مي حلمي ورشاد والجوازة الطلياني!

تاريخ النشر: الأربعاء، 21 أبريل، 2021 | آخر تحديث: الأربعاء، 21 أبريل، 2021
محمد رشاد ومي حلمي

الحكم بعد المشاهدة 2

• أفضل ما يميز هذا الموسم الدرامي المتخم أنه موسم المفاجاءت التي لم تجد معها التوقعات المسبقة، أو النجاحات المتراكمة، وهو الموسم الذي يكون فيه الجمهور في أقصى درجات تركيزه، فلا يسمح بخداعه أو الاستخفاف به، لذا لم يعد برنامج (رامز عقله طار) مقدسا على مائدة الافطار كما كان في السنوات السابقة، وتحولت (الحرب الأهلية) التي قادتها "يسرا" إلى حرب خفية، رغم أن اسم "يسرا" وحده كان ضامنا فيما قبل على أن لا يمر العمل مرور الكرام، وفي المقابل، لم تعد المقاهي تتزاحم لمشاهدة مسلسل "محمد رمضان" ولم تعد حوارات رواد وسائل التواصل الاجتماعي مرتكزة على احداث (موسى) كما كان يحدث مع غالبية مسلسلاته، والحقيقة أن انصراف الجمهور لا يعنى عدم الجودة، لكنه تأسيس لقاعدة أنه لا ثابت ولا مضمون في هذه الحياة.

• لماذا أخفى "عبد الرحيم كمال" أمر اقتباسه أحداث المسلسل عن الفيلم الإيطالي (الزواج على الطريقة الإيطالية) وما قيمة التراجع بعد أن وصلت عاصفة الاتهامات إلى ذروتها والادعاء بأن ذكر الاقتباس سقط سهوا رغم أن كل الأخبار التي تابعناها عن المسلسل منذ الشروع في تنفيذه سبتمبر الماضي لم تذكر فيها هذه المعلومة لا من قريب أو بعيد؟ ولماذا –من الأساس- يظن صناع أي عمل أن إشارتهم إلى النص الأصلي أمر ينتقص من قدرهم ولا يدركون أن الاستخفاف بعقول الناس هو الذي يؤدي إلى ذلك؟ كل الأسئلة السابقة هي أسئلة مشروعة لابد أن نبحث لها عن إجابات، لكن السؤال الأهم الذي لا نمتلك إجابته هو لماذا وافق الفنان القدير "يحيى الفخراني" على تمرير تتر المسلسل دون يذكر فيه أمر الاقتباس؟ فعدم معرفته بالأمر من ضرب المستحيلات، ولا سيما أنه استعان بالنص الأصلي في مسرحية بعنوان جوازة طلياني قدمها في نهاية التسعينيات؟ وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى التي يلعب فيها "الفخراني" بطولة مسلسل مقتبس دون الإشارة إلى النص الأصلي، فمسلسل (بالحجم العائلي) قدم للمشاهد العربي الفيلم الإيطالي (كلهم بخير) ممزوجا بمعالجة عصرية لمسرحية (الملك لير) وهو الأمر الذي لم يذكر هذا ايضا على التتر وترك للجمهور ليكتشفه بعد المشاهدة، والحقيقة إذا كان خطا "عبد الرحيم" فادحا فغلطة "الفخراني" بألف

• يقدم المخرج "ماندو العدل" معزوفة موسيقية لا تحتوي على أي نشاز في مسلسله الأخير (بين السما والارض) المسلسل اسماً من بطولة "هاني سلامة" لكن على أرض الواقع جميع المتزاحمين داخل كابينة المصعد الضيقة أبطال في نظر متابعي العمل، وأخص بالذكر "محمد ثروت ومحمود الليثى" وفي ظني أن ما قدماه في المسلسل من أداء رصين سيفتح لهما طريقا جديدا فى التمثيل لم يسلكاه من قبل، أما التحية التي تقدم قبل بدء الحلقات للموسيقار "بليغ حمدي" بتسمية كل حلقة باسم واحدة من أغنياته التي لحنها فهى لقطة فى منتهى الذكاء والعرفان لموسيقار لم يأخذ ما يستحق من التكريم حتى اليوم.

• منذ أن عرضت حلقتا الثنائي "مي حلمي، ومحمد رشاد" لم اجد دافعا واحدا يجعل سيدة بالغة عاقلة تخرج على الملأ لتصف لنا ما كان يحدث داخل منزلها بدقة، أو أن يدفع رجلا لأن يخرج عبر شاشات التليفزيون ليقر بأنه قادر على القيام بواجباته الزوجية، وأنه (دكر قوي) على حد تعبيره، لا أستطيع أن ألقي اللوم بشكل كامل على مقدمة البرنامج التي وجدت في الثنائي صيدا ثمينا، لكني لا أستطيع أيضا أن أخفي حنيني لبرنامج (ساعة صفا) الذي قدمته القديرة "صفاء أبو السعود" لسنوات كانت الريادة فيها لمجموعة قنوات ال art ، وبغض النظر عن كون البرنامج مرجعا مهما لروايات وأحداث فنية ذكرت على لسان أصحابها، إلا أنه كان وسيظل من نوعية البرامج ال hard talk التي تحترم المشاهد والضيف على حد سواء، عودة "صفاء أبو السعود" إلى الشاشة حلم شخصي إذا تحقق فسيتسبب في جلوس الكثيرات من مقدمات هذه النوعية من البرامج في منازلهن.


• منذ سنوات قدم "ماجد الكدواني" بطولة فيلم (جاي في السريع) الذي فشل في تحقيق ايرادات فى شباك التذاكر لكنه نجح فى أن يجعل "الكدواني" نفسه يدرك أنه في عالم التمثيل مثل القناص المحترف الذي يتعين عليه أن يضرب ضربته ثم يختفي، ليترك تأثيرها باق، ويعد مشهد الأب المكلوم الذي قدمه ضمن أحداث مسلسل (ولاد ناس) آخر تلك الطلقات التي حفرت مكانها في القلب بعذوبة.


• الحسنة الوحيدة التي ستحسب لمسلسل (بنت السلطان) أنه سيجعل بطلته تتخلى عن ايفيه (يا عوومري) الذي يعاني معها مند إنتهاء دورها في البرنس العام الماضي.


• منذ سنوات سألت المخرجة القديرة "إنعام محمد علي" عن سر خلافها مع سيدة الشاشة "فاتن حمامة" فقالت لي أن السر يكمن في أنها كمخرجة لا تعترف بوجود نجوم داخل البلاتوه، والخلاف الذي نشأ بينهما في كواليس (ضمير أبله حكمت) كان سببه أن "فاتن" تؤدي مشاهدها بينما يحضر في ذهنها أنها (سيدة الشاشة العربية) لا أدري لماذا أتذكر هذا المقطع من الحوار مع المخرجة القديرة عندما أشاهد حلقات مسلسل (لعبة نيوتن) فجميع أبطاله هم تروس في ماكينة "تامر محسن" التي صنعها، ويمتلك وحده كتالوج تشغيلها.. "تامر" ينتمي إلى نوعية مخرجين زمن كان المخرج فيه هو رب العمل قبل أن يظهر جيل من الممثلين يعدلون في السيناريو وفقا لإهوائهم، وأموالهم أيضا!!

• شكرا للفنان القدير "على الحجار" لأنه لا ينزلق للرد على أي تصريح طائش من هنا أو هناك شكرا له لأنه يعلمنا بصمته أن الملتفت لا يمكن أن يصل، وأن غاية أمله أن يظهر في حلقات إحدى البرامج ليلقي التهم على زملائه ويكتسب عداوات مجانية لم تكن لو أن الله أنعم عليه بنعمة الحكمة.