لماذا نجح "الكبير أوي" طوال مواسمه الستة؟ إليكم 5 أسباب أهمها "حارس البوابة"

تاريخ النشر: الاثنين، 18 أبريل، 2022 | آخر تحديث:
أحمد مكي حقق نجاحا طويلا بسلسلة الكبير أوي

منذ 12 عامًا وتحديدًا في أغسطس عام 2010 انطلقت أولى حلقات مسلسل "الكبير أوي" للنجم أحمد مكي ، وذلك بالتزامن مع نجاح جماهيري ساحق حققه مكي في عالم السينما بأفلام مثل "اتش دبور" و"طير انت".

هذا النجاح السينمائي لم يدفع مكي للتردد تجاه الدراما التليفزيونية التي تمثل شريحة جماهيرية أكبر سعى منذ اللحظة الأولى لمخاطبتها بتنويعاتها وخلفياتها العمرية والثقافية والدينية وربما السياسية، وانطلاقا من الفهم الجيد والواعي لهذا الجمهور المستهدف يأتي السبب الرئيسي في نجاح "الكبير أوي" واستمراره على مدار ستة مواسم رغم توقفه لعدة سنوات وعودته مجددًا بقوة دفع كبيرة من نفس الجمهور الذي تربىب وكبر مع شخصياته وأحداثه.

نرشح لك - شاهد جميع إطلالات مربوحة في ليلة دخلتها على الكبير .. ملابس صادمة وكوميدية

ولهذا دعنا نسأل ونبحث عن الإجابة سويًا : لماذا نجح الكبير على مدار مواسمه الستة؟ ولماذا نحب هذه السلسلة مع اختلافاتنا الفكرية والثقافية ؟

1- نظرية حارس البوابة

في كتب الإعلام وعلوم الاتصال هناك نظرية شهيرة تدعى "حارس البوابة"، هي نظرية قائمة على فكرة تنقية المعلومات وتمريرها وفقًا لمسئوليات القائم على الاتصال تجاه المجتمع ، بشكل ما أو بآخر طبق أحمد مكي صاحب فكرة الكبير وشركاه في التجربة تلك النظرية منذ الموسم الأول ، باستبعاد أية مسببات لاشتباك سياسي أو ديني، أو أخلاقي، مع كافة الشرائح المستهدفة .

فهم صناع العمل منذ البداية أنهم يقدمون عملا كوميديا يخاطب أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، وبالمناسبة هذه فلسفة أحمد مكي نفسه كصاحب مشروع فني على الحياد دائمًا من نقاط الاشتباك المجتمعي باستثناء تجربته الوحيدة في مسلسل "الاختيار2" رمضان 2021 .

طالع أيضا - خاص صبري الشوادفي مصمم تمثال "قاهر الفلاح" في "الكبير أوي 6": استغرق تصميمه 10 أيام وهذه قصة النبوت

عام 2011 وفي أوج الاستقطاب السياسي الذي عاشته مصر والمنطقة العربية تصادف عرض الموسم الثاني من المسلسل، وبطبيعة الحال كانت الشخصيات والأحداث السياسية وقتها مادة ملهمة لصناع الكوميديا، وهو الأمر الذي تورط فيه الجميع باستثناء "الكبير أوي" .

حرص الكبير على عدم الاصطدام بقيم وتقاليد المجتمع وأعرافه الواضحة، حتى مع صعود أي خطاب تنويري أو تحرري لم يتماس الكبير معه بل بالعكس انحاز دائما لرؤية الأغلبية وفقًا لبوصلة الرأي العام ، فتجده في الموسم السادس ينتقد التأثير السلبي لبعض الحركات النسوية، وهو انتقاد مقبول ومرحب به شعبيًا بغض النظر عن مساحات الاتفاق والاختلاف معه .

2- أيقونية الشخصيات

تقول القاعدة أن العمل الكوميدي أقرب إلى العزف الجماعي ، باستثناء بعض الحالات التي تتطلب الفردية وهذا في مساحات أقل من فكرة المسلسل ذي الثلاثين حلقة ، ولأن مكي مخرج بالأساس ويقف معه على رأس العمل المخرج أحمد الجندي أحد المخضرمين في تلك "الصنعة" ، فطن الثنائي من البداية أن استمرار مشروع الكبير مرتبط بعنصرين رئيسيين وهما ، ثراء الشخصيات المحيطة ، والقدرة على خلق مواقف وأحداث جديدة طوال الوقت.

شخصيتي هجرس وجوني دخلا على خط الصراع الكوميدي

من هنا تحولت شخصيات مساعدة مثل "فزاع" و"هجرس" و"أشرف" و"هدية" و "الدكتور ربيع" إلى أيقونات حقيقية بمرور الوقت خاصة وأن أغلب الفنانين الذين جسدوا هذه الشخصيات في بداية مشوارهم ارتبطت شهرتهم بها، وكلما انتشروا وظهروا في أعمال أخرى ظلت الصورة الذهنية المنعكسة عنهم لدى الجمهور مرتبطة بالكبير أوي ، حتى أن الفنان هشام إسماعيل على سبيل المثال مُنح رغمًا عنه اسما ثلاثيا هو "هشام إسماعيل فزاع" رغم نجاحاته الواضحة في كل الأدوار الأخرى التي قدمها .

يظل فزاع أحد الشخصيات الأيقونية في المسلسل

لم يتوقف الأمر عند ذلك ، فبعد عودة الكبير في موسمه السادس كان لابد من ضخ دماء وشخصيات جديدة أبرزها مثلا شخصية "مربوحة" التي كانت حلًا دراميًا ذكيًا وموفقًا لغياب دنيا سمير غانم "هدية"، بالإضافة إلى إبني الكبير "العترة" و "جوني" ولأن توظيف طفل في تجسيد شخصية توءم أمر شبه مستحيل – وهو ما أظن أنه كان في حسابات صناع العمل- تم حل العقدة بفكرة كوميدية تمثل خط إمداد مضاعف بالضحك وذلك بتحول أحد الطفلين إلى رجل بعد تناوله حليبا أصابه بمرض جيني نادر ، وكذلك شخصية "نفادي" صديق الكبير، و "طبازة" صاحب لزمة المواء.

كل هذه الشخصيات القديمة والجديدة تم رسم تفاصيلها بإحكام وإتقان واضح وبالتالي أثرت في الجمهور وارتبطوا بلزماتها وتصرفاتها ومواقفها فأصبحت جزءا من ذكرياتهم والـ"كوميكس" التي يستخدمونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

3- مواكبة التطور وتغير الجمهور

على مدار 12 عامًا مرت ذائقة الجمهور بتقلبات عنيفة ، أحداث سياسية وتغيرات اجتماعية ، وأجيال تكبر وأخرى تولد، من كانوا أطفالا في الموسم الأول هم الآن شباب وشابات تجاوزا العشرين، في ذات الوقت تصاعد دور مواقع التواصل الاجتماعي ، وظهرت منصات المشاهدة المدفوعة مثل نتفليكس ، كل هذا غير من ذائقة الجمهور وتحديدا في سنوات توقف الكبير، ولكن بنفس الخلطة التي داعبت اهتمامات جمهور المواسم الأولى بضيوف شرف مؤثرين ، وموضوعات تحاكي الأعمال الأجنبية الشهيرة مثل حلقة "لعبة كرة القدم الأمريكية مثلا" و حلقة "روكي" ، استوحى كتاب العمل حلقات الموسم الجديد الأولى من المسلسل الكوري الشهير "لعبة الحبار" معتمدين على أسلوب "البارودي" القائم على السخرية من الأعمال التي تمثل كلاسيكيات ناجحة ، وبنفس لغة التريند ضخ ثنائي الكتابة مصطفى صقر ومحمد عزالدين عنصرا نسائيًا جديدًا على ورشة الكتابة وهو سارة هجرس التي وضحت لمساتها في حلقة "زفاف الكبير ومربوحة" و موضوعات أخرى مثل زوجة حزلقوم "الفيمينيست" وغيرها.

4- السر في التفاصيل

التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع النجاحات الكبيرة ، التفاصيل هي التي تؤكد بصمتك وتميزك عن الآخرين ، ومن هذا المنطلق كانت التفاصيل الخاصة بالديكور والأزياء وملامح الشخصيات ولهجتها عنصرًا رئيسيا في ارتباط الجمهور بالمسلسل ونجاحه المستمر .
قدم "الكبير أوي" المجتمع الصعيدي بشكل كوميدي فانتازي، ولكنه كان أكثر صدقًا وواقعية ودقة مقارنة بأعمال صعيدية أخرى هاجمها الجمهور بشراسة لأنها خلت من الدقة والمنطقية ، يمكن أن تصنع عالمك الخاص بسحره وسخريته ، ولكن يجب أن تبني هذا العالم على منطق وحقائق واقعية .

حتى أن الديكورات تحولت إلى "بصمة خاصة" ، فبمجرد أن تشاهد واجهة منزل الكبير في صورة ستقول على الفور إنه "دوار الكبير" ، حتى التمثال الأيقوني "قاهر الفلاح" أصبح أيقونيا بتكرار تصويره في بدايات الحلقات والمشاهد التي تدور داخل دوار الكبير.

5- الانتصار للقيمة

لا عيب في كوميديا هدفها الإضحاك فقط ، ولا أحد يريد من عمل كوميدي أكثر من منحه لحظات من البهجة والسعادة ، ولكن تحت هذه العبارات ينزلق البعض في فخ الإسفاف أو الإيحاءات كوسيلة سهلة للإضحاك، أو حتى الترويج دون قصد لنقيصة أخلاقية أو عادة اجتماعية سلبية أو رداءة فنية.

كل ذلك تعامل معه صناع الكبير بذكاء على مدار مواسمه ، ولكن الأمر ظهر بوضوح في الموسم السادس، مع ظهور حلقات تنتصر في رسالتها لقيم إيجابية حتى لو كان ذلك بشكل مباشر من خلال حوار ختامي ، ولكنه أمر محمود في ظل مخاطبة المسلسل لجمهور من الأطفال، مثلما حدث في حلقة الفتاة المتنمرة، أو انتقاد ظاهرة مجتمعية سلبية مثل حلقة جوني وصناعة المحتوى الشعبي المدعو "هادف" عبر اليوتيوب ، وكذلك انتقاد التطرف في تبني القضايا الاجتماعية مثل حلقة "الزوجة الفيمينيست".

الحقيقة أن مسلسل "الكبير أوي " درس جيدًا عقلية الجمهور المصري والعربي ، لم يفكر فيما هو أبعد من مخاطبة هذا الجمهور بحذر شديد ، احترم قيمه وأفكاره حتى لو شابها بعض العوار أحيانًا، ولكن مكي ورفاقه يعرفون جيدًا أن الصدام مع الجماهير العريضة ليست مهمتهم ، ولا رفض أي فئة سيمثل إضافة للعمل وبالتالي دورهم ممارسة فن الكوميديا الآمنة.


اقرأ أيضا:

إشارات تشوه صورة العامل المصري.. إعلان جبنة "جرين لاند" يواجه موجة من الغضب

"مربوحة" تبهر "الكبير" بطقم "الأخطبوط" في الحلقة الـ17 من "الكبير أوي 6"

خاص أشاهد في رمضان - شافكي المنيري تتابع 5 مسلسلات من بينها "الاختيار" و "العائدون"

مصطفى شعبان يعيد تقديم مشهد "أحبوش" مع لبلبة … أيتن عامر تعلق: إكس لن يموت أبدا


لا يفوتك: 13 فنانا كتب الله لهم حسن الخاتمة - رحلوا في رمضان أحدهم مات أثناء الإفطار وأخرى تمنت الموت في رمضان

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5