مصطفى حمدي
مصطفى حمدي تاريخ النشر: الأحد، 6 نوفمبر، 2022 | آخر تحديث:
فيلم hellhole يتناول تجسيد الشيطان ليحكم العالم

طرحت مؤخرًا منصة "نتفليكس" الفيلم البولندي Hellhole أو "بؤرة الجحيم" بالتزامن مع عيد الهالويين الذي يشهد هذا العام بدء عرض عدد لا بأس من أفلام الرعب عبر المنصات المختلفة وفي دور السينما.

تدور أحداث الفيلم في "بولندا" عام 1987، حيث يقوم أحد أفراد الشرطة خلال تحقيقه بشأن حالات اختفاء غامضة بالتسلل إلى دير في منطقة نائية… فيكتشف حقيقة مظلمة عن رجال الدين هناك.

يشارك في بطولة الفيلم كل من بيوتر زورافسكي،أولاف لوباشينكو،سيباستيان ستانكيفيتش، واخراج بارتوزش كوالسكي.

رغم أن الفيلم نال تقييمًا متوسطًا هو 5.6 عبر موقع imdb إلا أن تعليقات القراء على نفس الموقع منحته إشادات كبيرة تحت عناوين احتفالية مثل "لقد رأيت رعب المستقبل"، أو " واحدة من أفضل مفاجآت الرعب في 2022" ، هذا الإطراء الذي انهال من مستخدمي الموسوعة السينمائية الأشهر في العالم، لم يقابله احتفاء مشابه على المستوى النقدي، فقد كتب الناقد السينمائي "كليف إيفانز" : إنه فيلم ممل ومباشر ومظلم بقدر ما يقودك عنوانه لتصديقه وهذه واحدة من المشاكل التي يواجهها.

الشرطي ماريك في طريقه للدير الملعون

فيما وصفه الناقد تومي سنوبرج بنقرة الرعب الجيدة حيث في مقالة عنونها بـ"رعب بولندي" : "ها نقرة رعب جيدة ، نفذت بشكل جيد. هذا لا يخيفني حقًا ولكن مرة أخرى ، هناك عدد قليل جدًا من الأفلام تفعل ذلك. لكنني استمتعت به تمامًا وأعتقد أنه موصى به للغاية".

رعب ديني على الطريقة "البولندية"
الحقيقة أن أفلام الرعب الأوروبية ذات خصوصية شديدة تميزها عن أفلام هوليوود، خاصة الأفلام الألمانية وأفلام شرق أوروبا التي ترتكن بصورة كبيرة على الأساطير الدينية، نقطة أخرى قد تبدو غريبة ولكنني أكتشفتها أثناء مشاهدة العمل بلغته الأم وليس الدبلجة الإنجليزية، وهي أن هذه اللغات أحيانًا تمنح المشاهد قدرًا أكبر من الرعب والتوتر نظرًا لعدم الاعتياد على سماعها.

إذا كنت من هواة أفلام اللعنات الدينية، وعلامات آخر الزمان، وظهور إبن الشيطان، فستجد كل هذه التفاصيل في هذا العمل الذي يبدأ بمشهد ذكرنا بنهاية فيلم the omen الشهير والذي عُرض عام 2006 ليبشر العالم بظهور المسيخ الدجال ، تتذكر أن نهاية هذا الفيلم شهدت محاولة قتل إبن الشيطان ذلك الطفل المحفور على جسده علامة 666 ، بنفس المنطق ينتقل Hellhole في افتتاحيته لعام 1957 في منطقة نائية من بولندا، ينطلق كاهن كاثوليكي إلى مذبح الكنيسة في محاولة لقتل طفل يحمل جلده علامة معينة، بالطبع ستتوقع أن الشيطان متجسد في جسد هذا الطفل، ولكن قبل ذبحه تتدخلا لشرطة لتقتل الكاهن رميا بالرصاص وتنقذ الطفل.

يكتشف ماريك طقوسا غريبة داخل الدير

بعد 30 عامًا يصل "ماريك" شرطي متخفي في زي راهب إلى أحد الأديرة النائية بعد بلاغات عديدة بفقد نساء من أعمار مختلفة هناك لتبدأ المغامرة المرعبة بكل ما تحتوية من إيحاءات مثل إصان الأشجار الملتوية كالأرواح الملعونة، ونعيق الغربان، وصولًا إلى المشاهد المقززة داخل الدير وتحديدًا على مائدة الطعام.

يسعى مارك لاكتشاف حقيقة ما يحدث داخل الدير الذي يصفه كاهنه الأكبر بانه مصحة لعلاج المصابين بالمس الشيطاني، أركان وطرقات وغرف الدير نفسها توحي بسجن ملعون، غرف مضائة بالشموع، وزنازين تئن بأصوات المعذبين والمجانين، وتفسيرات غريبة من الكهنة أغربها مايقوله كبيرهم دون مبالاة: "غالبًا ما يُظهر الشرير وجوده هنا".

الشيطان يتجسد .. مرحبًا بنهاية العالم!
إذا كنت من هواة الرعب الدموي فأنت في حاجة إلى مزيد من القدرة على تقبل مشاهد أكل اللحم المتعفن المضهي في مياه تشبه الصرف الصحي على مائدة غداء الكهنة اليومية، وبين نوبات القيء العنيف التي تنتابه على مدار اليوم، ومحاولات واكتشاف الممرات الغريبة الموجودة في جدران الدير ، ينال "ماريك" شرف المشاركة في عملية لطرد روح شريرة من إحدى الفتيات.

مأدبة الطعام اليومية من أكثر المشاهد المقززة

هذا المشهد تحديدًا يفتتح مرحلة جديدة من أحداث الفيلم، تجاوز الرعب فكرة الغموض إلى الصراحة، ولكن كل هذا يُهدم بسهولة عندما يكتشف الشرطي "متاريك" أن مايحدث خدعة وأن الفتاة مخدرة، وأن الفراش الذي يهتز بعنف والنيران التي تشتعل عن تلاوة الآيات المُخلصة ماهي إلا خدع سينمائية، إذن لماذا يفعل هؤلاء المجانين كل ذلك؟

طقوس كهنة الدير نجحت في استحضار الشيطان

تتطور الأحداث لنجد أنفسنا أمام عمل شيطاني متكامل، يتناول طائفة دينية عجيبة تسعى لاستحضار روح الشيطان المتجسدة في "متاريك" نفسه الطفل الذي نجى منذ 30 عامًا وعلى جسدة علامة الشيطان، في هذا الجزء تحديدًا من الفيلم تتصاعد الأجواء الروحانية المغموسة في رعب ديني يدفعك للتساؤل مع كل مشهد، هل ستنتهي الأمور هنا، لنكتشف أن اللعنة التي استدعاها كهنة الدير ستنقلب عليهم جميعًا، وأن الكاهن الذي حاول قتل الطفل منذ عدة عقود كان محقًا.

الشيطان معلنًا نهاية العالم في لحظة خروجه

الدير في مشهد مرعب بعد تحوله إلى بؤرة الجحيم

مشهد النهاية يبدو مشحونًا برسائل عديدة تتجاوز فكرة الرعب، بأسطوريته وموسيقاه الروحانية المتصاعدة ، وصدمة مشاهد الصلبان المقلوبة، وتمثال المسيح مصلوبًا أمام الشيطان في أعلى سقف الدير، وكأنه يكتب نهاية العالم نفسه، وكأن مخرج الفيلم بارتوزش كوالسكي أراد أن يرسم لوحة مرعبة لبدء يوم القيامة بسيطرة الشيطان على الأرض.