خالد يوسف
خالد يوسف تاريخ النشر: الأحد، 18 سبتمبر، 2005 | آخر تحديث: الأحد، 18 سبتمبر، 2005
أفيش فيلم Nine Lives

إعترف المخرج السينمائي رودريجو جارسيا ماركيز بأنه كان محظوظاً لنشأته في مناخ بالغ الثراء فنياً وسياسياً بفضل والده الكاتب الكولومبي الشهير جارسيا ماركيز ، مسارعاً بالقول بالتأكيد على أن هذا ليس أمراً كافياً للنجاح في هوليوود.

ماركيز الابن أشار في تصريحات نشرتها صحيفة الباييس الإسبانية على هامش عرض فيلمه الأمريكي 9 lives بقسم زاباتيجي بمهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي : "أنا اعتبر نفسي محظوظاً لنشأتي في مناخ ثري ، عرفت من خلاله عدداً هائلاً من الفنانين والكتاب والسياسيين ، الذين اهتموا بكل أشكال التغيير على المستوى الاجتماعي أو السياسي" ،
ثم أضاف : "لكن هذا لا يعني في حقيقة الأمر شيئاً في هوليوود ، فلن يعطيك منتج ما خمسة ملايين دولار لتنفيذ فيلمك لمجرد أنك ابن جارسيا ماركيز".

يذكر أن رودريجو ماركيز المولود في العاصمة الكولمبية بوجوتا هو ابن الكاتب الشهير جابرييل جارسيا ماركيز، الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1982 ، وصاحب رواية "مائة عام من العزلة" فائقة الشهرة ، والتي وضعته من بين صفوة أدباء أمريكا اللاتينية ، والكتاب بالإسبانية بشكل عام.

من ناحية أخرى يأتي فيلم 9 lives لرودريجو الذي يدور حول تسع قصص متداخلة لتسع نساء ، بعد فيلمه "أشياء يمكنك التعرف عليها بمجرد النظر إليها" عام 2000 ، والذي يحكي قصص مجموعة مختلفة من النساء أيضاً ، مما أعطي انطباعاً بأن رودريجو يهتم فقط بعالم المرأة.

المخرج الكهل - 56عاماً - نفى في تصريحاته اقتصار مواضيع أفلامه على عالم المرأة بقوله : "هاجسي الأساسي هو عرض المشاعر القاسية التي تمر بها المرأة في حياتها اليومية ، والتي لا تؤثر بشكل أساسي في مسارها".

فيلم 9 lives الذي تشارك فيه مجموعة من الأسماء المهمة من ممثلات هوليوود مثل هولي هانتر و سيسي سبايسك ، وروبين رايت بين وجلين كلوز يقدم تسع حكايات منفصلة متداخلة ، عن الموت والحياة والعلاقات العائلية لتسع نساء من عوالم مختلفة ، مدة كل قصة من القصص التسع 12 دقيقة فقط ، تم تصويرها بأسلوب "اللقطة المشهد" دون قطع ، وهي التجربة المثيرة التي أكسبت الفيلم طابعاً خاصاً.

وتابع ماركيز : "لقد أصبح كل فصل من فصول القصة التسع بمثابة عمل مسرحي قائم بذاته ، وذلك بفضل أسلوب اللقطة المشهد" ، واستطرد : "هذا جعل من مهمتي مع كل ممثلة أكثر سهولة ، ولكنه أسهم في ظهور العديد من المشاكل التقنية الأخرى التي خرجت في النسخة النهائية ، مثل مشاكل حركات الكاميرا والعدسة المختلفة".

رودريجو اعترف بدوره أن السيناريو الأصلي للفيلم كان مقدماً في الأصل لهولي هانتر وجلين كلوز ، وهو ما ضمن مشاركة بقية النجمات بسهولة تامة ، ليتمكن من صنع فيلم تكلف خمسة ملايين دولار أمريكي ، تم تصويره خلال 17 يوماً فقط ، بين إيطاليا واليابان.

كما ذكرت الصحيفة الإسبانية في تقريرها أن نجمات الفيلم حصلن على الحد الأدنى لمصروف الجيب أثناء التصوير ، والذي حددته النقابات الفنية الأمريكية بـ500 دولار أمريكي يومياً ، وهو ما جعل فيلم 9 lives تجربة غير تقليدية على حد قول رودريجو : "لقد أصبح الفيلم شبيه بأفلام طلبة السينما ، ولكن بمشاركة نجمات من الصف الأول".

المخرج الذي سبق له إخراج بعض حلقات مسلسليthe sporanos ، six feet under بالتلفزيون أكد في نهاية تصريحاته انه استفاد على نحو شخصي من تجاهل نصوص هوليوود السينمائية حالياً لنجمات كبيرات تخطين سن الخامسة والأربعين ، وذلك بمشاركة نجمات مثل كلوز وسبايسك وهولي هانتر.

رودريجو تابع حديثه بالتهكم من أسلوب هوليوود في التعامل مع الأدوار النسائية بقوله : "تقوم النجمات في البداية بأداء أدوار الجميلات ، ثم موظفات حكوميات أو بمجال المحاماة ، قبل أن ينتهي بهن المشوار بأداء أدوار الجدة في أغلب الأمر".

يذكر أن فيلم 9 lives نال ردود أفعال إيجابية أثناء عرضه ببعض المهرجانات الأوروبية هذا الصيف ، توجت بالفوز بالجائزة الكبرى بمهرجان لوكارنو السينمائي بسويسرا ، إلى جانب الفوز بجائزة أفضل ممثلة ، والتي تم إهدائها إلى بطلات الفيلم التسع جميعاً.