تسليم أهالي .. كوميديا تنحرف عن مسارها

تاريخ النشر: الثلاثاء، 9 أغسطس، 2022 | آخر تحديث:
صورة من فيلم تسليم أهالي

في أغلب الأوقات يكون تأجيل عرض فيلم ما لمدة تزيد عن عام أمر مضر للفيلم نفسه وفي بعض الأحيان يشمل هذا الضرر أحد الأبطال والجزئية الثانية تحديدا تنطبق بشكل كامل على هشام ماجد في أحدث فيلم شارك في بطولته وطرح في دور العرض والذي يحمل اسم "تسليم أهالي" وشارك في بطولته بجانب هشام ماجد كلا من دنيا سمير غانم والراحلة دلال عبدالعزيز وبيومي فؤاد من تأليف شريف نجيب وإخراج خالد الحلفاوي.

ويعتبر هشام ماجد أكثر المتضررين من تلك التجربة خاصة بعد النجاح الكبير فنيا الذي حققه فيلمه السابق "حامل اللقب" الذي يعتبر من أهم وأفضل الأفلام الكوميدية في الأعوام الأخيرة وعرض في فبراير هذا العام وكان البطولة المنفردة الأولى لهشام بعيدا عن التجربة الثلاثية مع أحمد فهمي وشيكو (ستة أفلام) أو الثنائية مع شيكو(فيلمين).

كان من المفترض أن يتم عرض "تسليم أهالي" قبل "حامل اللقب" فإذا حدث هذا لن تتواجد الأزمة لدى هشام ماجد لأن "تسليم أهالي" فنيا أقل بكثير من سابقه فأذا كان عرض أولا كان الأمر سيكون أشبه بخطوات تصاعدية للممثل الذي يقتحم البطولة لكن الآن أصبح "تسليم أهالي" يمثل خطورة للوراء إلى هشام ماجد حتى وان كنا نعلم معظم الظروف الأمور المحيطة بظروف التأجيل المتكرر للعرض التجاري لكن هناك تسلسل زمني لا يمكن أن نتجاهله، و لعل أكثر مثال في الجزئية المتعلقة بالتضرر من تأجيل عرض فيلم هما الثنائي آسر يساين وعمرو سعد في فيلم "أسوار القمر" عام 2015 للمخرج طارق العريان.

تدور أحداث فيلم "تسليم أهالي" عن زاهية "دنيا سمير غانم" التي تبحث عن الزواج بأي طريقة وهي في مقابلة عمل يظهر فيها كضيف شرف الممثل الكبير نبيل الحلفاوي تتحدث بثينة "دلال عبد العزيز" والدة زاهية وتخبرها أن خليل "هشام ماجد" الذي يعمل طبيبا بشريا في إحدى المستشفيات ووالده صدقي "بيومي فؤاد" سيأتيان للزيارة ولطلب الزواج.

تعتقد زاهية أن خليل الذي يجمعهما صلة قرابة أسرية وصديق الطفولة أخيرا سيأتي ليطلبها للزواج خاصة أنه لديها قبول تجاه أو إتجاه أي "عريس"، لكنها تتفاجئ بأن صدقي والده هو الذي يرغب في طلب الزواج من والدتها بثينة وأن قدوم خليل معه كان شرط لبثينة حتى تتم الموافقة.

بداية موفقة لفكرة واعدة طازجة تحمل في حد ذاتها كوميديا اجتماعية خاصة بعد إظهار مشاعر الحب من طرف واحد لزاهية تجاه خليل الذي بدوره لا يبادلها هذا الحب ويرغب في الهجرة إلى كندا وينتظر موعد من السفارة، وفي المقابل تكاد مشاعر الحب بين الأب والأم تفيض وتنفجر وكل ذلك وزاهية لا حول لها ولا قوة أمام رغبة والدتها في الزواج ورفض خليل لها.

وفي مشهد فرح الثنائي صدقي وبثينة بينما يقف الابنان زاهية وخليل وهما يحملا الشموع في مقدمة "الزفة" يتحول الفرح إلى صراع بعد ان تتعرض الأسرة إلى هجوم من جانب أشخاص مجهولين والمفاجأة أن عائلة صدقي وبثينة كانوا كأنهم في جاهزية للأمر وتبادلوا إطلاق النيران مع تلك العصابة بل وتخلصوا منهم جميعا، ليتضح لنا الأمر بعد ذلك بأن صدقي وبثينة وعائلتهما في الأساس هم مجموعة من المجرمين والخارجين على القانون وكان الفرح مجرد ستار لتنفيذ عملية تهريب الألماس في الكوسة.

مر مشهد الفرح مثل الضبابة السوداء التي تبعتها مشاعر مختلطة مزجت الغضب والاستهجان والاستغراب بل والحسرة على فكرة واعدة طازجة يمكن تطويعها في دراما اجتماعية كوميدية، فهذا المشهد جعل الفيلم ينحرف تماما عن مساره ويدخل نفق عميق من الكوميديا الاستهلاكية المثقولة بنقلات لا تحتملها الحبكة، خاصة بعد المنعطف الجديد الذي دخلت فيه الحبكة وانتقلت معها الأحداث إلى صراع داخلي بين تلك الأسرة لاسترداد الألماس، مما جعل الفيلم يبتعد كثيرا عن فكرته الأساسية التي بدأت بها الأحداث ويأخذ مسار آخر.

المنعطف الجديد الذي انزلق خلاله الفيلم ارتكز على ثلاث شخصيات من ضيوف الشرف الأول هو فوكس "شيكو" والثانية كبائر "لوسي" والثالث الخسيس "محمد ممدوح" قد تكون الشخصية الثالثة هي الأكثر اهتماما من حيث التفاصيل خاصة وأن ظهور الدكتور وفاء المعروف باسم الخسيس كان في الجزء الأخير للفيلم، لكن في المجمل لم يضفي وجود ثلاثي ضيوف الشرف مع أحمد فتحي وعمرو وهبة أي تأثير إيجابي على الحبكة، لكن يبقى فقط الظهور الأهم لضيوف الشرف كان تواجد الراحل سمير غانم حتى وان كان ظهوره سريعا ودون ان يتحدث كثيرا فقط يبقى هذا الظهور السريع مصدر متعة وحب لنا جميعا.

يمثل الفيلم عودة لدنيا سمير غانم بشكل عام للتواجد بعد وفاة والديها وبشكل خاص عودتها للسينما بعد غياب ستة أعوام بعد اخر أفلامها "لف ودوران" مع أحمد حلمي عام 2016 ورغم ان الفيلم يمثل بطولة لكنه لا يمثل إضافة لها رغم اجتهادها في تقديم شخصية زاهية والاجتهاد أكثر في تقديم دور كوميدي تستعين بع بقدرتها التمثيلية وقدرتها على التقليد أيضا وهي أمور برعت فيها من قبل لكن هذا الفيلم لم يحمل لها الجديد.
نفس الحال ينطبق على المؤلف شريف نجيب رغم ان اخر أفلامه الذي عرض على إحدى المنصات "فرق خبرة" لم يحمل فكرة جديدة طازجة على غرار "تسليم أهالي" إلا أن يظل "فرق خبرة" رغم تقليدية شخصياته إلا أنه أفضل على مستوى السرد والحبكة وتسلسل الأحداث وتطور الشخصيات، أما المخرج خالد الحلفاوي فقد جاء تعامله مع الفيلم على غرار فيلمه السابق "نادي الرجال السري" الذي يحتوي هو الآخر على فكرة واعدة شديدة الخصوصية إلا أنها سقطت أيضا ولم يستطع الحفاظ على قوتها وهذا ما تكرر معه للفيلم الثاني على التوالي.

على مستوى الأداء التمثيلي تفوق الثنائي دنيا سمير غانم وهشام ماجد حتى وان كان الفيلم لا يمثل إضافة جديدة لهما إلا أنهما قدما الدورين بحرفية وتقديم كوميديا جميلة على فترات متفاوتة خاصة تلك التي ترتبط بعلاقة حب زاهية التي هي من طرف واحد تجاه خليل لأنه في الأساس هو الخط الأجمل والأساسي في الحبكة قبل الانحراف عن المسار لهذا كانت مشاهده الأفضل على طول الأحداث سواء على مستوى القناعة والضرورة الدرامية أو حتى على مستوى الكوميديا التي نبعت منه لهذا فقد كانت المشاهد التي جمعت الثنائي دنيا سمير غانم وهشام ماجد هم الأفضل على مستوى الأحداث والأاكثر تأثيرا وكوميديا.

اقرأ أيضا:

كريم محمود عبد العزيز: قلبي اتقبض في أخر مشهد مع أبويا.. ومعنديش مشكلة أمثل مع محمد رمضان تاني

"إيه اللي نجلاء بدر عاملاه في روحها ده؟".. أسباب انتقاد رجاء حسين لمهرجان الجونة السينمائي

"أتمنى أنجح عشانكم".. راندا البحيري تعلن انضمامها لمذيعين قناة الشمس

قدمت 200 عمل فني وأثارت الجدل بتصريحاتها عن فساتين الجونة.. من هي رجاء حسين؟

لا يفوتك: في تحليل النغمات مع عمك البات ... أغنية أصالة الجديدة "غلبان" اللي خلتها تريند على كل السوشيال ميديا

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5