FilFan
FilFan تاريخ النشر: الثلاثاء، 4 يناير، 2022 | آخر تحديث:
سهير البابلي

حاورها الكاتب الصحفي طاهر البهي

حين إلتقيتها في منزلها الأنيق في أحد التجمعات الراقية بمدينة الشيخ زايد بأكتوبر، لم أكن أعلم أنه الحوار الأخير، وإن كنت قد لمست لديها رغبة قوية إلى الحديث، الفضفضة، بلا إنقطاع، سألتني أكثر مما سألتها، كانت تسعى لأكبر قدر من المعلومات عن الفن والناس والحياة؛ محدثتي تعزل نفسها في هذا الحي الهادئ بعيدا عن صخب وضوضاء القاهرة التي كانت تسكنها طويلا، هنا تعيش سهير البابلي النجمة المتوجة على عرش المسرح المصري في أزهى عصوره، تعيش لسقاية النباتات والورود النادرة في الحديقة الملحقة بقصرها الحصين، تعيش بلا شاشة تليفزيون ولا رنين موبايل؛ إلا عندما تخبرها ابنتها بخبر متلفز مصور أو مكالمة هاتفية تسترعي الإهتمام، جلستها المفضلة في حجرتها تقرأ القرآن وتصلي ما فاتها في صغرها، لا تدلف إلى ممر حجرة المعيشة إلا في وجود ضيف نادرا ما يأتي، في يدها مسبحة زرقاء لا تفارق أصابع يدها، أوعندما تخرج مشتاقة إلى ورود الحديقة تسبقها عاملة المنزل بسجادة الصلاة.

سهير البابلي لم تعد نجمة؛ فقد هجرت صخب وزيف مشاعر تلك الحياة، رغم أنها حالة خاصة في تاريخ الفن المصري..المسرح بصفة خاصة، وكادر مهم على شريط السينما المصرية..على الرغم من أن أعمالها السينمائية ـ ذاكرة المشاهد ـ قليلة الى حد الندرة، إلا أن كل عمل منها هو علامة في حد ذاته؛ يكفي أنها شريكة للعندليب عبد الحليم حافظ وصاحبة العيون الجميلة زبيدة ثروت في أغنية البهجة "ضحك ولعب وجد وحب.. عيش أيامك عيش لياليك، خللي شبابك يفرح بيك"، أما خشبة المسرح ودقاته الثلاثة؛ فقد صالت عليها كثيرا وجالت، هي واحدة من قليلات نلن شرف لقب "سيدة المسرح" إلى جوار توأميها: سناء جميل وسميحة أيوب"، في التليفزيون يقف مسلسل "بكيزة وزغلول" تليفزيونيا و"ريا وسكينة" مسرحيا، شاهدان على قدرتها الهائلة على إرتجال المواقف الكوميدية وتوهجها التعبيري..سهير البابلي التي أحاورها ترفض صيغة "سين وجيم" في الحوار؛ فهي تحولك إلى شريك حقيقي..تسمع وتتكلم؛ وكأننا في ديالوج مسرحي مرتجل.. من هنا تاتي متعة الحوار ومشقته!، وإن كانت قد أزعجتني كثيرا بسؤال متكرر طوال حواري معها عندما يأتي ذك اسم زميل لها مخرج أو ممثل، تسألني في شغف: هو عايش ولا مات، في معظم الأحيان يكون من تسأل عنه حي يرزق، ولكنه كان دليل على إنفصالها التدريجي عن الحياة وصخبها، وفي نفس الوقت نية صادقة على سعيها للإطمئنان على أصدقاء وزملاء تشتتوا في نهايات الطريق؛ فلم يعد ذكرهم يأتي على الخاطر ولا اللسان، رغم ذلك كان لها وجهة نظر وبعض المعلومات لا أدري يقينا مصدرها عن العالم المحيط بها، رغم أنها في القليل النادر ما تتخطى أسوار "الكومبوند" العالية إلى الهواء الطلق وسهرات أهل الفن والمجتمع.

شباب هذه الأيام مش عايز يتعب!

من فضلكم شجعوا الفن النظيف

نيللي كريم جادة..وروجينا بنت هايلة! والسقا جميل ومغامر..أحمد حلمي مشخصاتي ممتاز!

لا تحسدوا الفنان فنفقاته كثيرة..إحنا اشتغلنا بملاليم!

• أشعر أن بداخلك شحنة غضب من شبابنا.. ماسببها؟

- زعلانة قوي من بعض شباب الجيل الحالي، يعني إحنا لما كنا شباب كنا مش لاقيين وقت فراغ، أنا مثلاً كنت أعمل بالمسرح القومي مساء، وفي الصباح عندي إذاعة، وبعد الظهر في التليفزيون، كنا ممتلئين بالطموح واالرغبة الصادقة في بناء مستقبلنا، وأيضا مستقبل البلد، لأننا كنا نريد ان نشعر بأننا "منتجين في المجتمع".

• وماذا ترين في شباب اليوم يغضبك إلى هذا الحد؟

- أجد معظمه غير متحمس للعمل، عايز يفرض شروطه على الجميع.

• منذ متى لمست هذا العزوف والانسحاب من الشباب؟

- بعد لحظة شرود: منذ خمس أو ست سنوات، وأنا دائمة التأمل في أحوال المجتمع، وكثيراً ما أرصد ظواهر مبكرة وتثبت الأيام صحتها.

• ولكن هذا الشباب كان وقود ثورتين، كما أنه هو الذي قام بتنظيف الشوارع وتجميل الميادين، وهو الذي أبهر العالم بقدرته على التغيير وعدم التخريب؟

- بحماس واضح قالت: وأنا من جانبي أتوجه بالتحية والتقدير لهم، ولكن ماذا حدث بعدها؟ أين هم هؤلاء الورود المتفتحة، كانوا "حلوين صحيح" حتى فرضوا إرادتهم وجاءوا برئيس محترم منتخب هو الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد ثورتين جمعتا كل المصريين.. هم يحبون الرئيس مثلما أحبه أنا وأبجله، فلماذا لا يتقدم الشباب ـ متشابكي الأيدي مع رئيسنا – من أجل إعادة بناء مصر، لماذا لا يعملون ليل نهار من أجل البناء والتنمية ودوران عجلة الاقتصاد؛ خاصة أن الدولة ورئيس الجمهورية يعملون على إزالة العقبات أمام الشباب بصفة خاصة، فلماذا لا يتقدم الشباب المصري الذي أذهل الدنيا، للعمل الجاد، الكادح، حتى لو في أعمال بعيدة عن مؤهلاتهم.

• هل من رسالة لأبناءك الشباب؟

- نعم ..قالتها وكأنها تنتظر السؤال: يا شباب النيل أحبوا بلدكم كما عهدناكم.. وأحبوا رؤسائكم وضعوا أيديكم في يديه لننهض من هذه الكبوة، ولتكن بداية جديدة لمصرنا يكون شعارها: العمل عبادة.

• لا أحد يختلف حول دعواك..ولكنك تقوليها في شكل عتاب؟

- أرجو ألا يقول أحد أنني ضد الشباب، فهذا لايُعقل، أنا فخورة بشباب بلدي.. أحبه جداً وأقدر كفاءته وذكاءه، دول أولادي وأخوتي، دول قطعة مني، أنا فقط غاضبة من شكواهم أحياناً بأنه لاتوجد وظائف تستوعبهم، أقول لهم "لقد انتهى تراب الميري وزمانه"، أنا لي أقارب شباب لم يطلبوا منى ولا من غيري "واسطة" للعمل، بل ذهبوا إلى إحدى الشركات الخاصة وطلبوا مقابلة مديرها، قائلين له: نحن شباب حديثي التخرج.. من فضلك جربنا، وبالفعل أثبتوا كفاءتهم ومقدرتهم على استيعاب أدوات العصر.

• وتصرخ سهير البابلي" في وجهي " إنت شايف كده ولا لأ.. ويايا.. ولاَّ أنا لوحدي؟!

سهير البابلي والكاتب الصحفي طاهر البهي

•هل لك ملاحظات على سينما اليوم؟

- السينما حصلت لها انتكاسة في حوارها ومفرداتها، لكن الآن أظن" أنهم احترموا أنفسهم" بعد أن شاهدوا غضب الأسرة المصرية، وبعدما لاقوه من انتقادات حادة، هل كنت تجد هذا في أفلامنا .. استحالة، لأنه كان يكتب لنا كبار الكتاب، الذين كانوا يحترمون قلمهم ويحترمون الجمهور، وكان هدفهم واضح وهو الارتقاء بمشاعر ووجدان المواطن المصري، والمساهمة في نهضة بلده، وأنا أدعو الأسرة المصرية أن تمتنع عن مشاهدة أي عمل يحتوى إنحرافاً عن القيم المصرية الأصيلة، لأن الأطفال من عمر عامين أو ثلاثة "بيلقطوا" هذه المفردات والايحاءات الخارجة لتصبح جزء من سلوكهم، ولذلك أنا أطالب المنتجين والمخرجين والفنانين أن يحترموا الوطن لأنكم" لو لفيتم العالم فلن تجدوا وطن خير من مصر ولا رئيس أفضل من ريسنا .. صدقوني" البلد سوف نعيد بناءها بينا جميعاً شباب وأصحاب خبرة.

• ألم تلتقي الرئيس السيسي لتنقلي إليه هذه المعاني الجميلة؟

- التقيت بالرئيس في مناسبات عامة ولم يدر حوار بيننا بخلاف عبارات الترحيب والإشادة المتبادلة.

• هل تريدين توجيه رسالة إلى الرئيسي السيسي؟

- أود أن أقول له "شكراً على كلمتك للشعب في الندوات التثقيفية للقوات المسلحة، وأحاديثك التليفزيونية المبهرة، شكراً فقد أدركنا الكثير عن بعض أعباءك أعانك الله عليها، شكرا لأنك لازلت تحمي البسطاء وتخاف عليهم.. شكرا لأنك تبهرنا بأخلاقك العالية وأدبك الجم ووطنيتك المخلصة، شكراً لأنك حافظت على كرامة مصر، ولا يستطيع أحد في العالم بما فيهم "أوباما بيه" أن يتفوه بكلمة في حق مصر وعادت لمصر هيبتها وكرامتها وأمنها واستقرارها كما وعدتنا .. شكرا لأنني شعرت بالمرارة وأنت تتكلم لشعبك ومع ذلك تختار كلماتك بعناية حتى لا تجرح الذين أساءوا إليك.. شكرا لأخلاقك العالية سيدي الرئيس".

• ألم يعرض عليك تقديم برنامج تليفزيوني تطلين من خلاله على جمهورك ومحبيك؟

- نعم..لكن الحكاية كترت قوي، كل واحد بقى عنده برنامج ومحطة يطلع فيها.. بقت "غلبة" على الفاضي.. أنا تكفيني الخطابات التي تأتيني من جمهوري وأرد عليها.. مسألة شاقة جدا ولكنها ممتعة لواحدة بتحب الناس زيي.

• تطالبين الشباب بالعمل والإبداع.. لو عرض عليك أحدهم من شباب معهد السينما مشاركتك في مشروع سينمائي أول له .. هل ترحبين؟

- أرحب جدا.. ولكن ليس قبل أن أعرف ماذا أقول للناس بعد هذا الغياب؟

• وفي تصورك ماهو الدور الذي يمكن أن تتحمسي له الآن؟

- قضايا الشباب.. هي رقم (1) الآن على الساحة.. نقول كلمة تنفعهم، أنا عايزة أشوف شباب الستينات الذين خرج من بينهم العمالقة في كل المجالات، ولكن بروح عصرية طبعاً .. همه دول اللي يخلوا رقبتنا مرفوعة.

• الشباب طول عمره متمرد، مشاغب في أدب، حتى أنت عبرت عن ذلك في مسرحية مدرسة المشاغبين؟

- نعم.. نحن قدمنا ذلك بهدف مناقشة الظاهرة ولا تنسى أن الإطار كان كوميديا، ولكنني شخصيا كنت أقف إجلالاً لمدرسي، الآن مثلا نقرأ عن "ضرب الطلاب للمدرسين.."هل نحن فعلنا ذلك في الرواية.. هل نحن مسئولين.. أبدا"، لازم الظاهرة تناقش، أنا أطالب برقابة الأسرة على أبناءها.. شوفوا مين أصحابهم، لأنه فيه صاحب يصلح صاحب، وصاحب أخر يفسد صاحبه.

• مين لفت نظرك من الأجيال الجديدة؟

- نيللي كريم جميلة.. واخدة الفن بجدية.. احترمها جداً، أحمد السقا جميل ومغامر، روجينا أيضا "هايلة"، أحمد حلمي وكريم عبد العزيز "ممتازين"، لكن عايزة يتعملهم ورق كويس".. فين المنتجين؟ أيضا أحب شغل سوسن بدر في المسرح، ولا أنسى منى زكي.

• قدمت أعمال عاشت وأصبحت من كنوزنا المسرحية ولم تحصدي ملايين اليوم؟

- ولا شمناها؟!..قصدي الملايين!

• هل هذه الأجور عادلة بالنسبة لأجور صغار الفنانين؟

- كل عصر وله آذان .. الحياة النهاردة بقت غالية، مطلوب من نجوم اليوم سكن بكام، وعربية بكام.. بخلاف المظهر وهو مهم جدً للفنان، لا تحسدوا الفنان فنفقاته كثيرة، ومع ذلك كنا "جد قوي" .. أقسم لك أنني كنت قبل دخولي المسرح كنت أرتعد خوفاً من الجمهور..كانت "ركبي بتخبط".. تعلمنا الاحترام قبل التمثيل، الآن أسمع أن الاحترام كثيراً إن لم يكن قد اختفى.. معايا ولا مش معايا!

• أعرف ان كبار النجوم كانوا يحتضنون المواهب.. هل عايشت هذا؟

- ليس النجوم فقط، كنا نجد الرعاية من جميع أسرة العمل، تلقيت التدريب على أيدي كل "الفطاحل" في المسرح القومي.. حدث هذا معي ومع دفعتي حسن يوسف ورجاء حسين.. الكبار علمونا كل حاجة في فنون التمثيل.

• مع ما ألمسه من حبك الشديد واحترامك للفن، إلا أنك لم تدفعي بابنتك إلى الساحة؟

- لا .. هي رفضت وأنا شجعتها ..كان الزملاء يتمنون أن أطلب منهم أي مساعدة لابنتي..ولكني لم أفعل.. شجعتها على خطوبتها وعمرها (14) سنة، أنا أيضا تزوجت في السادسة عشرة! لكني كنت حريصة قوي أنها "تتعلم صح" علشان تبقى أم مثقفة.


لا يفوتك: أمير المصري لـ في الفن: محمود حميدة موسوعة واتعلمت منه أخد شغلي بجدية.. وبحضر لحاجة كوميدي جديدة


اقرأ أيضا:

بينهن شيرين ومايا دياب وأمينة خليل ... نجمات يبحثن عن أمومة اللحظات الأخيرة في "تجميد البويضات"

إلهام شاهين تحتفل بعيد ميلادها في حضور محمد منير وأنغام وسميرة سعيد وليلى علوي - صور وفيديو

"موضوع صحي"..نيللي كريم تعلق على نوم الزوجين في غرف منفصلة

#شرطة_الموضة: ليلى علوي تعيد ارتداء Blazer Dress بعد عام.. استغنت عن هذا الاكسسوار

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/3c7eHNk

آب ستور| https://apple.co/3cc0hvm

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3wSqoRC