محمد عبد الخالق
محمد عبد الخالق تاريخ النشر: الأربعاء، 23 ديسمبر، 2009 | آخر تحديث: الأربعاء، 23 ديسمبر، 2009
مشهد من فيلم "أفاتار"

فاجأ المخرج الكبير جيمس كاميرون العالم بفيلم، يحلم به منذ طفولته، وبدأ الإعداد له منذ منتصف التسعينيات، قال عنه النقاد: "إنه نقل السينما للمستقبل"، ليثبت المخرج، الذي حقق أكبر نجاح سينمائي في تاريخ السينما العالمية بفيلمه "تيتانيك" Titanic، أن "الحلم" هو الممر الحقيقي للإبداع، وعندما فكر في تحقيق أحلام طفولته خرج لنا بـ"أفاتار" Avatar.

قال المخرج الكبير جيمس كاميرون في حوار خاص أجرته شركة الإنتاج: كنت أحلم في طفولتي بمشاهدة فيلم تدور أحداثه على سطح كوكب بعيد، وتكون كل أحداثه وصوره من وحي الخيال.

يضيف كاميرون قائلاً: كانت فكرة الفيلم مكتملة في رأسي، مما جعل عملية كتابة القصة تستغرق أسبوعين فقط في عام 1995، ولكني قمت بإضافة بعض التفاصيل عندما بدأنا في تنفيذ الفيلم، لم تكن موجودة عند كتابة القصة مثل: الغابات المضيئة وبعض السيارات وأشياء أخرى مماثلة.

ثم تحدث كاميرون عن أحداث الفيلم قائلا: تدور الأحداث على كوكب "باندورا" الذي يبعد عن كوكب الأرض حيث يعيش فيه "النافيين" (Na’vi) المتصالحين مع الطبيعة، ويعشون في أمان حتى يتعرضون للغزو من قبل آدميين من كوكب الأرض، عندما ترغب شركة ضخمة تابعة للجيش في إجراء بعض الاستكشافات على هذا الكوكب، بدافع تحقيق أرباحاً مادية كبيرة، ولتحقيق هذا الهدف يتم إنشاء برنامج "الأفاتار"، الذي يهدف إلى خلق كائن مهجن من جينات آدمية و"نافية" ليساعدهم على تحقيق أهداف المشروع، وبالتالي يتم إرسال فريق عمل كامل إلى كوكب "باندورا" لإنجاز هذه المهمة.

ويفاجأ "جايك" و"جريس" اللذان تم إرسالهما للكوكب لاستطلاعه، بعالم غاية في الروعة، مليء بالكائنات الحيوية المتنوعة، والغابات المضيئة المليئة بالأشجار، التي يصل طولها لطول ناطحات السحاب، ومخلوقات لم يتوقعوا أنها موجودة، بالإضافة إلى كائنات مفترسة من عصر قديم جداً.

فينجذب جايك كثيراً لعادات وتقاليد الشعب النافي بعد مقابلة الأميرة نيتيري Neytiri (زوي سالدانا – Zoe Saldana) الجميلة ويجد نفسه يحمي هذه الحضارة من الآدميين.

وعن مشاهد الحركة والمعارك في الفيلم يعلق المخرج قائلاً: أقدم في هذا الفيلم وعلى سطح كوكب "باندورا" أضخم مشاهد الحروب، بالمقارنة بأفلامي السابقة، فهناك القليل من المشاهد التي تدور أحداثها في الفضاء، وهي بالتحديد في بداية الفيلم أثناء رحلتهم إلى كوكب "باندورا"، والمعارك متنوعة جداً منها ما يقع في السماء والأرض وعلى ظهر الخيل ووجهاً لوجه فهو بكل تأكيد أكبر عمل أقوم بتنفيذه.

اما أداء الممثلين في الفيلم فتحدث عنه كاميرون قائلا: سبق لي العمل مع الفنانة سيجورني ويفر في فيلم Aliens، وهي رائعة، فمع سيجورني لا يجود حدود لأدائها وهي قادرة على تقديم أداء مميز في كل مره، فهي ممثلة ممتازة، أما الممثل سام ورثنجتون، فلم يكن معروفا بالقدر الكافي عند اختياره للدور، لكن سارت الأمور على ما يرام بيني وبينه منذ البداية، رغم أن لهجته كانت أصعب من لهجة الممثل الأسترالي بول هوجان (Paul Hogan) في الفيلم الأسترالي الشهيرCrocodile Dundee"، لكني كنت واثقا في قدرته على أداء هذا الدور، وكان عليّ إقناع شركة الإنتاج أنه يستطيع تجسيد شخصية "جايك"، وتطلب هذا الأمر القيام بمجموعة كبيرة من التمارين مع مدرب للنطق، واختبار له أمام الكاميرا، فاقتنع الجميع بأنه هو الممثل الأنسب لهذا الدور.

وعن قيامه بابتكار نظام جديد للتصوير ثلاثي الأبعاد، استخدمه من قبل في الفيلم الوثائقي Ghosts of the Abyss عام 2003، واستخدمه في فيلم "أفاتار" مع أضافه بعض التعديلات، قال كاميرون: أعتقد أن هذا هو التطور الطبيعي لاستخدام الرسوم المتحركة في التصوير السينمائي والتسجيل الحركي، كما أعتقد أننا نستطيع عمل المزيد اليوم مع التحديث المستمر في التكنولوجيا، بل وأكثر مما كنا قادرين على فعله عندما بدأنا في عمل هذا الفيلم، فتقنية البعد الثالث تعتبر ثورة جديدة في عالم السينما، وفيلم "أفاتار" سيكون له دور في هذه الثورة، وأعتقد أنه سيتميز بمشاهد الحركة والرسوم المتحركة المستخدمة فيه، وهذا ما يتحدث عنه الخبراء في هوليوود الآن.

ووصف كاميرون العمل بالصعب والمرهق، وقال أنه استغرق أكثر بكثير مما كان متوقعا، وتطلب الكثير من الجهد، فعلى سبيل المثال في أول 62 يوما من هذه السنة، كنا نعمل لمدة 16 ساعة يومياً، دون توقف ودون عطلات ودون استراحة.

ونفى كاميرون أن يكون ابتعاده عن السينما لمدة 12 عاما منذ آخر أعماله "تيتانيك" قائلا: لم أتوقع أن أبتعد كل هذه المدة عن الإخراج، ففي الواقع كنت أنوي قضاء خمسة سنوات في مجال الاستكشاف والبحث في البحار والفضاء والعلوم، حتى أرضي هذا الجزء الموجود بداخلي، ولكنني تعمقت كثيراً في هذا المجال ومضت السنين دون أن أدري.

واستطرد كاميرون قائلا: لقد استفدت بشدة من عمليات الاستكشاف، وكان لها فضل كبير في إخراج "أفاتار"، فانت لا تستطيع قراءة سيناريو وتحضيره عن البحر، فقط تنطلق إلى البحر، وقد يحدث أي شيء وعليك أن تكون دقيقاً جداً في عملك لأنه لا يمكن الإعادة ولا يمكن إجراء تجهيزات ما قبل التصوير، ولهذا لابد أن يكون الكل في غاية الانضباط وهذا الأسلوب أفادني كثيراً، ولا أعتقد أنني كنت سأستطيع إخراج فيلم "أفاتار" لو لم أفعل كل هذه الأشياء.

وكان التحدي الرئيسي لنا أثناء عمل الفيلم في أننا لم نكن نصور في البحر، ولم نكن نواجه العواصف مثلا، بل كنا نقوم بعمل لا نعلم عنه شيئا، فهو جديد لنا جميعاً، ولم يسبق لأي منا القيام به، ولهذا كان علينا العثور على حلول للمشاكل التي كانت تواجهنا باستمرار، وهذا بالضبط ما أعتقد أننا نجحنا فيه.

وعن إحساسه بالمسئولية تجاه هذا الفيلم، خاصة أن الجمهور ينتظر منه الكثير قال كاميرون: هذه نعمة ونقمة في الوقت نفسه، فهذا السؤال يعتمد على رأي الجمهور وطريقة تفكيرهم وتقبلهم للعمل، فشركة الإنتاج تمنحني ميزانيات ضخمة، وبالتالي تتوقع مني الكثير فهم يفكرون فيما سأقوم بتقديمه هذه المرة وهذا يسمح لي الحصول على دعم مادي كبير لعمل أفلامي، وهذا يساعدني كثيراً على القيام بأعمال غير عادية، وكان لنجاح فيلم "تيتانك" يد في هذا، لكن فيلم "أفاتار" يختلف كثيراً عن "تيتانك"، القصة مختلفة كثيراً، ولا يمكن المقارنة بينهما بشكل موضوعي.

شاهد إعلان فيلم "أفاتار"