FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: السبت، 7 نوفمبر، 2009 | آخر تحديث: السبت، 7 نوفمبر، 2009
بيونسيه على ركبتيها وخلفها صورة الملك مايكل جاكسون

تغطية: ياسمين السماحي
تصوير: محمد شعيب


أحيت النجمة العالمية السمراء بيونسيه نوليس حفلها الأول في مصر الجمعة السادس من نوفمبر الجاري في منطقة بورت غالب على شواطئ البحر الأحمر، وكانت ليلة مبهرة بكل ما في الكلمة من معنى.

نبدأ الليلة منذ بدايتها وبشرح تفصيلي قدر الإمكان، على أمل أن تقرأ وكأنك تراها، فلقد تم تقسيم المكان إلى عدة أقسام، المسرح الكبير المقام على جزيرة في وسط الماء، وعلى شكل مستطيل كبير يخرج من منتصفه لسان ممتد إلى عدة أمتار، ليصبح الجمهور في الساحة المباشرة للمسرح متراصون أمام المسرح بالعرض وحول اللسان، وهى التذكرة التي تبلغ 250 جنيه والتي أطلق عليها Stage Ticket.

وخلف صفوف الجمهور الواقف على قدميه تم بناء جزء أعلى في نفس مستوى المسرح، منقسم إلى 3 طبقات، الأولى من الخلف للتذكرة التي قيمتها ألف جنيه وحملت لقب Golden Ticket، وتليها إلى الأمام في اتجاه المسرح التذكرة التي قيمتها ألفين جنيه وهى باسم Diamond Ticket، أما التي تعد أمام المسرح مباشرة وفي منتصف الساحة تماما فهى فئة الـ Platinum Ticket، وأنا في الحقيقة لا أدري قيمة هذه التذكرة لأنها لم تكن مطروحة في عروض الحفل، وفي النهاية كل هذا القسم العالي يعد من فئة الـVIP.

ثم كانت هناك جزيرة صغيرة على يمينك إذا كنت تقف أمام المسرح، وجزيرة طويلة على يسارك.

بدأ دخول جمهور حاملي الـStage Ticket من الساعة السادسة مساءً، ثم فتحت الأبواب لباقي التذاكر من الساعة السابعة مساءً.

وبدأ العرض في الثامنة والنصف مع فرقة استعراضية مبهرة بريطانية الجنسية من الراقصين المتعلقين بالحبال، كان مركزهم على الجزيرة التي على يمينك، وكانوا يتعلقون في الهواء ويتقلبون ويرقصون وهم على ارتفاع عالي ويحملون بين أديهم شموع طويلة مشتعلة، إلى جانب فتاتين راقصتين كانت الأولى منهما مرتدية فستانا أبيض ومعلقة ببالون كبير الحجم يحمل صورة إمرأة حزينة ولونه كضوء القمر، والثانية ارتدت فستانا أحمر وطارت مع بالون لونه أحمر ناري كالشمس يحمل صورة رجل يشبه آلهة الإغريق، والبالونين أطلقا من على يسارك وطارا في السماء التي تقع أمام المسرح مباشرة وفوق جمهوره.

وانتهى عرض الفرقة الراقصة الطائرة، ليبدأ في التاسعة والنصف تماماً عرض المؤثرات البصرية المبهر للمهندس أحمد عصام الذي أبدع بشكل عالمي هذه المرة، فلقد كان مركزه على الجزيرة التي تقع على يسارك، لتجد أن النار تتراقص مع الموسيقى بشكل متناغم بطول الجزيرة كلها، كما أطلقت ألعاب نارية في سماء بورت غالب التي فوقك كلها أمامك وعلى يمينك وشمالك وخلفك مذهلة وذات ألوان وأشكال مختلفة عن كونها مجرد تفرقع في شكل دائري، بل كانت هذه المرة تعطي أشكالا مختلفة وجميلة أبهرت الجميع.

بعد انتهاء أحمد عصام من فقرته، انتظر الجميع نجمة الحفل في العاشرة والنصف بالظبط، وهو الموعد المعلن عنه، ولكنها صعدت متأخرة خمسة دقائق فقط، وهو أمر تحترم عليه كثيراً، خاصة وأنني علمت أنها وصلت إلى مقر الحفل قبل موعدها بساعة ونصف تقريباً، ويمكنني أن أضيف هنا أن هذا هو الفرق بين الفنان المحترف المحترم وبين من يتلذذ بانتظار الآخرين له إرضاءً لغروره، وهو ما لم أشهده أو أراه إلا في مصرنا الحبيبة للأسف!!

المهم، صعدت بيونسيه على المسرح، وظهر مسرح لم أشهده في حياتي وبالطبع في مصر من قبل، بل وهو مسرح جديد على بيونسيه لم أراه في حفلاتها التي أتابعها باستمرار، كانت على يمين المسرح ويساره شاشتين تسمى "ليد سكرين" متوسطة الحجم يمكنك عليها رؤية لقطات أقرب للفنان وهو على المسرح، ولكن المبهر بحق هو أن خلفية المسرح كلها بعرضه كله كانت عبارة عن شاشة كبيرة الحجم جدا، تشعر وأنت تنظر على صورة بيونسيه فيها وكأنك واقف أمامها وتراها بحجم عملاق وبالحجم "الكبير"، يعني "هتشوفها هتشوفها".

والمبهر أيضاً أن هذه الشاشة لم تكن تعرض صورة بيونسيه فقط و"السلام"، بل كان متحكم فيها فنان ومخرج بارع، حيث كانت تنقسم الشاشة إلى أجزاء مختلفة ممكن لتنقل بيونسيه بعدة أحجام، أو لتنقل صورة بيونسيه بالطول في نصف الشاشة وهى تتحدث إلى جمهورها الواقف أمامها والذين ظهروا خلفها بالحجم الكبير أيضاً على الشاشة في نصفها الآخر بالعرض! أو مثلا تعرض بالحجم العملاق فيلما له غرض استعراضي في الحفل، الشاشة كانت تستخدم بطريقة جعلت العرض مبهر بشكل يخطف الأنفاس.

أداء بيونسيه نفسه كان يدّرس، لترى كيف أن الفنان يبذل هذا المجهود العنيف والـ"مذاكرة" لكي يتم الترفيه عن الجمهور دون أن يمل ولو للحظة واحدة من الحفل.

أولا عندما صعدت بيونسيه على المسرح كان ترتدي زيا ذهبيا هو أقرب إلى "المايوه القطعة الواحدة"، وهو حال كل أزياءها في الحفل مع ألوان مختلفة، وتركت شعرها الطويل المموج منسدلا على كتفيها، ولكن الماكياج التي وضعته على وجهها وخاصة طريقة رسمها لعينيها لفتت الأنظار إليها، حيث كانت عينيها مرسومة على الطريقة المصرية الفرعونية وكانت لائقة مع لونها الأسمر.

بعد أن انتهت من غناء "كريزي نايت" Crazy Night أو "الليلة المجنونة" بأداء راقص استعراضي، حال كل أغانيها، حيّت الحاضرين بابتسامة مشرقة وقالت: "أهلاً بكم جميعاً، أحب أن أوصل لكم شعورنا جميعا بالحماس والسعادة لأننا هنا معكم، ونشكركم على قبولكم لوجدونا معكم".

وكانت طوال الحفل تتفاعل مع الجمهور بشكل مباشر وتتحدث معهم، مثل أن تقسم الجمهور إلى ثلاثة أقسام اليمين والوسط واليسار، وتجعل كل جزء منهم يغني معها بأعلى صوت له، لتزيد من حماسهم أكثر وأكثر، وهو ما كان يجعلها تبدو سعيدة ومنبهرة بتجاوب الجمهور معها طوال الحفل، لتشكرهم وتحييهم بشدة بعد كل أغنية.

عندما اختفت بيونسيه أول مرة من على المسرح تركت راقصين من فرقتها ليرقصوا على إيقاع إحدى أغانيها لمدة ثلاث دقائق، وهى الفترة التي غابت فيها، ثم أظلم المسرح تماماَ، وأضئ بعد 20 ثانية لنجد بيونسيه ترتدي زياً "مايوه قطعة واحدة" أبيض اللون مع غطاء أبيض حريري "روب" طويل، وتقف فوق السلم في أعلى نقطة فوق المسرح وخلفها ظهر على الشاشة العملاقة لقطات حية للبحر بمياهه الفيروزية وأمواجه المتلاطمة، والضوء كان مسلطا عليها هى فقط وباقي المسرح مظلما لتغني "سماش إنتو يو" Smash Into You مع شعرها المتطاير والمياه من خلفها، فكانت الصورة جميلة فعلاً.

ثم نزلت من فوق السلم ووقفت في منتصف المسرح الذي أظلم تماما إلا من ضوء أحمر خافت يأتي من خفلها ليظهر ظلها فقط، وخلعت الروب وظهر مجموعة أشخاص ألبسوها حول وسطها "جيبة" بيضاء واسعة مثل "التــُل" الذي تضعه العروس في فستان زفافها لتجعله "منفوش" فوق زيها الأبيض وارتدت طرحة بيضاء وتاج ماسي فوق رأسها وأمسكت بباقة من الورود في يديها، وسلط الضوء الأبيض عليها هى فقط، ثم غنت "آفي ماريا" Ave Maria وبكت في نهايتها.

بعده أظلم المسرح من جديد وعادة وارتدت الروب الحريري الأبيض من جديد وبدأت في غناء "أخيراً" At Last التي اشتهرت بأداءها المميز لها في حفلاتها، وعلى الشاشة ظهر فيلم بلقطات حية من تاريخ إنجازات الأفارقة على مرور السنوات، ولقطات لها وهى تغني الأغنية نفسها أثناء تجسيدها شخصية المطربة التي غنتها الفنانة إيتا جيمس خلال أحداث فيلم "كاديلاك ريكوردز"، وفي نصف الأغنية ظهرت على الشاشة لقطات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يوم مراسم توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ولقطات له وهو يراقص السيدة الأولى ميشيل أوباما خلال تلك المراسم على صوت بيونسيه أيضاً وهى تغني لهما الأغنية نفسها.

بعد انتهاءها، أظلم المسرح وبدأ عرض الجزء الأول من كليبها "إذا كنت ولدا" if I were a Boy وهى تردد معاني المشاعر الإنسانية المختلفة التي ممكن أن تشهدها العلاقة العاطفية من حب وكره وحميمية وجنس وضحك، ثم ظهرت وقد غيرت ملابسها وارتدت زيا أسود "مايوه قطعة واحدة" ولكنه يحمل من عند الأكتاف والصدر دروع حديدية، وارتدت نظارة سوداء، وكانت الصورة التي تظهر لها على الشاشة خلفها بالأبيض والأسود مثل الكليب، وبدأت تغني الأغنية بشكل تمثيلي، حتى أنها في مرحلة ما كادت تقذف حامل المايكروفون في الهواء على اعتبار أنه الرجل الذي تعنفه وتغنيها له، وأنهتها فعلا وهى تنظر إلى الحامل وتملـّس بأصابها على رأسه وتنظر إليه بحنان ثم تدفعه بعنف وكره ليقع على الأرض.

وعاد المسرح ليظلم من جديد ثم عادت بيونسيه وهى ترتدي زيا ذهبيا مختلفا عن الذهبي الأول، وغنت ورقصت على عدة أغاني، وكانت "تنكش" في الجمهور من وقت لآخر وتداعبه، ثم قامت بحركة جديدة وهى تغني أغنية "فيديو فون" Video Phone، وهى أن أحد الراقصين معها كان يحمل في يده كاميرا رقمية، وكان ينقل لبيونسيه لقطات حية مقربة وهى ترقص بجانبه لتظهر على الشاشة العملاقة إلى جانب لقطات الكاميرات المحيطة بالمسرح.

وجاء وقت أغنية "سنجل ليديز" Single Ladies أو "نساء عذبات"، حيث بدأ عرض كليب فيه لقطات مجمعة من معجبين من كل أنحاء العالم يرقصون مثل بيونسيه في الكليب الذي عُرض، بل وظهرت لقطة لأوباما وهو يقلد حركة اليد التي تقوم بها ضمن وصلتها الراقصة في الكليب ويتحدث عنها، وانتهى الكليب بلقطة النجم جستن تمبرليك وهو يقلدها خلال ظهوره في برنامج "ساتدرداي نايت لايف" Saturday Night live.

وظهرت بيونسيه على المسرح وهى ترتدي زيا أسود مطرز بالماس عند أطرافه وبأشكال اقرب إلى القلوب، وطلبت من الفتيات الغير مرتبطات أن ترفعن أيديهن وتقمن بحركة اليد هذه، وغنى الجميع معها عندما كانت تردد All the Single Ladies، وكانت مبهورة من رد فعل الجمهور معها طوال الوقت وتفاعلهم معها.

وعاد المسرح ليظلم مرة أخرى، ثم بدأت تغني أغنية "هالو" Halo وقد قررت فجأة أن تنزل إلى الجمهور لتسلم عليهم وهى برفقة ثلاثة من الـ"بودي جارد"، وكانوا جميعهم يحاولون لمس يديها أو الحصول على توقيعها، ومنهم من كان يحمل كاميرا رقمية وصور نفسه وهى تمر بجانبه بسرعة.

وبعد أن انتهت منها، غنت بيونسيه على لحن أغنية "هالو" كلمات خاصة لذكرى ملك البوب الراحل مايكل جاكسون، حيث أظلمت المسرح وسلطت على نفسها ضوءاً أبيض من الخلف ليظهر ظلها وخلفها على الشاشة الكبيرة صورة للملك، وكانت تغني بحرقة حتى أنها جلست على ركبتيها وهى تغني آخر مقطع من الأغنية "أنا أصلي لكي لا تختفي عنا" I Pray don’t Fade Away.

بعد أن استقبلت تحية الجمهور وتصفيقهم الحار، سألتهم "من يتوافق اليوم مع عيد ميلاده منكم؟"، فوجدت عدد من الشباب والفتيات يرفعون أيديهم بحماس، فقالت لهم وهى تداعبهم ضاحكة: "أنتِ عيد ميلادك اليوم .. وأنت أيضاً، لكن أنت لا أعتقد، وانتِ نعم"، ثم قالت لهم: "لقد قطعت عهدا على نفسي أن أغني Happy Birth Day لمن يوافق عيد ميلادهم اليوم لأنهم قرروا أن يحتفلوا به معي ومع فرقتي، لذلك إرفعوا أيديكم .. إذا كان اليوم عيد ميلادكم".

بعدها أضئ المسرح كله وجرت هى لتصعد أعلى نقطة على السلم فوق المسرح وشكرت الجمهور قائلة: "أنا أشكركم جدا لأنكم أشعرتموني بحبكم الكبير لي، لذلك أنا أقول لكم .. أنا ملك لكم"، وظهرت على الشاشة الكبيرة خلفها كلمة I Am Yours باللون الأحمر وبخلفية سوداء، وشكرت فرقتها الموسيقية والعازفين والراقصين والراقصات، وإدارة أعمالها وحيت الجميع ثم أعطت الإشارة لإسدال الستار.

أحب أن أشارككم في المعلومات التي أعرفها عن تجهيزات هذا العمل المبهر الذي بدء ببناء المسرح نفسه على يد المهندس سيد نصار، وإضاءة باهر جورج، وشارك أحمد عصام ببعض المؤثرات البصرية خلال الحفل، الذي كان من تنظيم شركة أحمد البلتاجي وشركة "إكسبوزيه"، وقد جلبت إدارة بيونسيه معها بالطبع الشاشة الخلفية الكبيرة بالعاملين عليها ومكيفات الهواء والمراوح التي كانت مركبة في كل أنحاء المسرح لتجعل شعر بيونسيه يطير طوال الوقت ولكني تقوم بترطيب الجو على كل ما هو فوق المسرح من أشخاص أو معدات.

الحفل حضره تقريبا إجمالي خمسة آلاف شخص على الأكثر، نصفهم من حامل تذاكر Stage Tickets والنصف الثاني في فئة الـVIP.

هناك أمر واحد فقط تسبب في استيائي خلال تلك الليلة، وهى المشكلة التنظيمية التي عانيت من قصورها مع الشركة المسئولة عن حجز تذاكر الحفل وتذاكر الطيران لروادها، خاصة وأن حجزي كان يتطلب أن أعود في نفس يوم الحفل إلى القاهرة أي في فجر اليوم التالي (السبت)، ولم يكن لدي الكثير من الوقت لأضيعه بعد الحفل لكي أصل من مقرها إلى المطار، إلا أن هذا حدث ولم يكن خياري عندما لم أجد أتوبيسات مخصصة لنقلي أنا وعدد ممن حضروا مثلي ولديهم موعد طائرة خلال ساعتين.

وقد أقوم بكتابة ما حدث في تلك الليلة كبداية لسلسلة "ياسمين السماحي في .." وتكون هذه في "صحراء بورت غالب بعد منتصف الليل"، لكن المهم أني الحمد لله عدت وتمكنت من نقل وقائع تلك الليلة الساحرة لكم.

جدير بالذكر أن الجماعات الإسلامية كانت قد هاجمت إقامة الحفل في مصر منذ الإعلان عنه على أساس أن بيونسيه "تمثل الفسق والفحشاء والعرى، والحكومة تشجع على وجود ذلك في مصر".

وكان المنظم أحمد البلتاجي قد قال لوكالات الأنباء دفاعا عن حفلته: "إننا مسلمون أيضاً، لكن هذا لن يمنع مصر من أن تستضيف واحدة من أشهر نجمات العالم الحائزة على عدد كبير من الجوائز، من المفروض أن نحييها ولا نحاربها بهذه الطريقة".

وهذا الحفل ضمن حفلات جولتها "آي آم ساشا فيرس" I am Sasha Fierce، وغنت معها الأسبوع الماضي في الإمارات العربية المتحدة، وحققت الجولة خلال شهر أكتوبر فقط 53.5 مليون دولار حسب مجلة "بيلبورد".

شاهد أجزاء من حفل بيونسيه في بورت غالب