The Old Guard أن تكون استثنائيا

تاريخ النشر: الخميس، 9 يوليو، 2020 | آخر تحديث:
The Old Guard

تخيل أنك تمتلك قدرة غير عادية تميزك عن كل الناس، ترى ما هو شعورك حينها؟ بالطبع ستكون إجابتك أنك ستكون سعيدا لأنك مميز عن الجميع، لكن تخيل أن هذه القدرة هي أن تبقى خالدًا لمئات السنين، هل وقتها ستشعر بالسعادة؟

The Old Guard فيلم جديد يطرح على Netflix في العاشر من يوليو، وهو من بطولة تشارليز ثيرون، التي تجسد دور "آندي" زعيمة الخالدون.

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة سرية ومترابطة من المرتزقة بقيادة المحاربة آندي "تشارليز ثيرون" يتمتعون بقدرات غامضة تمنعهم من الموت، ويحاربون منذ قرون لحماية العالم. ولكن حين يتم تعيين هذا الفريق لأداء مهمة طارئة، وتتعرض قدراتهم الخارقة فجأة للخطر، فإن الأمر يعود إلى آندي ونايل "كيكي لاين" أحدث الجنود انضماما للفريق، لمساعدة المجموعة على مواجهة التهديدات التي يفرضها هؤلاء الذين يحاولون نسخ قدراتهم والتربح من ورائها مهما كلف الثمن.

نحن أمام فيلم يجمع ما بين الخيال والأكشن والتشويق، تبدأ أحداثه بالتعرف على الرباعي "بوكر"ماتياس شونارتس و"جو" مروان كنزاري و"نيكي" لوكا مارينيللي، ومعهم "آندي" تشارليز ثيرون، 4 أشخاص الرابط بينهم هو"الخلود"، ببساطة مهما يتعرضوا للموت بكافة الطريق لا يموتون، أشخاص استثنائيون منذ مئات السنين وهم يعيشون ويحاربون، حتى أنهم أصبحوا مرتزقة يقوموا بعمليات قتالية مقابل الأموال.

لنسرد بعض الأحداث سريعا بلقاء "آندي" والمجموعة في المغرب، لأن هناك عملية جديدة لتحرير رهائن من الفتيات جنوب السودان، المسئول عن هذه العملية هو "كوبلي" شويتيل إيجيفور ضابط سابق في الاستخبارات الأمريكية، ترك العمل بعد وفاة زوجته، تقبل المجموعة المهمة ويذهبون إلى السودان لتبدأ المعركة، لكن في النهاية يكتشفون أنها خدعة للإيقاع بهم واكتشاف سرهم.


في الجزء الأول من الفيلم استطاعت المخرجة جينا برينس بايثوود أن تدخلك في الأجواء، بداية من التواجد في المغرب حيث يعيشون بعيدا عن الأنظار وتنقلهم من مكان لمكان لنأخذ جولة سياحية في الأسواق المغربية، ثم انتقالهم إلى جنوب السودان حيث الصحراء والبساطة.

التنقل من دولة لدولة ساعد المخرجة أيضا في نقل الأحداث السريع، لنترك الرباعي حيث يعانون من صدمة اكتشاف أمرهم ومحاولة ملاحقة "كوبلي" الذي خدعهم، وبين التعرف على المحاربة "نايل فيرمان" كيكي لاين جندي في البحرية الأمريكية تؤدي خدمتها في أفغانستان، بلد جديد نزوره مع الأحداث.

من الوهلة الأولى تري في عين "نايل "أنها طيبة القلب ليست جندية قاسية، لا تريد سوى إتمام عملها، ولكن خلال مهمة للقبض على رجل هارب، تكتشف ما لم تكن لتتوقعة، أنها خالدة.

هنا أصبحنا نعرف أن لدينا فريق مكون من 4 أشخاص خالدون، وفتاة اكتشف لتوها أنها أيضا خالدة، وجاء الربط فيما بينهم مناسبا، فهم يحلمون ببعضهم البعض طالما لا يجتمعون، لذا حلم الرباعي بالشابة الجديدة، وهي أيضا حلمت بهم، ليبحثوا عنها ويعثرو عليها، وقد حدث هذا سريعا دون إطالة.

طوال هذه الرحلة قدم الأكشن بشكل رائع ساعد على ذلك القصة، فأنت تتعامل مع أشخاص لا يموتون، مهما تعرضوا للضرب بشتى أنواعة طعنات، طلقات نارية أو حتى لكمات عنيفة، أجسادهم تتعافى بشكل مبهر، ونجحت مخرجة العمل في إظهار هذا الأمر بشكل احترافي، وضح هذا عندما تعرض الرباعي للخداع أول مرة في حادثة جنوب السودان التي ذكرناها، بعد قتلهم، نجد "بؤبؤ" العين إزداد دورانه بشده، وعندما تعود لأجسادهم الحياة يصغر، أو في تصوير التئام الجروح وعودة الجلد لحالته الطبيعية.

إذا الأكشن مبرر طوال الوقت لكن ما لم أجد تفسيره بسهولة هو أن "آندي" التى تأخذ "نايل" لتضمها للفريق، دخلت إلى مقر كتيبة الجيش الأمريكي وضربت ضابطان وهربت بها وأخذت سيارة دون أن يمسك بها أحد! كذلك طول مدة مشاهد الأكشن مثلا في مشهد جمع بين "نايل" و"آندي" مهارات جيدة من الممثلتين ولكن مدة طويلة تصيبك بالملل، وأيضا مع امتلاكهم لسيارات في كل مكان واستخراجهم لبطاقات شخصية وأوراق، وهذا بالتأكيد يجعلهم يتعاونون مع أشخاص آخرين، في فس الوقت نرى خوفهم الدائم من أن تلتقط صورة لهم حتى لا يتم اكتشاف أمرهم عبر تواجدهم في أزمنة مختلفة.

معاناة

الفكرة الأساسية في الفيلم هي كون الشخص يملك قدرة خارقة، وهل هي نعمة أم نقمة؟ هؤلاء الأشخاص لا يموتون هل تتخيل كيف تعيش هكذا دون أن تموت أو أن يتغير شكلك؟ للوهلة الأولى قد يُسعدك هذا فأنت لن تكبر أو تمرض، لكن الحياة تستمر وكل من حولك يموتون، الأصدقاء، العائلة كم هو شعور قاسي أن تعيش وحيدا تختبر موت كل من أحببتهم.

إذا هم يعانون كونهم خالدون، شاركوا في حروب كثيرة، قتلوا عددا كبيرا من الناس هم يدافعون عما يعتقدون أنه الصواب، لكن هل هم طيبون أم أشرار، يعانون من فكرة لماذا هم تحديدا يحدث لهم هذا ما الهدف من حياتهم؟ أسئلة لا إجابة لها، دائما يهربون خوفا من أن يتم الإيقاع بهم ويكون مصيرهم مثل "كوين" كانت خالدة مثلهم لكن وقت القرون الوسطي عرفتها "آندي"، حكم عليها بأن يتم وضعها في صندوق حديدي وتقذف في الماء، لتقى مصيرها تختنق ثم تموت ثم تحيا من جديد لتموت مرة أخرى.

وكأن هذه المعاناة ليست كافية لتضاف عليها أن هناك شخصا يطمع في الوصول إلى أعلى المراتب العلمية، "ميريك" هاري ميلينج، الشاب الطموح الذي يعمل في شركة أدوية كبرى، يطمح لأن ينتج دواء يجعل الإنسان يعيش طويلا، لا مرض لا عجز فقط يعيش في سعادة.

تعاون "ميريك" مع "كوبلي" ليصل إلى "الخالدون" ليأخذ منهم شفرة جينية ليصل إلى دواء يغير العالم، لكن هذا على حساب حريتهم.

الإيمان

"نايل" هي الشابة التي انضمت إلى الفريق، لا تستطيع تصديق ما تمر به، لكن بمجرد الحديث معهم تبدأ تكتشف أمورا جديدة، كان أهم اكتشافاتها أن أصغر واحد فيهم وهو "بوكر" عثروا عليه عام 1819، حارب مع نابليون، فيما كان "جو" و"نيكي" يحاربان في الحملات الصليبية، أما "آندي" أكبر منهم بكثير.

لم تعجب "نايل" بفكرة أن تقتل أشخاصا وتستفيد من كونها خالدة في مهمات قتالية، وهي فطرة الإنسان الطبيعي كونها لازالت جديدة في الأمر، تريد أن تعيش مع أسرتها لتستمع معهم قبل اكتشاف أمرها.

تتغير الأمور عندما تؤمن بما لديها من قدرة قد تساهم في نشر الخير، عندما تكتشف ما فعله الرباعي من خدمات للإنسانية عبر الزمن من خلال مشاركتهم في حروب سابقة، وقتها فقط تقرر أن تكون واحدة منهم، وهي نفس اللحظة التي ييأس فيها "بوكر" ويبحث عن وسيلة لإنهاء خلودهم حتى وإن كان عن طريق خيانتهم!

بين الخير والشر

"ميريك" و"كوبلي" يتعاونان من أجل اكتشاف دواء مهم للبشرية، الأول هدفه الربح والاستثمار وأن يكون الأعظم، أما الثاني يريد أن يساعد البشرية حتى لا يرى أي شخص يعاني مثلما حدث مع زوجته، صراع بين الخير والشر، ولأن مساعي "ميريك" لا تتفق مع "كوبلي" يقرر الأخير مساعدة الخالدون وتحريرهم من قبضة الأول بعدما كان سببا في الإيقاع بهم -يفهم هذا في الأحداث- هنا لأنه يعرف أن هدف خلودهم هو الخير والمساعدة وليس استغلال القوة.

الخلود ليس دائما

نعم هم خالدون عاصروا أجيال وأجيال، لكن حتى خلودهم له نهاية، وهي فكرة تطرح في الفيلم أيضا، حدث هذا مع زميل لهم، ويتكرر الآن مع "آندي" الزعيمة التي بدأت جروحها لا تلتئم سريعا في إشارة إلى أن نهايتها قد قاربت، لنصل إلى حقيقة لا وجود للخلود حتى بين الخالدين.

وقد جاءت النهاية مناسبة، فالخالدون وصلوا إلى هدف وجودهم وهذا يريحهم، وقد كانت أيضا مفتوحة ومشوقة تجعلنا ننتظر جزءا جديدا.

في المجمل فيلم The Old Guard فيلم أكشن خيالي، نفذت فيه المشاهد القتالية بطريقة جيدة وكان أداء الأبطال فيها رائع، يستحق المشاهدة لتدخل في عالم مختلف مع أشخاص استثنائيون تعيش مع تفاصيلهم.

اقرأ أيضا:

Eurovision... رحلة الوصول إلى معنى النجاح‎

Da 5 Bloods... رحلة البحث عن حق المضطهدين