FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الجمعة، 16 سبتمبر، 2005 | آخر تحديث: الجمعة، 16 سبتمبر، 2005
علي أبو شادي رئيس المهرجان

القاهرة (مصر) - رويترز : فتيات مصريات ينتمين إلى أجيال ومستويات اجتماعية وثقافية مختلفة ، لكنهن لايعترفن كثيرا بما حققنه من انجازات مادامت حياتهن تخلو من طيف رجل ، وتظل الرغبة في التواصل مع الجنس الآخر هاجسا تعالجه ثلاثة أفلام قصيرة تشارك حاليا في مسابقة مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة.

ففي الفيلم التسجيلي "عن الشعور بالبرودة" تستعرض المخرجة المصرية هالة لطفي رؤية تسعة نماذج نسائية لمفاهيم الزواج والحب والأخلاق والمجتمع والتحقق الشخصي والاجتماعي ، فبعض الفتيات حققن نجاحاً في مجالات بارزة كالكتابة السينمائية أو الصحافة ، ولكنهن يشعرن بالبرودة والوحدة مع تقدم السن وقسوة انتظار شريك الحياة.

تقول احدى بطلات الفيلم -الذي تبلغ مدته 52 دقيقة- إنها بلغت الثلاثين ولم تتزوج ، وتضيف وهي تضحك أن سن الثلاثين كان يعني لها شيئا مختلفاً وهي صغيرة ، إذ كانت تظن أنها حين تصل إلى الثلاثين ستكون بالضرورة مرت بتجربة زواج وطلاق ثم زواج ثان ، وتقول أخرى إنها تتعمد الذهاب إلى حلاق السيدات "الكوافير" بدون داع إلى ذلك مدفوعة بالحاجة إلى أن يلمس شعرها أي رجل.

وسبق أن حصل الفيلم هذا العام على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من المهرجان القومي للسينما بمصر ، وجائزة الصقر الذهبي من مهرجان روتردام للفيلم العربي بهولندا.

كما يشارك في المسابقة الذي افتتح يوم السبت الماضي الفيلم الروائي القصير "بيت من لحم" ، وهو معالجة لقصة قصيرة للكاتب المصري البارز يوسف ادريس ، ويدور فيلم المخرج رامي عبد الجبار حول شاب أعمى يقرأ القران في المقابر والبيوت ، ويدخل بيت أرملة فقيرة لها ثلاث بنات يتعودن على وجوده من حين لآخر ، وعندما يغيب بضعة أيام ينتظرنه بلهفة ويقترحن على الأم أن تتزوجه كنوع من التفاؤل بأن في الدار رجلا يشجع آخرين على زواج البنات.

وخلال 15 دقيقة هي زمن الفيلم تتغير العلاقة داخل أفراد الاسرة ، بعد أن لعب خاتم الام دوره في التواطؤ بين اثنتين من البنات والأعمى ، الذي كان يتلمس الاصبع ويطمئن إلى وجود الخاتم ، ولا يعنيه من تلبسه ويعتبرها زوجته حتى أن البنت الثالثة تقترح على الام أن تلبس الخاتم ولو يوماً واحداً ، ويتنتهي الفيلم بالصمت التام على مائدة الطعام فلا يجرؤ أحد من الاربعة على الكلام أو السؤال.

واعتبر بعض النقاد أن الفيلم تسطيح لرؤية ادريس في قصة تعد من أبرز أعماله ، وكان يركز فيها على فكرة تواطؤ الجميع على الخطأ ، وكيفية التعتيم وعدم جرأة أي طرف على الكلام أو الإدانة حتى أنه يتساءل.. ماذا لو تكلم الصمت؟.. ولكن الخاتم يظل يدور في الاصابع والشيخ لا يرى "وهل على الاعمى حرج".

أما الفيلم الروائي القصير "الاسانسير" فهو مجموعة مشاهد مكثفة لفتاة من بيئة تقليدية يتوقف بها المصعد في بناية بوسط القاهرة ولا يسعفها في وحدتها إلا صوت لشاب مجهول من خلال مكالمة هاتفية على سبيل الخطأ ويحاول الشاب مغازلتها والتعرف عليها وهي تنهره بحجة أنها تريد أحداً يساعدها على الخروج.

ويتطور الحوار فتسعد بمغازلته وتحكي له عن لون بشرتها وعينيها ثم تنزع غطاء شعرها وتتأمل نفسها في مراة المصعد رغم انقطاع الكهرباء وتنتظره أن يأتي ليساعدها وتغطي شعرها مرة أخرى بسعادة من اكتشفت نفسها وأحست أنها مرغوبة.

وحصل الفيلم الذي تبلغ مدته 12 دقيقة على جائزة أفضل فيلم روائي قصير من مهرجان روتردام للفيلم العربي بهولندا في دورته الخامسة في يونيو حزيران الماضي.

وتعلن السبت القادم جوائز الدورة التاسعة لمهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية والروائية القصيرة ، ويرأس لجنة التحكيم المخرج الاوكراني فاديم خراباتشف ويشارك في عضويتها الناقد توماس ويلز من شيلي ومن المخرجين اللبناني جان خليل شمعون والمصري سيد سعيد والتركية زينب أوزباتور اضافة إلى رحماتو كيتا وهي مخرجة وكاتبة من النيجر.

ويشارك في المهرجان الذي يقام بمدينة الاسماعيلية 194 فيلما من 53 دولة منها 11 دولة عربية تشارك داخل المسابقة وخارجها هي فلسطين ولبنان والاردن والعراق وسوريا والامارات وقطر والسعودية وتونس وليبيا اضافة الى مصر.

ويتنافس 98 فيلما متنوعا في خمس مسابقات بالمهرجان في مجالات الفيلم الروائي القصير والفيلم التسجيلي الطويل والقصير وأفلام الرسوم المتحركة والافلام التجريبية.