إلى ضحايا رامز جلال... الفلوس مش كل حاجة

تاريخ النشر: الاثنين، 27 أبريل، 2020 | آخر تحديث:
رامز جلال

ارتبط شهر رمضان منذ الطفولة ببرامجه والمحتوى المميز الذي يقدمه التليفزيون خلال الشهر الكريم، ولعل أبرز ما التصق في ‏ذهني هي فوازير رمضان بخفة استعراضاتها وبرنامج "الكاميرا الخفية" الذي كان يعتمد على مقلب طريف يفاجئ الضيف بأقل قدر ‏من الخسائر النفسية.‏

اقرأ أيضًا: أمينة خليل عن فستان رانيا يوسف : لا يليق

خلال السنوات العشر الأخيرة اختلف الأمر تمامًا، فأصبح شهر رمضان مرتبط ترفيهيًا إلى جانب المسلسلات ببرامج مقالب ولكن من ‏نوع آخر، بدأها الفنان رامز جلال في 2011 ببرنامج "رامز قلب الأسد" وصولًا إلى برنامج هذا العام، وما بينهما انطمس شكل برامج ‏المقالب التي عهدناها في طفولتنا ووصلنا لمشاهدة ذروة الإيذاء النفسي الذي يتعرض له الضيف.‏

يبدأ رامز جلال في استدراج الضيف بخدعة حلوله ضيفًا على برنامج مختلف له واجهة إعلامية موثوقة استعان فيها رامز بأسماء لها ‏وزنها منهم نيشان ومجدي عبد الغني ومهيرة عبد العزيز وجاد شويري ومؤخرًا المطربة أروى، وبعد اندماج الضيف في الفقرة ‏الخداعية يبدأ المقلب الحقيقي.‏

تغيرت فكرة المقالب التي قدمها رامز جلال طوال السنوات الماضية، إلا شيئان لم يتغيرا بل تطورا وهما قسوة المقلب وإهانة ‏الضيف، فالقسوة التي يمر بها الضيوف خلال المقلب وما يتعرضون له من وسائل تعذيب انتقدها كثيرون على مدار السنوات الأخيرة ‏جعل البعض يخرج بفكرة دفاعية وهي "إن الضيف راضي ورامز راضي مالك أنت يا قاضي"؟

وهذا الدفاع يشكل كارثة ، لأن علم الضيف بما سيلقاه من إهانة وتعذيب في البرنامج خلق في البداية نوعًا من التعاطف عند ‏المشاهدين تحول مع الوقت لدى قطاع منهم إلى نوع من التلذذ بمشاهدة العنف كما الحال في المصارعة الرومانية القديمة التي تأسست ‏على طقوس ترفيهية بربرية، والمبرر لدى من يشاهد "أن طالما قابضين يبقى يستاهلوا"! في تجاهل لكل القيم الإنسانية التي يرفضها ‏الناس بالفطرة.‏

بالإضافة إلى تقبل الضيف لإهانته بأريحية كبيرة دون النظر إلى نفسية المشاهد الذي يسمع ما لا يسره حول سلوكيات هذه الفنانة أو ‏وزن تلك التي وصفها بـ "برميل طرشي" والأخرى بأنها "ميكروباص" وحالة الأخيرة الاجتماعية التي خلعت "مريلة المطبخ" ‏وحصلت على لقب مطلقة فتستطيع فعل ما تشاء.‏

المتلقي بطبعه يتأثر بما يشاهد على الشاشة خاصة في الحالات التي قد يعاني فيها من أزمة نفسية أو اجتماعية أو أزمة ثقة بالنفس مع ‏شكله ومظهره فينعكس عليه، لأنه يشعر بنفس مقدار الألم الذي يشعر به الضيف وربما أكثر لأنه على الأقل إذا تم تعويض الضيف ‏ماديًا فمن يعوض المشاهد الذي استمع إلى هذه الوصوف الجارحة؟

‏"رامز مجنون رسمي" هو أحدث البرامج التي يتم عرضها حاليًا على الشاشة وفيها من الإذلال والمهانة للضيف ما تقشعر له الأبدان، ‏فالفكرة مليئة بالسادية المبنية على شل حركة الضيف والتنكيل به وهو مقيد إلى كرسيه بلا حركة واحدة ومجبور على طاعة أوامر ‏المضيف الذي لا يتوانى عن دفعهم لسب أنفسهم والأغرب من ذلك هو استعداد الضيف لهذا الأمر وتقبله لإهانة نفسه بسهولة.‏

السؤال الذي يطرحه كثيرون اليوم، هل المقابل المادي الذي يحصل عليه الضيف في سبيل ما يتعرض له من إهانة وربما "قلة قيمة" ‏على الشاشة هو مقابل مغري لهذه الدرجة؟ وسواء كان على علم بالمقلب قبل خوضه أوعلم بعد ذلك فهذه قضية لا تهم إن كان الهدف ‏هو تسلية المشاهد، لأن ما يهم هو كيفية تقديم هذه الرسالة النبيلة بصورة لا تسبب أذى لا لشخص الضيف ولا لمن يتابع المقلب.‏

في النهاية بيان مستشفى الصحة النفسية بالعباسية والذي طالبت فيه المستشفى اليوم بإيقاف عرض البرنامج هو بادرة أمل بأن إحدى ‏المؤسسات المؤثرة نفسيًا لا زالت تراقب بعين الإنسانية ما يقدم للأسرة المصرية واضعة في عين الاعتبار ما قد يعود بالسلب على ‏صحة الأسوياء والمرضى النفسيين الذين قد يتضرروا أيضًا من اسم البرنامج الذي لم يراع هذا القطاع أو يحترم معاناته. ‏

اقرأ أيضًا:

mbc ترد على انتقادات برنامج رامز جلال

شاهد- رامز جلال يخلع حذاء أمينة خليل على كرسي التعذيب