عادة الإبداع والتجديد هو الشيء المنتظر والمتوقع من الكتاب والمخرجين والنجوم، لأن هذا هو "أصل الشغلانة"، والحقيقة كان منذ فترة قريبة فقط يصعب عليّ التحدث عن موضوعات مسلسلات رمضان، لأن الأمور لم تكن واضحة بالقدر الكافي، لكن كل النجوم الذين رصدت موضوعات مسلسلاتهم حتى الآن، يؤكدون أنهم جميعا يقعون في فخ التكرار، وتتشابه أحداث أعمالهم بنسب كبيرة مع أعمال درامية أخرى سبق تقديمها في السينما أو في التليفزيون.

فمن الضروري أن نشاهد أعمالا جديدة تتحدث عنا وعن أحوالنا ومشاكلنا وأحلامنا وطموحتنا أخفقنا فيها أو نجحنا، لكن بكثير من التجديد وليس بشيء من التجديد، خاصة أن العصر الذي نعيش فيه مثل البورصة، أسهم أحداثه الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية متغيرة بشكل سريع ومفاجيء.

إذا تأملنا جميعا الأعمال الدرامية المكررة التي تقدم وستقدم خلال موسم رمضان 2010، ستجد أنها لا تتطلب أن يقوم بكتابتها سيناريست متخصص، يكفي أن تكون صاحب هذه المشكلة أو قريب من صاحبها، لكي تسرد الأحداث في سيناريو مع إضافة كثير من "الرغي علشان تملا 30 حلقة".

تعالوا نستعرض بسرعة مسلسلات رمضان 2010 لنرى هذا الكلام عمليا.

"ماما في القسم":

الكاتب يوسف معاطي المعروف عنه أنه كاتب متميز وله خبرة في كتابة الأعمال يقدم الفنانة الكبيرة سميرة أحمد في شخصية مديرة المدرسة الحازمة الجد "اللي ميعجبهاش الحال المايل" التي تحاول حل مشاكل طلابها حتى ولو أقحمها هذا في مشكلة دخلت بسببها القسم، وهي الشخصية التي تتشابه كثيرا مع شخصية "أبلة حكمت" التي قدمتها سيدة الشاشة العربية في مسلسل "ضمير أبلة حكمت".


"الحاجة زهرة وأزواجها":

الكاتب مصطفى محرم يقدم نفس التوليفة التي سبق وأن لعب عليها من قبل في مسلسل "عائلة الحاج متولي" مع نور الشريف، ونجحت نجاحا منقطع النظير وقتها، لكن هذه المرة يفعلها مع غادة عبد الرازق في مسلسل "الحاجة زهرة وأزواجها"، التي سيقدمها في شخصية زهرة السيدة المزواجة، حيث ستتزوج من أربعة رجال، بل وستجمع بينهم، وهي شخصية تتلامس مع الدور الذي سبق وأن قدمته فيفي عبده في بداياتها من خلال فيلم "امرأة وخمس رجال" لكن "زهرة" في المسلسل لن تعلم أنها تجمع بين الأزواج الأربعة إلا عندما تقابل الزوج الخامس.

"فرح العمدة":

غادة عادل تجسد، ضمن أحداث المسلسل، شخصية الفتاة التي يقتل زوجها، فتبدأ في الاعتماد على نفسها وتجد من يساعدها إلى أن تصبح ممثلة ونجمة، صعود غادة عادل من الحياة البسيطة لحياة الفن والشهرة والنجومية، يتشابه مع صعود شخصية زينة في مسلسل "ليالي" رمضان 2009، مع الأخذ بعين الاعتبار أن زينة كانت تقدم شخصية سوزان تميم، فقد كانت فتاة بسيطة، مقتل خطيبها وحبيبها غيّر مسار حياتها، التي انتهى بها المطاف لأن أصبحت نجمة كبيرة من مشاهير المجتمع، وهى المرحلة التي ستصل إليها غادة عادل في مسلسلها الجديد.

"بابا نور":

شخصية دكتور الهلالي المناصر للشعب ورئيس حزب المعارضة التي قدمها يحيى الفخراني في مسلسل "سكة الهلالي" تتشابه معها شخصية "نور" التي يقدمها حسين فهمي في مسلسل "بابا نور" حيث سيتعرض لمؤامرات من أعدائه بسبب مواقفه ضد الحكومة، وهي التيمة المعتادة.

"قضية صفية":

مي عز الدين تقدم نفسها في "قضية صفية" من خلال شخصية الفتاة الريفية البسيطة، التي تتهم في قضية قتل فتضطر إلى الهروب من بلدها إلى القاهرة للاختفاء، وهي الشخصية التي قدمتها الفنانة نور في مسلسل "دموع القمر" منذ سنوات وعرض في رمضان 2008.

"العار":

يقدم فيه الكاتب محمود أبو زيد ابنه أحمد كمؤلف حيث يقوم أحمد "بنحت" سيناريو والده ويقدم أحداث الفيلم الذي أنتج فى الثمانينيات لكن هذه المرة بروح 2010 وللتليفزيون.

وأخيرا نحن في انتظار مشاهدة تلك الأعمال وغيرها، وأيضا تصريحات فرق العمل بها جميعا، وبالطبع سينكرون وجود أية تشابه، وهي دي النغمة اللي ماشية اليومين دول.