عندما يكون رئيس التحرير من جمهور روبي!

تاريخ النشر: الخميس، 26 مارس، 2020 | آخر تحديث: الخميس، 26 مارس، 2020
روبي

قبل عدة أشهر دار الحديث بيني وبين زملائي في العمل عن الفنانة روبي، حين كتب أحدهم موضوعا عن ذكرى مرور 15 عاما على إطلاق أول ألبوماتها، ووجدت وقتها تعاونا غريبا من الجميع، هذا يذكّره بأغنية كذا، وذاك يخبره معلومات إضافية قد يستعين بها في الموضوع، وآخر يقول له "يااه فكرتنا بذكريات الست روبي".. بدون مبالغة الجميع كانوا سعداء بالحديث عنها.

15 سنة من الجاذبية ... ذكرى إطلاق "ابقى قابلني" أول ألبومات روبي

عقب نشر الموضوع قرأته وقلت: "جميل.. بس أنا مش عارفه ليه الانبهار ده بيها"، ليسود الصمت للحظات، ويرمقني الجميع بنظراتهم وكأني قلت أمرًا عجيبًا، ثم قال لي أحدهم: "بطّلي تهدمي في الثوابت.. روبي دي طلّعت أجيااال".

لم أكن قد شاهدت أي أغنية لها، فقد كنت أتحدث عن رأيي في روبي الممثلة التي أراها عادية أحيانا وموهوبة في أحيان أخرى، اختلافي الدائم مع الجميع كان بسبب الانبهار غير المبرر بها، لكن عندما شاهدت بعض كليباتها، والتي كان العامل المشترك بينهم جميعا هو الرقص بطريقة مستفزة، وتعرية البطن والسيقان، والنظر بـ"عيون مغرّبة"، أدركت جانبا آخر لـ روبي، فهي تمتلك صوتا جيدا، لم يكن بحاجة لكل هذه الحركات الجريئة.

وظل السؤال يؤرقني حول سبب انبهار أغلب أبناء الجيل الأكبر مني سنا بها، لا سيما من تترواح أعمارهم بين الثلاثين ومنتصف الأربعينيات مثلا، فالأمر ليس صدفة وفي نفس الوقت ليس استنادًا لعظمة أدائها بالتأكيد، لأنه لو وضعناها في مقارنة فنية سيتفوق عليها كثير من الفنانات، في مقدمتهم هند صبري ومنة شلبي، في تقديري الشخصي.

إذن الأمر ليس فنيا بحتا، بل له جانب نفسي بالتأكيد، نتيجة لارتباطها بذكريات كثيرة لأبناء هذا الجيل، الذين تزامن وقت معرفتهم بروبي مع بداية دخول القنوات المفتوحة للبيوت المصرية، وفي أوج انتشار وتأثير الكليبات وقنوات الأغاني مثل ميلودي وروتانا وغيرهم، والأهم من ذلك طريقة تقديمها بهذا الشكل الجرئ وقتها، لذلك التوقيت الذي ظهرت فيه روبي كان سببا في شهرتها بنفس أهمية موهبتها، بل ربما يزيد.

وللإنصاف روبي لم تستمر على الطريقة التي بدأتها بالرقص والغناء، بل طوّرت نفسها في التمثيل والأداء الفني ككل، ورغم ذلك استمر ارتباط هذا الجيل بها مقترنا ببداياتها والانطباع الأول عنها، وليس لما طوّرته في موهبتها بعد ذلك، بدليل لو سألت أيا من المنبهرين بها عن أفضل أعمالها، ففي الغالب سيبدأ من "بدون ذكر أسماء" مرورا بـ"سجن النسا" و"الكنز" و"رمضان كريم"، انتهاء بـ"أهو ده اللي صار"، إذن أين البدايات؟ أين العجلة والرقص والجرأة والانبهار؟! إنه في وجودها كجزء من ذكريات هذه الفترة فقط.

أعلم أن هذا الكلام سيرفضه البعض، لكنه في النهاية رأي شخصي بحت، والفن بإجماله أذواق، فما يعجبك قد لا يعجب شخصا آخر، ولا قاعدة في ذلك سوى تقبل الاختلاف، لأن من يرفض اختلاف وجهات النظر ما عرف المعنى الحقيقي للفن.

الأزمة فقط عندما أعرض هذا المقال على رئيس التحرير قبل النشر، فهو من الجيل المحب لروبي، فضلا عن موقفه الدائم من آرائي الشخصية. وعلى كلٍ، فإن وافق على نشره فهو رئيس تحرير ديموقراطي، وإن رفضه فسيظل "رأيي لنفسي" كما يقول لي دوما.

اقرأ أيضًا:

لا تكونوا مثل سمية الألفي

ظهور يوسف فوزي... لو أن زاوية التصوير أعلى قليلا!