سر نجاح شاكوش وبيكا وغيرهم... وعلاقة رشدي وعدوية

تاريخ النشر: الأربعاء، 22 يناير، 2020 | آخر تحديث:
حمو بيكا وحسن شاكوش

"كعب الغزال يا متحني بدم الغزال"... "السح الدح أمبو أدي الواد لأبوة"... "كتاب يا حياتي يا عين ما شفت زي كتاب"... "هبطل السجاير وأكون إنسان جديد من أول يناير خلاص هشيل حديد"... "أنا حبيتك وجرحتيني أنا صونتك لكن خونتيني لية من الأول عشمتيني"... "بهوايا أنتي قاعدة معايا عينيكي ليا مرايا يا جمال مراية العين".

أردت أن تكون الفقرة الأولى من مقالي سرد وتدرج بسيط لأشهر الأغاني الشعبية التي بدأت مع الفنان محمد رشدي وعدوية مروراً بحسن الأسمر وشعبولا وصولاً في النهاية لحمو بيكا وحسن شاكوش.

منذ شهر تقريياً المطرب حسن شاكوش وهو واحد من مطربي الأغاني التي تندرج تحت اسم "المهرجانات" والتي تتسم في شكلها العام بالشعبي لكن بما يتماشى مع الزمن والوقت الحالي، قرر أن يطرح أغنية جديدة بعنوان "بنت الجيران" ومنذ انطلاقها ولا يوجد شاب وفتاة في الفئة العمرية من 4 أعوام وربما أقل إلى 30 عام وأزيد لم يسمع بأغنية شاكوش أو يصادفها في سيارة، فرح، مناسبة سعيدة تتضمن تشغيل الأغاني.

حسن شاكوش كما ذكرنا من قبل مطرب "مهرجانات" ظهر مع مطرب شهير أخر يسمى حمو بيكا وقدما سوياً عدة أغاني نجحت نجاح كبير حتى قرر شاكوش أن ينفصل ويقدم أغانيه مع فرقته بمفردة.

ومع النظر لنجاح شاكوش وبيكا والأرقام الوهمية الكبيرة التي تسجلها أغانيهم عبر موقع YouTube والمنصات الموسيقية الأخرى تجعل السؤال الأول التي يتردد في أذهان الجميع وهو (ما السر) في كل هذا الانتشار والذي يعتبر نوع من النجاح والأرتباط بالأغاني مثل "بنت الجيران" "هاتلي فودكا وجيفاز" و"وداع يا دنيا" وغيرهم وهي كلها أعمال لحمو بيكا وحسن شاكوش بالرغم من توجيه انتقادات لازعة لهم وللمحتوى المقدم من خلالهم.

عند النظر إلى تاريخ الفن الشعبي خلال السنوات الـ100 الماضية أو بالأخص مع بداية الفنان محمد رشدي ورغم الاختلاف التام بين محتوى رشدي ومحتوى بيكا وشاكوش الإ أن في بدايات رشدي وظهوره على الساحة تعرض لإنتقادات كبيرة من الموسيقين والمتخصصين بالرغم قوة صوته وبراعته لكنه وقتها قدم نوع مختلف عن الرومانسي السائد والذي كان ممثلاً في عبد الحليم وفوزي والأطرش.

وبالرغم أن رشدي تعرض لانتقادات بسبب تقديمه لنوع مختلف من الطرب وقتها إلا أنه أيضاً تمتع بشعبية لا مثيل لها كادت أن تطغى على شعبية عبد الحليم مع أن لكل منهما لون وشكل مختلف.

ونفس السيناريو الذي حدث مع محمد رشدي نراه يتكرر بنفس ذات الشكل مع اختلاف التفاصيل على عهود مختلفة، فالجميع لا يخفى عليه ما تعرض له أحمد عدوية عند ظهوره ومحاربته من نقابة الموسيقين وقتها للسبب ذاته وهو تقديمه لشكل ونوع مختلف من الغناء الغير سائد الذي يطلق عليه "الغناء الشعبي".

وبعد عدوية واستمراره رغم أنف الجميع ومروراً بحسن الأسمر وشعبان عبد الرحيم وعبد الباسط حمودة وأخرون حتى نصل لما نحن عليه الآن مع "أغاني المهرجانات".

لكن حتى الآن لم نجب عن سر نجاح كل هؤلاء المطربون بما فيهم حمو بيكا وحسن شاكوش ومعظم مطربي المهرجانات ووصلهم بشكل أسرع وأكبر للشارع وللجمهور وتخطي عدد مرات استماعهم لأغاني نجوم كبار؟؟

عند دراستي للنقد والدراما كان هناك مادة تعرف بـ"الفن الشعبي" وكان عند دراسة فصول هذه المادة على أزمنة مختلفة نرى شئ واحد مشترك هي النتشار الواسع الذي كانت يتمع بها هذا الفن عن أي نوع من الفنون الأخرى وتعلق الجمهور البسيط بها لعدة أسباب، وبرأي تنطبق الأسباب نفسها على سر نجاح أغنية "بنت الجيران" لحسن شاكوش".

وفي تلخيص سريع لأسباب نجاح الفن الشعبي كان الآتي:

1- الفن الشعبي دائماً يكون محدث بآخر ما توصل له الشارع من لغة وفكر وثقافة.

2- يرتبط ارتباط وثيق بمدى الحالة التعليمية للشعب الذي ينتشر فيه.

3- تخرج مادة الفن الشعبي أغلب الوقت من قلب البسطاء لذلك فهي تكون سهلة وسلسلة وبسيطة تصل للفئة الكبرى دون تعقيد.

4- يحاكي الفن الشعبي جميع فئات الشعب وإيقاعها على الحواس يكون مألوف.

5- دائماً ما ترتبط بمادة الفن الشعبي سواء أغنية أو عمل درامي موسيقى إيقاعها مألوف على نفس المجتمع الذي تخرج منه.

وبالأسباب الخمسة السابقة نراها تتمثل وبشدة في جميع الأغاني الشعبية في المدة التي رصدتها من رشدي حتى بيكا وشاكوش مع أختلاف ثقافة ولغة كل زمن ومن هنا يكمن سر النجاح.