#حدث_بالفعل: "الفتي المدلل" محمد عبد الوهاب ... تصريحات احتقار المرأة والتربُّح من العلاقات النسائية

تاريخ النشر: الأربعاء، 3 فبراير، 2021 | آخر تحديث:
محمد عبد الوهاب بريشة شروق أحمد

عملاق من عمالة الموسيقى وروادها الذين يشار لهم بالبنان في العالم أجمع، مجدد وصاحب مدرسة موسيقية، أكمل مشوار سيد درويش ونهضته الموسيقية، وقاد التطوير جيلا بعد جيل فاستحق عن جدارة لقب "موسيقار الأجيال".

تلك هي المقدمة الطبيعية التي تصلح لأي موضوع يتحدث عن المبدع محمد عبد الوهاب، لكنها في الحقيقة لا تصلح نهائي لتقديم ما سنسرده الآن!!

اقرأ أيضا: #حدث_بالفعل – "اللجان الإلكترونية" في زمن أم كلثوم ... وتفاصيل انقلابها على والدها

فما هو آت لا يصلح التقديم له سوى بالقول: إن الإنسان خلق ليكون مرتبة بين مرتبتين، يحمل بداخله كل المتناقضات، يظل طوال حياته تتأرجح كفتيه بينها، فإن هذا العالم لا يحمل على أرضه ملاكا بأجنحة أو شيطانا بقرون سوداء.

وهنا سنتحدث عن الوجه الآخر (المسكوت عنه) للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، والذي لحسن حظنا حفظته لنا كتب ومذكرات، لم تكن ترى عيبا في تقديم الوجه الآخر للشخصية أو انتقاصا منها، والتي لولاها لكنا نتحدث الآن عن نجوم الزمن الجميل الذين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم.

مطرب الحب والغزل

وفي الحقيقة، فقد حفظ لنا كتاب "عبد الوهاب طفل النساء المدلل" للصحفي والناقد الفني وكاتب الأغاني جليل البنداري، الصادر عام 1957، العديد من القصص المثيرة في حياة موسيقار الأجيال، التي لا يعرفها الكثيرون، والتي كشفت عن علاقاته النسائية المتعددة، وما يدفعلنا لتصديق تلك القصص، ونستبعد الشك فيها أن الكتاب صدر في عز تألق ونجومية عبد الوهاب، ورغم ذلك لم نسمع عن اعتراضه أو نفيه لما جاء بالكتاب.

غلاف كتاب "عبد الوهاب طفل النساء المدلل"

كما أشار الكاتب والمؤرخ الفني عبد الله أحمد عبد الله "ميكي ماوس"، للعلاقات النسائية للموسيقار الكبير، عندما تعرض لحياته الخاصة في كتاب بعنوان "صفحات مجهولة عن عبد الوهاب" لكن دون الدخول في تفاصيل أو سرد حكايات.

قال عبد الله أحمد عبد الله في كتابه الصادر عن "دار السينما والناس" عام 1992: "أما النسائيات في حياته فهذا موضوع آخر، ولا أبرئه من بعض مغامرات سيطر عليه نزق الشباب، ولا أبرئه من استطابته لمجالس فيها حريم خاصة ومحيط عمله زاخر بالنساء، وأيضا لأن المرأة شيء رئيسي كملهمة في حياة الأدباء والفنانين".

ولتلخيص رأي عبد الوهاب في المرأة (التي ربما تكون قد اختلفت في مرحلة تالية من حياته) نعرض لما جمعه "البنداري" في كتابه من تصريحات وحوارات صحفية أجراها عبد الوهاب تحدث فيها عن المرأة قائلا:

- إن قلب الإنسان كورق النشاف يلتقط كل الجمال الذي يراه ويدخره للأوقات والظروف.

- المرأة تعشق المطربين الرجال لأنها تستمع إليهم بحاستها الأنثوية وليس بعقل ... وهذا هو سر تهافت النساء على المطربين الرجال بالذات.

- لم أخلق من أجل الترفيه عن النساء.. بل إن النساء خلقن من أجل الترفيه عني.

- إنني أميل للمرأة التي تحرك شهواتي، بصرف النظر عن جمالها أو وزنها، أو لونها فقد تتمتع الشقراوات بمواهب تفتقر إليها السمراوات.

- المرأة كالعود تمامًا.. أستطيع أن ألعب عليها في الوقت الذي أريده.


ربما يساعدنا الرجوع إلى شكل علاقات عبد الوهاب النسائية الأولى في فهم الأسباب التي أوصلته إلى رؤيته السابقة للمرأة ... فكيف كانت علاقاته في مرحلة مبكرة من حياتة؟

اقرأ أيضا: #حدث_بالفعل ... عندما رفض "الأهلي" و"الجزيرة" منح عضوية لـ فاتن حمامة

مر محمد عبد الوهاب في شبابة العديد من العلاقات النسائية، فطبيعي أن تتهافت النساء على مطرب شاب وسيم يتسابق الجميع للاستماع ولو لـ "آه" واحدة منه، وحسب عادة نساء الطبقة الراقية حينها، كان الفنانون يحصلون على العديد من الهدايا، وهو ما أخذ عبد الوهاب نصيبه منها، والتي كانت تتنوع حسب ثراء ومدى إعجاب السيدة به، فتنوعت ما بين هدية ذهبية أو قطعة رض أو حتى عمارة.

قصة العاشقة العربية وثورة زوجها

يحكي لنا "البنداري" قصة فتاة من أسرة عربية عريقة، أحبت عبد الوهاب وعندما عرف زوجها تعرضت لمشكلة كبيرة وصلت لحبسها بالمنزل والاستيلاء على أموالها، حتى عرضت عليه أن يطلقها مقابل 15 ألف جنيه.

لكن من أين لها بهذا المبلغ وهي في هذا الحصار، وأرسلت إلى عبد الوهاب تطلب منه المبلغ لتحصل على حريتها ويكملان قصة حبهما الكبيرة، لكن نهاية القصة اختصرها "البنداري" في جملة واحدة: "عبد الوهاب لا يفتدي أي ملكة جمال بمليم واحد".

أشار عبد الله أحمد عبد الله على علاقات عبد الوهاب النسائية من بعيد ومر عليها سريعا

مليونيرة الزمالك و"قسم" يساوي ثلاثة آلاف جنيه

أما قصة مليونيرة الزمالك فكانت أكثر إثارة، وحمل إلينا كتاب "الطفل المدلل" تفاصيلها، فقد عاش عبد الوهاب قصة حب مع سيدة من أثرياء الزمالك، وامتدت على مدار ثلاث سنوات، إلى أن عرفت أنه يستعد للزواج.

فما كان منها إلا إقامة دعوى قضائية ضده تطالبه بدين قديم يبلغ ثلاثة آلاف جنيه، لكن ما تم كشفه لاحقا أن هذا المبلغ لم يكن دينا، وإنما كان
قيمة مؤخر الصداق لهذه المليونيرة التي كان متزوجا منها سرا، ووقع الطلاق بينهما رسميا بتاريخ 1945، ولم يدفع قيمة المؤخر المتفق بينهما.

ويبدو أن هذه الدعوى كانت لمجرد إغاظته والانتقام منه، لأن السيدة المليونيرة وضعت شرطا غريبا للتنازل عن الدعوى وعن المبلغ نفسه، وهو أن يحضر عبد الوهاب بنفسه للمحكمة ويقسم أنه غير مدين لها لشيء.

وهو ما #حدث_بالفعل فذهب عبد الوهاب إلى المحكمة وأقسم أمامها أنه غير مدين بهذا المبلغ، وتنازلت السيدة عن القضية.