ولاء مطاوع
ولاء مطاوع تاريخ النشر: الاثنين، 30 نوفمبر، 2020 | آخر تحديث:
بشارة واكيم

أكثر من مائة عملًا فنيًا تركها الفنان الراحل بشارة واكيم، الذي أمتع من خلالها الجمهور بخفة ظله وموهبته التي أهلته أن يشارك في هذا الكم من الأعمال الفنية، مفضلًا حياته كراهب مخلص للفن تاركًا خلفه أيا ما قد يشغله عنه.

تحل اليوم 30 نوفمبر الذكرى الـ71 لرحيل بشارة واكيم، الذي توفى عام 1949، وفيما يلي نستعرض أبرز محطات حياته...

- "الموهبة أم الدراسة"؟

عشق بشارة واكيم الفن منذ نعومة أظفاره، وكان يتردد خلسة على جلسات الشيخ سلامة حجازي، مطور المسرح الغنائي، وعندما علمت عائلته بالأمر، منعوه تمامًا حتى انتهى من دراسته بمدرسة الفرير الفرنسية ثم انتسب إلى مدرسة الحقوق وحصل على درجة الليسانس في المحاماة، ثم ألقى الشهادة وراء ظهره وتفرغ للفن.

بدأ بشارة واكيم حياته الفنية مع فرقتي عبد الرحمن رشدي وجورج أبيض، ثم عمل مع الفنان يوسف وهبي في فرقة رمسيس الخاصة به وكونا ثنائيًا عبقريًا، كما عمل كذلك مع الفنانة منيرة المهدية في فرقتها، وبسبب حلاقة شاربه طرده شقيقه من المنزل وأيضًا بسبب عمله في الفن تركته خطيبته التي أحبها ولم يتزوج بعدها أبدًا

- سبب حفظ القرآن

كان بشارة واكيم فنانًا مرهفًا، أحب كتابة الشعر ونظمه، ووجد أن طريقته المثلى لإتقان اللغة العربية وحسن تأليف الشعر، لابد لها من وضع أساس قويّ، وبالفعل وجد بشارة واكيم ضالته في حفظ القرآن الذي أكد أنه الوسيلة الوحيدة للتثقف في اللغة العربية والإلمام بجوانبها.

اقترح عليه الفنان أنور وجدي أن يطبع ديوانًا شعريًا يضم فيه أشعاره وينشرها للجمهور، ولكن بشارة واكيم رفض ذلك وأخبره أنه يكتب الشعر لنفسه فقط وليس للنشر.

- لماذا أعادت شادية مشهدها معه 20 مرة؟

عام 1947 جمع فيلم "العقل في أجازة" في بعض مشاهده بين الفنانة شادية وبشارة واكيم، وبسبب أدائه الكوميدي وطريقته في إلقاء الجمل، صرحت شادية أنها قامت بإعادة المشهد حوالي 20 مرة لأنها لم تكن تتمالك نفسها من الضحك في كل مرة، ولم تستطع إتمام التصوير إلا بعد تخلي واكيم عن أدائه الكوميدي وترك نفسه دون مبالغة.


- لن أتزوج ولو شنقوني

كتب بشارة واكيم مقالاً في فبراير 1944، بمجلة "الاثنين والدنيا" تحت عنوان "لن أتزوج لو شنقوني". وأعادت جريدة "المصري اليوم" نشر ذلك المقال، وأفصح فيه واكيم عن سبب عزوفه عن الزواج وكتب: "قد يكون الزواج نعمة، وحاجة حلوة صحيح، لكن الذي رسخ في ذهني منذ الصغر عن الزواج، جعلني أكش منه، كما يكش موسليني من سماع صوت تشرشل في الراديو! كانت والدتي كلما غضبت علي، دعت على بقولها (روح إلهي يبتليك بجوازة تهد حيلك)، ومنذ ذلك الحين، وأنا أرى في الزواج مصيبة، أو نكبة يبتلي الله بها المرءَ لكي يودع معه أيام الهدوء والصفاء وراحة البال ويدخل في دور العكننة".

- من مذكرات سمير خفاجي.. فصل بعنوان "الجمهور عايز كده"

يقول المؤلف والمنتج المسرحي سمير خفاجي في مذكراته عن بشارة واكيم، إنه صُدم عندما عادت فرقة الريحاني للعمل بعد وفاته، ولكن دون وجود بشارة واكيم بين أبطالها، وهو ما استغربه إذ ان بشارة صاحب الريحاني في رحلته على المسرح فيما يزيد عن 20 عامًا، وإذ بصدمته تزيد عندما سأل بديع خيري عنه فرد عليه قائلا: "“بشارة معدش ينفع، ولماذا تندهش؟، الجمهور ليس له إلا ما أمامه، فالجمهور سريع النسيان، الجمهور ليس له إلا ما يمتعه ويضحكه، وبشارة أصبح غير قادر علي ذلك"!

في تلك الأثناء علم سمير خفاجي بانضمام بشارة واكيم لفرقة حديثة اسمها "الكوميديا المصرية" أنشأها ممثل اسمه نعيم مصطفى كان والده متعهدًا للحفلات المسرحية، وما أن مات الريحاني حتى توهم أنه يمكن أن يملأ الفراغ الذي تركه الريحاني، وضم لبطولتها الفنانة كاميليا في أوج مجدها وشهرتها قبل حادث وفاتها الشهير.

وعلى مسرح أوبرا ظهر بشارة واكيم الذي قوبل بعاصفة من التصفيق، وبدأ التمثيل فجاء صوته واهنًا جدا، لا يكاد يسمعه الجمهور، وفمه معوجًا قليلًا فقد كان به أثار الشلل الذي أصيب به، وما هي إلا دقائق علي ظهور الفنان الكبير حتى تعالت أصوات الجماهير، صوت.. صوت.. مش سامعين حاجة.. ظهر التأثر على واكيم وتجمدت الدموع في عينه، وهو يحاول أن يرفع صوته، وقال بعد ذلك: لقد أضحكت الجماهير ربع قرن ومع ذلك لم تستطع أن تتحملني ربع ساعة في ضعفي.

أيام قلائل بعد هذه الواقعة وما لبث بشارة واكيم إلا أن مات متأثرًا بجرح غائر من تعليقات الجمهور التي أصابته في مقتل، والمؤثر أن الصحف لم تلتفت كثيرًا إلى وفاته بل كُتبت الأخبار عنه في عجالة، ولمّا سأل سمير خفاجي الفنانة ماري منيب عن رأيها في عدم الاهتمام بخبر وفاة بشارة واكيم، قالت: "لو أن بشارة مات قبل الريحاني لاختلف الوضع، الكبير مات"!

اقرأ أيضا:

أول تعليق من رامي بركات حول اتهام نجل منى عبد الغني بالنصب في سيارة هيثم أحمد زكي

بالفيديو- إبراهيم عيسى: أحج إلى أنغام.. السلطانة التي تتوضأ بالغناء