FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الخميس، 8 سبتمبر 2005 | آخر تحديث: الخميس، 8 سبتمبر 2005
محمد أبو داوود منفذ عملية ميونيخ عام 1972.

غزة (فلسطين المحتله) - رويترز : أعرب محمد أبو داوود الفلسطيني عن إستياؤه من عدم إستعانة المخرج ستيفين سبيلبيرج به كمرجع لأحداث فيلمه الجديد الذي يتناول الهجوم الذي شنه على دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 والذي قتل فيه 11 رياضياً إسرائيلياً.

وذكر أبو داود أنه يشكك في المصادر التي اعتمد عليها المخرج في فيلم "ميونيخ" أو munich الذي يؤرخ المذبحة وإنتقام إسرائيل بعدها ببدء سياسة الإغتيالات ، وهذا ما أعلن رجال جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) أنهم يشكون فيه أيضاً.

وقال ابو داود في حديث هاتفي لرويترز من مكان في الشرق الاوسط لم يكشف عنه : "ليس عندي فكرة عن الفيلم ، من المفروض أنه إذا أراد أن يظهر الحقيقة أن يتحدث مع الناس الذين يعرفون الحقيقة ، وبالتأكيد إذا تم الاتصال بي لقلت الحقيقة".

وباعتباره مخططا لمنظمة ايلول الاسود المنشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية أرسل أبو داود مسلحين لخطف الرياضيين الاسرائيليين من دورة الألعاب الأولمبية عام 1972 ، وقتل اثنان من الرهائن أثناء الغارة ، وتسعة أثناء عملية إنقاذ لم يكتب لها النجاح قامت بها الشرطة الألمانية.

ومن ناحيته فإن أبو داود يلقي بالمسؤولية على السلطات الاسرائيلية والالمانية الغربية السابقة في مقتلهم ، مؤكداً أن المجزرة التي حدثت في ميونيخ كان يمكن تجنبها لو أنها حدثت في مكان آخر غير المانيا ، وأضاف : "أرادت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مئير آنذاك أن يتم قتل الاسرائيليون والفلسطينيون من أجل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة ، ثم وقع الألمان تحت الضغط الإسرائيلي بسبب التاريخ المشترك بينهم وبين اليهود".

وانتقمت إسرائيل بعمليات إطلاق نار وزرع قنابل وعمليات للقوات الخاصة (الكوماندوس) قتل فيها عشرة على الأقل من رجال منظمة التحريرالفلسطينية ودفعت رفاقهم إلى الاختباء.

وقال ابو داود الذي نجا من هجوم بالرصاص في عام 1981 في بولندا ، ألقت منظمة التحرير الفلسطينية اللوم فيه على الموساد : "إن إسرائيل استهدفت بعض الأبرياء ، وآمل أن يصور الفيلم ذلك أيضا".

وأضاف : "الاسرائيليون قاموا بالانتقام وقتلوا أناسا لا علاقة لهم بعملية ميونيخ ، إلى جانب قتلهم أشخاصا سياسيين لهم علاقة بمنظمة التحرير الفلسطينية ، وإذا فشل الفيلم في أن يظهر هذه النقاط سيكون جائرا للحقيقة والتاريخ".

ودخل أبو داود الاراضي الفلسطينية عام 1996 ومكث ثلاث سنوات بالضفة الغربية قبل أن تقوم إسرائيل بابعاده بعد صدور كتاب يحكي عن عملية ميونيخ ويتحدث خلاله أبو داود عن شهادته عما حدث.

واشتهر سبيلبرج في اسرائيل بفيلمه "قائمة شيندلر" أو schindler's list الذي يحكي عن فترة محارق النازيين ، والذي ينتهي بمشهد مؤثر للناجين يتطلعون لحياة جديدة في الدولة اليهودية الوليدة.

وتعهد المخرج بأن يتسم فيلمه الجديد "ميونيخ" بمراعاة حساسيات جميع الاطراف ، بقوله في بيان : "متابعة رد فعل إسرائيل على (واقعة) ميونيخ في عيون الرجال الذين ارسلوا للانتقام لهذه المأساة يضيف بعدا انسانيا لحادثة مروعة عادة ما نفكر فيها فقط من منظور سياسي أو عسكري".

وأكدت ممثلة إسرائيلية تشارك في الفيلم أن المخرج استند على الأقل جزئيا إلى كتاب "الانتقام" أو vengeance الذي يحكي عن حملة الأعمال الإنتقامية التي ادينت على نطاق واسع.

وقال زئيفي زامير رئيس الموساد المتقاعد لصحيفة هاأرتس الاسرائيلية في يوليو الماضي : "يدهشني ان يختار مخرج مثله من بين كل المصادر ان يعتمد على هذا الكتاب بالتحديد".

ودعم الناشط السابق مدبر الهجوم قول رئيس الموساد السابق ، فقال أبو داود : "لقد قرأت كتاب الانتقام ووجدته مليئا بالمغالطات".

وتابع : "اليهود مارسوا الانتقام قبل انشاء دولتهم ، ومارسوه بعد قيامها ، وحتى بعد توقيعنا للسلام معهم"!