FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 1 نوفمبر، 2005 | آخر تحديث: الثلاثاء، 1 نوفمبر، 2005

دبي (الإمارات العربية المتحدة)-رويترز: بدأت مشاهد مثل مبان تنفجر وسيارات ملغومة وضحايا هجمات ملطخين بالدماء تظهرعلى شاشات المحطات الفضائية العربية في أعمال درامية تناقش التشدد الإسلامي.

ويقول منتجو هذه الأعمال أنهم يخوضون معركة أخرى ضد التشدد الديني المحلي الذي تواجهه العديد من الحكومات في الشرق الاوسط بحملات أمنية وحملات إعلامية مكثفة.

فتعرض مسلسلات مثل "الطريق الوعر" و"الحور العين" خلال شهر رمضان في ذروة وقت المشاهدة في الشرق الأوسط.

ويناقش العملان التفسيرات المتشددة للإسلام مثل التفسير الذي يتبناه أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" والمشكلات الإجتماعية التي تدفع البعض للتطرف.

ويقول علي الأحمد رئيس قناة أبو ظبي التلفزيونية التي أنتجت مسلسل "الطريق الوعر" أن المتشددين صوتهم هو الأعلى اليوم لذلك كان من الضروري منح المعتدلين قناة لتوصيل آرائهم.

وأضاف أن هذه مشكلة يعاني منها الجميع ولا يتعين على العرب أن يعتبروها ظاهرة عارضة ستنتهي بهدوء بعد وقت.

وصدم ملايين العرب والمسلمين وشعروا بالحيرة عندما علموا بأن هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة نفذها عرب ولدوا ونشأوا في الشرق الأوسط.

وبعد أن حول تنظيم القاعدة إهتمامه عن الغرب وتوجه الى مدن عربية مسلمة بدت الحاجة لفهم جذور التشدد أكثر الحاحا في المنطقة.

وفي مسلسل "الطريق الوعر" يتمزق المجتمع عندما يشن بعض أفراده حملة عنف للإطاحة بالحكام "الكفار" وإقامة "حكم إسلامي عادل" في إشارة الى التمرد ضد الحكومات الموالية للولايات المتحدة الأمريكية في العراق والسعودية واليمن.

وتدور أحداث القصة على خلفية من أحداث حقيقية ، وكما هو الحال في الحياة الواقعية فأن أحداثاً مثل الصراع العربي الإسرائيلي والإحتلال الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وإساءة سجانين أمريكيين للقرآن في معسكر إعتقال جوانتانامو تؤثر على حياة الشخصيات وتغذي غضبهم.

وقال جمالـ أبو حمدان وهو كاتب أردني ومؤلف العمل أن هناك معاناة حقيقية في العالم العربي يتعين كشفها.

وأضاف أن هناك حالة من الغضب في المجتمعات العربية والإسلامية لكن يجري توجيهها في الإتجاه الخاطيء وهذا القمع يتراكم وينفجر ، وأصبح الشبان عرضة لعمليات غسيل المخ.

وتابع "إن الدراما هي دعوة لمقاومة ليس العنف والإحتلال العسكري للأرض فقط بل أيضاً لإحتلال الروح بالظلم والقمع".

ويقول المحللون أن الإفتقار لحرية التعبير وإرتفاع معدلات البطالة والفقر تشعل الغضب والتشدد في العالم العربي.

ويستند مسلسل "الحور العين" على تفجير تنظيم القاعدة لمجمع سكني في السعودية كان أغلب الضحايا فيه من العرب المسلمين المغتربين.

ويشير العنوان الى الحور اللائي وعد الله –سبحانه وتعالى- بهن الشهداء في الجنة ، ويعتقد بعض المتشددين أنهم إذا ماتوا شهداء سيكافأون بالحور العين.

ويقول المخرج السوري نجدت إنزور أن مسلسله يهدف إلى القضاء على أي دعم لدعوات المتشددين للجهاد بين المشاهدين الذين قد يكونون متعاطفين مع مناهضة القاعدة للولايات المتحدة.

وقال إنزور أن المسلسل يخاطب كل الأجيال وبخاصة المترددين الواقفين في مفترق الطرق ، وأشار الى أن العمل لن يؤثر على الذين إختاروا طريقهم بالفعل.

وفي أحد المشاهد يقول رجل دين معتدل للمتعبدين ومنهم من سيصبح ناشطاً أن الهدف من الجهاد هو حماية المجتمع في حال تعرضه لخطر واضح.

وتقول شخصية أخرى أن الجهاد ليس قتل المدنيين بل العمل على أن تصبح مسلماً أفضل. ،مما دفع بعض المشاهدين للإشادة بالمسلسلين.

وقالت نرمين زهدي -31 عاماً- المتخصصة في شؤون البيئة "إن مناقشة آراء المتطرفين في الدين فضحتهم باعتبارهم إرهابيين لا علاقة لهم بالإسلام".

غير أن المضمون المثير للجدل للمسلسلين أثار غضب البعض ، وذكرت صحيفة سعودية أن بعض الممثلين في "الحور العين" تلقوا تهديدات بالقتل.

وفي العام الماضي تم وقف عرض مسلسل "الطريق الى كابول" من تأليف أبو حمدان والذي يتحدث عن حركة طالبان الافغانية المتشددة بعد تهديدات من نشطاء ، وقالت قنوات التلفزيون في ذلك الوقت ان العرض أوقف لأسباب فنية.

وقال فارس بن حزام الباحث المتخصص في شؤون القاعدة أنه من الخطأ تصور أن مثل هذه المسلسلات ستدفع نشطاء القاعدة لتغيير أسلوب تفكيرهم إذ أنهم لا يفتحون أصلاً تلفزيونات الكفار لكن الرسالة قد تؤثرعلى شبان في العشرينات من عمرهم مازالت آراءهم تتشكل.