FilFan
FilFan تاريخ النشر: الاثنين، 11 أكتوبر، 2021 | آخر تحديث:
عمرو دياب وعبد الحليم وجهان لعملة النجاح والنجومية

ظلت العلاقة بين عمرو دياب وعبد الحليم حافظ كطرفي خيط مشدود ، منذ أن بزغت نجوميته وحتى بعد تربعه على القمة ، حاول الكثيرون أن يبنوا من إسم "العندليب" جدارًا عازلًا بين نجاح عمرو دياب والاعتراف بأنه أسطورة فنية لن تتكرر .

في عام 2007 انفرد الكاتب الكبير يسري الفخراني بنشر مذكرات عمرو دياب، أسرار وكواليس واعترافات مر عليها 14 عامًا، ولكن ما بين سطورها يستحق أن نعيد قراءته مع أجيال جديدة ستعرف الوجه الآخر للهضبة في حلقات خاصة تنشر لأول مرة في المواقع المصرية والعربية على FilFan .

ما الذي سيكتبه عمرو دياب وهو يلعب دور الكاتب ؟ سؤال لا يخطر في ذهن الكثيرين ، ولكن المفاجأة أن عمرو دياب خاض التجربة عدة مرات ، سنعرضها في حلقات قادمة بلا شك ، ولكن أغلب الظن أن أهم مقال كتبه عمرو دياب وربما أخطرها ذلك الذي تحدث فيه عن عبد الحليم حافظ .

كانت سلسلة المذكرات التي أعدها الكاتب يسري الفخراني تفتش في كل التفاصيل الدقيقة والخاصة في حياة عمرو دياب ، تحدث عن كل شيء وأي شيء يخطر في بالك ، وحان الوقت ليتحدث عن العندليب ، أو بمعنى أدق يكتب رأيه في أسطورة عبد الحليم حافظ .

كتب عمرو دياب : " تعلمت الموسيقى في المدرسة ، وقصر ثقافة بورسعيد ، تعلمت العزف على البيانو وعمري أقل من عشر سنوات ، وقتها كان حلمي أن أكون ضمن الكورال الذي يغني في الحفلات التي كانت تقام بمناسبة احتفالات ثورة 23 ، وكنا نغني وقتها كل أغاني عبد الحليم حافظ الوطنية ، بالأحضان ونفوت على الصحراء وناصر وصورة ، وتعلمت من مدارس موسيقية مختلفة منها بليغ حمدي وكمال الطويل وعبد الوهاب ومحمد الموجي ، في هذه الفترة كان حلمي أن أصبح مشروعًا موسيقيًا، بأن أعمل في الموسيقى والغناء عندما أكبر ، وصارحت أخي عماد بأنني أريد أن أغني ، وسمع صوتي وقال لي مش بطال، كان يشجعني لكنه كان خايف عليا ، يعني إيه أغني وفين ؟ في بورسعيد ، وآخرتها إيه أغني في الأفراح وخلاص؟! "

" كان صوتي وقتها صغير ، على قدي وقد سني وثقافتي ولهجتي، وقلت لأمي وكان صوتها حلو ، وبتفهم أوي في المزيكا ، عندها حس موسيقي وممكن تصدق إن إبنها يغني، مخافتش ومتخضتش، قالت لي وهي بتضحك : عايز تغني غني ، بس اتعلم ، اتعلم في المدرسة دروسك ، وفي قصر الثقافة الموسيقى والغناء".

لماذا أحب عبد الحليم حافظ ؟

يحكي عمرو دياب عن دور قصور الثقافة في تكوين شخصيته الفنية وربما الإنسانية : " تعلمت في قصر الثقافة كيف أغني ، حفظت عددا كبيرا من الأغنيات ، كنت رزل زالة من يردي أن يعرف أكثر ويتعلم أكثر ، في يوم طلبني المشرف على الموسيقى وقال لي أني سأغني أمام المحافظ ، لم أكن أعرف ماذا سأرتدي وكيف سأغني ، وحدث وغنيت أغاني عبد الحليم حافظ الوطنية ، وكان أبي بين الحضور ، ولم أعرف رأيه فيما غنيته ولكن صفق لي وكان فخورا بإبنه وهذه كانت شهادة لي ."

عمرو دياب يقرأ الفاتحة في غرفة نوم عبد الحليم حافظ

نأتي الآن للنقطة الأهم ، كيف امتد خيط العلاقة الوجدانية بين الهضبة والعندليب ، ربما في تلك الليلة تحديدا .

يواصل عمرو حكايته : " يومها أحببت عبد الحليم حافظ ووجدت أنه الأقرب إلي في جيله ، ففهمت كيف يكون المطرب قريبا من جيله ، يعبر عنهم مهما كان الأستاذ عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم أهرامات في مجالهما ، فإن لكل زمن فرسانه ، قررت أن أتعلم من عبد الحليم ، وأظن أنني تلميذ في مدرسته وطريقته وأفكاره ، وإذا كان عبد الوهاب هو الجوهرة الثمينة فعبد الحليم هو الأسطورة الباقية هو الفاترينة اللامعة التي تجعل للجوهرة شكلا ومعنى ".

يتابع الهضبة : " أنا مدين لعبد الحليم حافظي لأني تعلمت منه أسباب النجاح ، وطريقة الغناء وخطة التسويق، ولذلك ضحكت ومازلت أضحك على الحملات العنيفة التي تعرضت لها بسبب ما نشر عن علاقتي بعبد الحليم ، ولا أنكر أنني إكتأبت منها وانجرحت بها ، لقد حاولوا ضرب نجاحي وأنا في قمة توهجي ، وعبد الحليم حافظ قيمة كبيرة".

وتابع : "هذا ليس كلاما جديدًا لأقوله ، نجاح ومشوار عبد الحليم على مدى 25 سنة قصة لا يستهان بها ، ومن السذاجة لفنان ذاق نفس المشوار وعاش نفس التعب ورأي الفشل والأرق أن يختصر نجاح عبد الحليم حافظ ، وأنا لست ساذجًا على الإطلاق ، أنا أحترم كل وأي نجاح في أي مجال ، وأراقبه وأدرسه وأتعلم منه ، ومن باب اولى أن أحب وأحترم نجاح عبد الحليم حافظ " .

" لقد صنع نقطة تحول بين الأغنيات الكلاسيكية الطويلة والأغنيات السريعة البسيطة الجميلة ، خلع البدلة والكرافت وارتدى القميص والجينز ، أدخل الات موسيقية جديدة في فرقته . "

" كلنا أبناء عبد الحليم حافظ ، في الأغنية والسينما ، وكلنا تعلمنا منه حسن الأختيار ، ثقافتنا من عبد الحليم بلا حدود ، لكن كل فنان حصل على الجزء الذي يناسبه ، وطور فيه بطريقته ."

في الحلقة القادمة: حكاية أول ألف جنيه وقرار الإعتزال المؤجل منذ 20 عامًا

شكر خاص للكاتب الكبير "يسري الفخراني"