مي جودة
مي جودة تاريخ النشر: الأحد، 28 مارس، 2010 | آخر تحديث: الأحد، 28 مارس، 2010
شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي

انتظرت طيلة الفترة الماضية أن أرى أي نوع من أنواع الحداد على الراحل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق على القنوات والإذاعات الحكومية غير التقارير التي تصاحبها موسيقى حزينة، ولكن لم يحدث ذلك.

والأغرب من ذلك هي إذاعة القرآن الكريم التي لم تعلن عن وفاة شيخ الأزهر إلا بعدها بما يقرب من ساعة ونصف الساعة، أي بعد أن تداولته الصحف الالكترونية والمنتديات، وهذا ما يعتبر تقصيرا من الناحية الإخبارية في المحطة.

واندهشت عندما وجدت قناتي "أو تي في" OTV و"أون تي في" ONTV، لمالكها رجل الأعمال "القبطي" نجيب ساويرس، هي الوحيدة التي وضعت على الشاشة شريطة سوداء لمدة يوم حدادا على هذا الرجل الذي يجعله منصبه مساويا لرئيس الوزراء المصري ويمتاز عنه بأنه لا يُعزل، ولتغطيتهما المميزة لرحيل طنطاوي حصلت القناتين على تكريم جامعة سوهاج.

ولم يكتف ساويرس في إحراج الإعلام الحكومي فقط بالحداد على الشيخ الراحل دون انتظار تصريح من الجهات المسئولة في الدولة للحداد، ولكن خرج علينا هذه الأيام بتبرعه بمليون جنيه كجائزة لمسابقة عالمية سنوية تحمل اسم الشيخ الراحل.

أما الأسباب المعلنة فلم تختلف كثيرا، وغير مقنعة، لأنها لا تكفي لعدم تكريم شيخ الأزهر، الذي طالما مدحناه طوال حياته، ونعتز بمكانته وبمكانة الأزهر كمنارة دينية إسلامية، تعالوا نستعرض بعضها في التصريحات التالية:

"ربما جاء مرض الرئيس محمد حسني مبارك، شفاه الله وعفاه، مانعا للإعلام الحكومي من إعلان حالة الحداد خوفا من حدوث لبس للشعب أو تأكيد للشائعات، التي خرجت مؤخرا على العديد من المواقع الالكترونية"، ذلك ما جاء على لسان مصدر مسئول رفض ذكر اسمه بماسبيرو.

بينما قال مخرج البرامج التليفزيونية خالد شبانة ورئيس قناة "نايل كوميدي": "لا نستطيع أن نعلن حالة الحداد الرسمية دون أوامر عليا من وزارة الإعلام، وحالة الحداد في الأغلب تقام على الرؤساء فقط".

ومن جانبه أكد المخرج أشرف عبد المحسن بالقناة الأولى أنه تم مراعاة رحيل الإمام قائلا: "بالعكس، منعنا كل الفقرات الغنائية من القنوات لفترة وكذلك البرامج الخفيفة وعرضنا بدلا منها برامج حوارية قوية وفقرات عن شيخ الأزهر، كما أنه لا يمكننا إعلان حالة الحداد دون أوامر وزارية".

ومن جانبه اتهم الدكتور عمار علي حسن، الباحث في شئون المنظمات والحركات الإسلامية، الحكومة بالاستهانة والاستهتار بالأزهر الشريف، لعدم إعلانها الحداد العام علي شيخه، وقال غن عدم إعلان الدولة المصرية الحداد علي شيخ الأزهر تصرف يتسم بالرعونة الشديدة، لعدم الإحساس بحجم مؤسسة الأزهر الشريف الذي يحظي بتقدير ومكانة كبيرين يصلان إلي درجة التقديس بين بعض المسلمين في آسيا وإفريقيا.

وأكد علي حسن أن عدم إعطاء شيخ الأزهر المكانة والتقدير التي يستحقها يؤثر تأثيرا خطيرا في مكانة الأزهر في العالم، حيث ستهتز مكانة وحجم مصر، لأن المسلمين في العالم يقدرون مصر ويحبونها بسبب احتضانها للأزهر، لا سيما أن شيخ الأزهر هو إمام المسلمين السنة في جميع أنحاء العالم.

واتفق ضياء رشوان، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام، في الرأي مع ما قاله عمار علي حسن، مشيرا إلي أن شيخ الأزهر هو بدرجة رئيس الوزراء ويتساوي مع الدكتور أحمد نظيف في البروتوكول، ليس هذا فقط بل إنه يحصل علي راتب رئيس الوزراء، وبناء علي ذلك كان ينبغي علي الحكومة أن تعلن الحداد الرسمي علي شيخ الأزهر الذي يحظي بمكانة كبيرة كإمام للمسلمين السُّنة.

إلا أن رشوان عاد وأكد أن إعلان الحداد الرسمي علي الشخصيات الرسمية ليس له قواعد ثابتة ويخضع لتقديرات الدولة، خاصة أنه لم تتوف شخصيات تشغل منصب رئيس الوزراء وهي في الحكم، حيث لم يعمر من يشغل هذا المنصب طويلا، أما من توفي من رؤساء الوزراء وهم خارج السلطة فكان الدكتور عاطف صدقي الذي أصدر الرئيس مبارك قراراً بتكريمه بجنازة رسمية شارك فيها مبارك وكل رجال الدولة.

ملحوظة: أتمنى من القراء ألا يذكروا للشيخ الراحل سوى محاسنه، فحسن خاتمته تمنعنا عن ذكر أي آراء شخصية تسيء له.