DMC مع بداية إطلاقها، وفي كل مرة كان "الحجار" يُقَدِم المشروع بكافة تفاصيله من مشاركة زملائه المطربين الكبار ومنح فرص المشاركة للمواهب الشابة الواعدة وحتى أجور العازفين، في دراسة جدوى متكاملة تؤكد جدية طرح الحجار باعتباره أحد مشاريع عمره الحالمة.

ولأن أحلام علي الحجار الفنية بالأساس تُصاحبه طوال الوقت، ولا يبخل في شأنها بما يستطيعه ويقدر عليه، حرص في كل مناسبة إعلامية طوال هذه السنوات الطويلة، على طرح مشروعه والحديث عن ملامحه وآماله وتحدياته، وكل هذا مُوَثَق يمكن الرجوع إليه في أرشيف الصحف والمجلات الورقية والمواقع الإلكترونية، وأيضًا في أرشيف برامج الإذاعة والتليفزيون وعلى "اليوتيوب"، كما أنه طوال الوقت منذ أن احترف الغناء، يحرص على إعادة صياغة أعمال كبار الموسيقيين والمطربين، وتقديمها بملامح مُتطورة تُخاطِب الأجيال الجديدة وفق معطيات عصرها، منها "أهو ده اللي صار" لفنان الشعب رائد تطوير الموسيقى العربية سيد درويش، "جَفْنُهُ" و"سَهِرْتُ" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، "داري العيون" لحن الموسيقار المُتَفَرِد استثنائيًا محمد فوزي، و"حانة الأقدار" رائعة الموسيقار الكبير محمد الموجي، وأيضًا طوال سنوات طويلة في حفلاته الشهرية المنتظمة بـ"ساقية الصاوي"، منح علي الحجار الفرص الحقيقية وقدم المواهب الشابة الواعدة في مجالات الشعر والموسيقى والغناء.

كل هذا وأكثر يعلمه مدحت صالح من علي الحجار وعنه، بحكم صداقة مُقَرَبَة طويلة بينهما ممتدة ومتواصلة ومستمرة، من وقت أن تتلمذ مدحت صالح على يد الموسيقار إبراهيم الحجار والد علي، وهو المُوثَق في أكثر من حوار لـ"مدحت"، ومنها حلقة "معكم منى الشاذلي" التي استضافت فيها "الحجار ومدحت" معًا منذ نحو خمس سنوات، وفيها يحكي "مدحت" إلى أي مدى مَثل "الحجار" ومشروعه الغنائي إلهامًا لـ"مدحت" في بداية مسيرته الفنية، وكيف أنه في شبابه كان يذهب خلف "الحجار" في كل مكان يُغَني فيه حتى يُنْصِت له ويتعلم منه، وأحيانًا - وفق روايته - كان يفعل ذلك من خارج المكان إذا لم يكن يملك ثمن تذكرة الدخول.

أخطأت إذًا يا "مدحت" في حق "الحجار" إنسانيًا كصديق ومهنيًا كزميل، راجع نفسك عسى أن يأتي الاعتذار والتراجع قبل فوات الأوان، حتى لا تخصم من تاريخك الفني ومن رصيد مُحبيك جمهور "الحجار" الكبير، الذي يُكن لك مكانة خاصة بحكم قُربك من "الحجار" قبل أن تكون مُطرِبًا كبيرًا.

مدحت صالح في إحدى حفلاته الغنائية

أما وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية، فكلاهما مُطَالَب بمراجعة مواقفه هو الآخر، مشروع "الحجار" في أدراج وزارة الثقافة طوال سنوات طويلة، وهو ما يفرض السؤال حول آليات التسليم والتسلم فيما بين المسئولين، وفاعلية هذه الآليات في وقوف المسئولين الجدد على الملفات المحسومة والمعلقة والمؤجلة وهم بصدد ولايتهم الجديدة، خاصة أن الوزيرة الحالية -كما أوضحت- كانت تتولى رئاسة صندوق التنمية الثقافية وقتما تقدم له "الحجار" بمشروعه.

ولأن موافقة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كانت مدخل مدحت صالح نحو تدشين المشروع عبر وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية، وباعتبارها إحدى أهم مرجعيات ضبط الأداء الإعلامي والفني والثقافي في مجموعه، نرجوها مراجعة الملف برُمته حفاظًا على حق علي الحجار، الفنان صاحب المواقف الوطنية المَشهودة طوال أكثر من 45 عامًا هي عمره الفني، انتصارًا لوطنه في مواجهة أعدائه المُتربصين به في الداخل والخارج.

وأخيرًا أطالب علي الحجار بالتمسك بحقه التاريخي في مشروعه، وعليه السعي في كل اتجاه بما يحفظ له حقه، وعلى أصدقائه ومحبيه من شهود العيان الإعلاميين والكتاب والصحفيين وأيضًا الفنانين دعمه بقوة في الحفاظ على حقه، كل في موقعه وبما تيسر له، فكلمة الحق واجبة الآن في وجه فنان جائر!.

اقرأ أيضا:

بعد اتهامها له بضربها واغتصابها.. أحمد برازيلي يرد على إدعاءات زوجته ميرنا طارق: سرقت فلوسي وهربت

بالفيديو ... ياسمين عز تشرح مراحل لف الطرحة على الطريقة التركية

فيديو نادر- أحمد عز قبل الشهرة يتحدث عن حلمه في التمثيل

يوسف الشريف يعود لجمهوره في رمضان 2024 بـ"الراكون"


لا يفوتك: لقاءات حصرية مع أبطال فيلم #بيت_الروبي في العرض الخاص

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5