نهال ناصر
نهال ناصر تاريخ النشر: الأحد، 29 نوفمبر، 2020 | آخر تحديث:
فيلم ازرع الريح

سبعة أفلام من سبع دول تمثل أربع قارات، ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية في الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وبعد يومين سيتعرف الجمهور على هذه الأفلام مع بدء دورة المهرجان التي تقام في ظل ظروف استثنائية مع انتشار فيروس كورونا.

اقرأ أيضا: القاهرة السينمائي- 11 فيلما في "البانوراما الدولية"... قضايا إنسانية

ورغم كل الظروف استطاع القائمين على المهرجان الحصول على مجموعة متميزة من الأفلام، وفي هذا التقرير نتعرف على أفلام مسابقة أسبوع النقاد الدولية.

مجرة أندروميدا

- عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روائي، من إخراج موريه راتشا، ومدته 80 دقيقة.

تدور أحداثه حول أب خمسيني أرمل لا يجد عملا ولا سكنا، ويضطر للإقامة في عربة مقطورة، كما يرتبط بعلاقة غير تقليدية مع فتاة ليل. تخرج ابنته من الملجأ وتقيم معه في المقطورة، ويواجهان معا سؤالا شديد الصعوبة: هل يستطيعان أن يعيشا حياة أفضل؟

وهو فيلم إنساني بديع، يغوص بمهارة ورِقّة في حياة شخص على هامش الحياة، يقيم في مقطورة على أطراف المدينة ولا يشعر به أحد، حتى السيارات الفارهة التي تمر به مسرعة دون أن يلمحه ركابها، كما يغوص في علاقته الفريدة بابنته التي لا تجلده بمطالبها ولا شكاواها كما يفعل الكثير من الأطفال، بل تتعاطف معه وتقدر ظروفه، ليكون الصراع كاملا مع ضغوط الحياة والظروف الصعبة، بلغة سينمائية بالغة الجمال والعذوبة.

ذهب

- عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روائي، من إخراج روجيه هيسب، ومدته 90 دقيقة.

وتدور قصته حول لاعب الجمباز الشاب الموهوب "تيمو"، الذي يتقاسم ووالده ذو الاحتياجات الخاصة "وورد"، حلما كبيرا، الحصول على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية. لكن عندما يقابل "تيمو" المعالجة النفسية "آيرين"، تتغير نظرته تجاه كل شيء.

والفيلم يتناول فترة التحول من المراهقة إلى الرجولة، ومن الطفولة إلى النضج.. هنا يكون لقاء "تيم" مع المعالجة النفسية إيذانا بمولد مشاعر جديدة قوية داخله تجعله يتغير، ويجيد صناع الفيلم رصد الصراع بين تلك المشاعر وبين التزاماته تجاه والده و"المهمة الأوليمبية المقدسة"، وعلى المستوى التقني، يتفوق العمل في تصوير فقرات الجمباز والمنافسات الرياضية بشكل يختلف عما اعتاده المشاهد في الأفلام المشابهة.

اسمي بغداد


- عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روائي، من إخراج كارو ألفيس دي سوزا، ومدته 99 دقيقة.

وتدور قصته حول "بغداد" فتاة في السابعة عشرة تسكن حيّا برازيليا للعمال، تمارس التزلج مع أصدقائها الذكور وتعيش حياة غير عادية مع أسرتها وأصدقاء والدتها إلى أن تتغير حياتها عندما تقابل مجموعة من الفتيات يشاركنها هوايتها.

ويرصد الفيلم مرحلة البلوغ أو التحول من الطفولة إلى الشباب، ويتابع بحس مرهف ومهارة تقنية واضحة مشاعر وتحولات فتاة لا تجد نفسها إلا على لوح التزلج الذي تطير به بعيدا عن مشكلاتها وقضايا طبقتها بشكل عام. شعرها قصير وتتصرف مثل الأولاد، لكن كل ذلك يتغير عندما تعثر على من يشبهنها ومن يشاركنها أحلامها، في عمل فني مختلف مصنوع بلغة سينمائية متميزة تجمع بين جماليات السرد الروائي وروح السرد الوثائقي.

ازرع الريح

- عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روائي، من إخراج دانيلو كابوتو، ومدته 91 دقيقة.

وتدور قصته حول "نيكا`" (21 عاما) التي تعود إلى بلدتها في جنوب إيطاليا، بعد غياب 3 سنوات حصلت خلالها على درجتها الجامعية في الهندسة الزراعية، لتجد والدها غارقا في الديون، وبلدتها مدمرة وملوثة، وكل أشجار الزيتون ميتة بسبب آفة زراعية.

وهو فيلم مختلف يكتسب تميزه من قدرة صناعه على طرح قضية بيئية مهمة مع الحفاظ على صراع درامي قوي يدور على أكثر من مستوى، فمن ناحية تصارع الفتاة الشابة والدها الذي يريد اقتلاع أشجار الزيتون للاستفادة ماديا من الأرض، ومن ناحية أخرى تقاتل بكل ما أوتيت من قوة لإنقاذ الأشجار التاريخية، ومن ناحية ثالثة – وأهم – تُفاجأ بأن التلوث لم يدمر الزرع فقط، بل أصاب أيضا عقول أهل بلدتها الذين لم يعودوا أبدا كما كانوا.

دوامة

- عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روائي، من إخراج سيسيليا فيلميري ومدته 94 دقيقة.

تدور قصته حول ثالوث من رجل وامرأتين على بحيرة غامضة، لكنه ليس ثالوثا تقليديا يغرق في قصص الحب والزواج والخيانة، بل ينشغل بتساؤلات صعبة عن القدر والتسامح والقدرة على مواجهة الذات.
دراما نفسية شديدة الوعورة والعمق أيضا، عمق يناسب بحيرة مليئة بالخبايا والأسرار ترمز بوضوح إلى النفس البشرية بكل ما يعتمل داخلها وما تخفيه من مشاعر ونوايا من خلال شخصيات غير تقليدية ورؤية جديدة للعلاقات المعقدة بين الرجل والمرأة. فيلم ينتصر للسينما كفن بصري بالأساس يعبر بالصورة أكثر من الحوار عبر سيناريو محكم وتنفيذ فني دقيق يحمل توقيع مخرجة شابة في أول أفلامها الروائية وأداء تمثيلي متميز من الأبطال الثلاثة.

الصيف الأبيض

- عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روائي، من إخراج رودريجو رويز باترسون، ومدته 85 دقيقة.

وتدور قصته حول مراهق وحيد تتغير حياته بالكامل عندما تأتي والدته -التي يرتبط بها بشكل خاص جدا ووثيق لأنه لا يملك سواها- بصديقها الجديد ليعيش معهما.

ومن أهم وأجمل أفلام البلوغ أو التحول من الطفولة إلى الشباب، والتي تكاد، من فرط اهتمام السينمائيين حول العالم بها، أن تتحول إلى نوعية سينمائية قائمة بذاتها. ثالوث درامي على الشاشة، لكنه ليس تقليديا مكونا من زوج وزوجة وعشيق، بل من أم وابن وعشيق، في سلسلة من الألعاب الدرامية الخطرة عبر سيناريو محكم قائم على الغوص في أعماق الشخصيات والتعبير المرئي بالأساس عما يعتمل داخلها، نص متماسك نجح فريق الفيلم التقني وطاقم الممثلين في نقله بحرفية واقتدار إلى المشاهد.

الأفضل لم يأت بعد

- عرض أول في أفريقيا والدول العربية، روائي، من إخراج جينج وانج، ومدته 115 دقيقة.

وتدور قصه في الصين عام 2003، يقرر متدرب صحفي شاب أن يغير مصير 100 مليون مواطن بمقال واحد لا يميزه عن غيره سوى الحقيقة.

فيلم يجمع بمهارة بين السرد الروائي وبين الصدق الوثائقي، قائم على وقائع حقيقية، لكنه يتفوق في التعبير الدرامي عن آمال وطموحات عامل شاب قادم من بلدة صغيرة، بعد الانتهاء من دراسته الثانوية، إلى العاصمة الضخمة بكين على أمل تحقيق حلمه بأن يعمل صحفيا. وعلى الإيقاع السريع لسينما مليئة بالتفاصيل والمفاجآت والتحولات، نقف على حيرة الصحفي الشاب إزاء الاختيار الصعب: هل يلتزم بالتعليمات واللوائح ليُعيَّن رسميا في الصحيفة التي التحق بها متدربا؟ أم يتبع قلبه وضميره ويستمر في بحثه عن الحقيقة؟

اقرأ أيضا:

بعد مرور 35 عاما..خطأ لم ينتبه له أحد في فيلم "المدبح"

مصطفى حجاج لأحمد فهمي بعد هجومه على شيكابالا: مفيش أسياد على حد