ممالك النار... عندما وقعت في الفخ

تاريخ النشر: الأربعاء، 11 ديسمبر، 2019 | آخر تحديث:
ممالك النار

منذ عدة سنوات، تحديدًا في عام 2011 عرضت قنوات التلفزيونات التركية مسلسل "حريم السلطان" 4 ‏مواسم عن الخليفة العثماني سليمان القانوني - وقام بدوره الفنان خالد أرجنتش - وحقق المسلسل نجاحًا ‏ساحقًا بتركيا ليتم عرضه بعد ذلك عربيًا وعالميًا.‏‎. ‎

بهرت وقتها بهذا العمل، عشت مع حلقاته وتعايشت مع كل تفصيلة وتأثرت بها، حتي تحولت معظم قراءاتي ‏عن تاريخ الدولة العثمانية، خاصة عن تلك الحقبة الزمنية تحديدًا، اشتريت كل الكتب التي طرحت في المكتبات ‏أثناء عرض المسلسل والتي اعترف بالفعل أن كمًا كبيرًا من هذه الكتب خرجت عن إطار توثيق التاريخ ‏وأصبحت تروج لتركيا وعظمة الدولة العثمانية.‏‎ . ‎

‎بحكم خبرتي المتواضعة في مجال الدعاية كنت أشيد بحرفية التسويق لهذا العمل فقد تم عرضه على أكثر ‏من 42 قناة بالعالم، وهو أمر ليس بهيّن، اعترف الآن بعد 9 سنوات من عرض مسلسل "حريم السلطان" ‏أنني وقت في الفخ، مثلما وقع غيري لم أنتبه للحظة واحدة أنني من خلال عمل فني أحببت تركيا بمعالمها، ‏بأشكال القصور التي تم التصوير بها ونسيت أن فترة حكم المماليك علموا المصريين فنون العمارة وبناء ‏المساجد والسبيل والقصور وغيرها من العمارة داخل مصر، بينما العثمانيين بعد الاحتلال أخذوا العمال ‏المصريين لإسطنبول لبناء القصور التي يتباهون بها في بلادهم.‏

تعلقت بفنون ومواهب الفنانين المعمارين المنهوبة من مصر - تعلق قلبي بكل معالم الجمال التي تم تصديرها ‏لنا من خلال الصورة البراقة في مسلسل "حريم السلطان" من الديكورات والألوان والأزياء والإكسسوار ‏والمفروشات المطرزة والتاج الملكي حتى أنواع الأطعمة والحلوى وكذلك الأواني التي يتناولون فيها الطعام.‏

‏أصبحت مفتونة بالدولة العثمانية وقوة السلطانه "هويام" أو خرُم مثلما ذكرتها كتب التاريخ أو ألكسندرا اسمها ‏الحقيقي قبل أن يمنحها أو يلقبها السلطان سليمان بهذا الاسم –وقامت بدورها مريم أوزرلي - تملكت من ‏وجداني هذه المرأة (الجارية) التي جلست علي كرسي العرش إلى جانب السلطان ويقال أنها هي من حكمت ‏العالم. ‏

قمت بتأسيس ديكور منزلي بنفس الطراز الذي كنت أشاهده بالمسلسل بالإضافة إلى الطابع المغربي لتأثري ‏بتاريخ الأندلس.‏


‎ولكن مع بداية عرض "ممالك النار" اكتشفت أنني مثل غيري من أبناء هذا الجيل ألقيت -دون أن أشعر- ‏قداسة علي تاريخ الدولة العثمانية ربما تكون تلك القداسة هي السبب الرئيسي لصدمة ما شاهدناه في "ممالك ‏النار" لنجد الإمبراطورية العثمانية القائمة علي الدم والجرائم والمجازر ومع هذه الفظائع الموثقة تتغير ‏الصورة الذهنية لنا عن الدولة العثمانية، ونتوقف أمام الهجوم والجدل حول المسلسل قبل بداية عرضه، ‏معظمنا تستهويه لعبة الهجوم غير المبرر قبل الاطلاع على المضمون أو معرفة الحقيقة كاملة.‏‎ ‎
‎ ‎
وللحديث بقية

اقرأ أيضا:

كيف تأثر شكل "طومان باي" بالمخرج الأجنبي لـ"ممالك النار" وعلاقته بـ"جيم أوف ثرونز"؟

بعد انتهاء ممالك النار... تفاصيل الوقائع التاريخية لإعدام طومان باي