نهال ناصر
نهال ناصر تاريخ النشر: الخميس، 4 يونيو، 2020 | آخر تحديث:
محمود عبد العزيز

قد تكون الوسامة طريقا سهلا للوصول وتحقيق الشهرة في الوسط الفني، الفتيات ينجذبن لأي فنان وسيم مهما كانت طريقة تمثلية، لكن مع الفنان محمود عبد العزيز الأمر كان مختلفا.

بالنسبة لي محمود عبد العزيز هو الفنان المفضل، لا بسبب وسامته، بل لكونه موهبة كبيرة استطاع استغلالها بطريقة صحيحة، استطاع أن يحفر اسمه دون الاعتماد على شكله الوسيم، بأداء سلس يمتع الجمهور، وفي ذكرى عيد ميلاده التي تحل اليوم 4 يونيو، نلقي الضوء على لقطات مهمة في تاريخه.

في فترة السبعينيات ظهر الشاب الوسيم محمود عبد العزيز ليقدم أدوار "الجان" يظهر في الأفلام بكامل أناقته ووسامته مرتديا أحدث صيحات الموضة وقتها، ليكون فتى أحلام الفتيات.

هنا كان الاختيار أن يستمر في نفس الطريق ويظل الفتي الوسيم، أم يكتشف نفسه ويثبت للجميع أنه فنان موهوب لا يعتمد على شكله فقط، بل يمتلك قدرات تمثيليلة تستطيع وضعه في الصفوف الأولى وكنجم كبير.

أدوار مختلفة

في العادة يقدم الممثل الوسيم أدوار رومانسية كوميدية، يهتم بالظهور بشكل جيد وفي نفس الوقت يقدم بعض المواقف الكوميدية، لكن مع محمود عبد العزيز الأمر لم يكن كذلك.

"عايش سعيد أبو كرتونة" اسم الشخصية التي قدمها عبد العزيز في فيلم "أبو كرتونة" انظر إليه جيدا هل هو نفس الشخص في فيلم "الحفيد" أو فيلم "مع حبي وأشواقي"؟ بالتأكيد لا، هنا قرر محمود أن يتخلى عن وسامته بشكل كامل ليقدم دورا مختلفا عما قدمه سابقا.

شكل غريب طريقة كلام أغرب وحركاته وانفعالات لا تنساها، وفي نفس الوقت لم يقدم عبد العزيز شخصية لمجرد إضحاك الجمهور على شكله وحركاته، بل في هذا الفيلم ناقش قضايا فساد رؤساء مجالس بعض الشركات واستغلال نفوذهم وسرقة المصنع وتشريد مئات العمال.

واحد من الأدوار المميزة في مسيرة محمود عبد العزيز وحصل عنه على جوائز، "الشيخ حسني" في فيلم "الكيت كات" لن تتخيل أحد سواه يقدم هذه الشخصية التي أصبحت مرجعا للكثيرين لتقديم شخصية الأعمى.

قدم محمود دور الأعمى بإتقان شديد، فلم يكن مجرد أن يغمض عينيه ويمد يداه لتحسس الطريق كما يفعل كثيرون، فإذا كنت تشاهد الفيلم ستعتقد أن هذا الشخص أعمى بالفعل أداء مقنع دون تكلف، تتأثر بكلامه ونبره صوته التي تتغير من دور لآخر.

فن الأداء

قدم محمود عبد العزيز شخصية المريض النفسي في فيلم "المعتوه" في البداية تتعاطف معه تصدق روايته حول علاقته بـ "عفاف شعيب" والتي حاولت قتله، لكن في النهاية تكتشف أنه يعاني من أزمة نفسية يتخيل أمور ويعيش فيها.

كما قدم أيضا فيلم "الفقراء لا يدخلون الجنة" هنا مريض نفسي، لكن بشكل مختلف من البداية تعرف بذلك وتدخل في حيرة هل هو مظلوم ومجني عليه، أم هو الجاني. هنا تظهر قدرة الممثل في الأدء وإقناع الجمهور في كل مرة يقدم فيها شخصية جديدة، دون تكرار الأداء.

ولا ننسى دوره المميز في فيلم "الكيف" والجمع بين الكوميديا والدراما والغناء وطريقته الخاصة في تقديم الأغاني الهابطة.

في الدراما مختلف

فنان متألق في السينما، نجم يقدم البطولة، يقرر الظهور في مسلسل تليفزيوني، وهذه المرة أيضا دور وشكل مختلف.

"البشاير" واحد من أعمال محمود عبد العزيز المحببة لدى الجمهور شخصية "أبو المعاطي شمروخ" الفلاح البسيط الذي يقع في حب النجمة المشهورة، ومجددا يتألق عبد العزيز في رسم الشخصية وتقديمها.

ولمن لا يعرف فإن محمود عبد العزيز كان يحب الرسم وله لوحات في منزله، كما كان أثناء تحضيره للشخصيات يتخيليها ويرسمها لينفذها بعد ذلك على أرض الواقع.

وكما كان محمود عبد العزيز مميزا في السينما، تميز ولمع في التليفزيون مع المسلسل الأشهر في الدراما المصرية "رأفت الهجان" الذي حقق نجحا كبيرا، ولا زال الجمهور يحبه ويتابعه حتى الآن عند عرضه.

وكان محمود عبد العزيز يغيب طويلا عن الدراما ثم يعود بـ"محمود المصري" و"جبل الحلال" حتى أصبح علامة مميزة في كل رمضان.

الساحر

إذا كان محمود عبد العزيز حصل على لقب "الساحر" عام 2001 عندما قدم فيلما بنفس الاسم، فالحقيقة أنه استحق هذا اللقب في كل دور قدمه واستطاع من خلاله تغيير جلده والشخصية التي يقدمها يقنعك بأداء سلسل وممتع.

اقرأ أيضا:

تأييد حكم حبس أحمد الفيشاوي لمدة سنة ‏بسبب نفقة ابنته

فيديو - وفاء عامر : متستعجلوش على موت الفنانين واحترموا نفسكوا واقعدوا في البيت