"جودي" مأساة أسطورة الغناء الأمريكية تضع نهايتها مسارح لندن

تاريخ النشر: الأربعاء، 11 ديسمبر، 2019 | آخر تحديث: الأربعاء، 11 ديسمبر، 2019
جودي

ضمن أفلام السير الذاتية للمشاهير تفرد الفيلم الأمريكي "جودي" بحالة خاصة من المتعة لما تضمنه من معاناة إنسانية وصوت عذب قاوم ألاما جسدية ونفسية، عن قصة حياة أسطورة الغناء جودي جارلاند التي حرمت رعاية طفليها بسبب أزماتها المالية، دارت الأحداث في شتاء عام 1968 التي تعد فترة انهيارها داخل شوارع لندن القديمة مع فلاش باك لبداياتها والضغوط التي تعرضت لها وتسببت في وصولها لتلك المرحلة عقب سنوات من المجد الفني، مع التركيز على أهمية حياتها الخاصة مع ابنيها وعدم تواريها خلف الصخب والشهرة.

الفيلم يعد حالة خاصة من المعاناة اختارتها الفنانة بإرادتها وتجرعتها طوال حياتها حتى وافتها المنية في عمر مبكر نتيجة عقاقير الاكتئاب وإدمان الكحول، وجسدت شخصية جودي جارلاند ببراعة الممثلة الأمريكية رينيه زيلوجر التي لم يخلو مشهدا منها إلا حين العودة لشخصيتها في مرحلة المراهقة، إلا أنك لا تسأم الغوص في انفعالاتها التي تعبر دون الحاجة للحوار عن حالة الضياع والتشتت وصولا إلى الاستماتة في استعادة مكانتها وحضورها.

عشنا مع الأحداث على مدى زمني يقارب الساعتين في شوارع لندن، أزقتها وباراتها ومطاعمها وأبنيتها وأجواءها الباردة الممطرة، وهي ذات الأجواء التي تسكن البطلة بعد أن فقدت بريقها وأموالها، صمودها ومحاولاتها الدائمة لا يحركها سوى صورة طفليها الذين لا تقوى على الحياة بدونها ولكنها لا تملك ما توفر به لهم حياة كريمة، تدفعها الأمال بتحسن الأوضاع إلى المقاومة حتى تفقدها وتغادر الحياة.

تلك المعاناة التي واجهت عدد كبير من النجوم أثبت فيلم "جودي" أنها لا زالت مادة درامية خصبة إذا عولجت فنيا بشكل جاذب، وهو ما حرص عليه المخرج الانجليزي روبرت جولد والمؤلف توم إيدج وكاتب السيناريو بيتر كوبلت عن مسرحية "نهاية قوس قزح"، وشاركها التمثيل روفوس سيويل وفين واتتروسك ومايكل جامبون وجيسي باكلي وجون داجليش، ولا زال الفيلم يحقق نجاحات واسعة على الرغم من طرحه في دور العرض بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 27 سبتمبر الماضي ، وكان عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي 2019.

وجودى جارلاند هى مغنية وممثلة وفنانة فوديفيل أمريكية، كانت تشتهر بطبقة غنائها الكونترالتو ونالت النجومية الدولية التى استمرت طوال مسيرتها التى امتدت لأكثر من 40 عاما كممثلة فى الأفلام الموسيقية والدرامية، ومغنية أصدرت عديد التسجيلات وغنت فى المسارح والحفلات الموسيقية، بدأت الغناء مع أختيها الكبرتين ووقعت عقدا مع مترو جولدوين ماير فى سن المراهقة، قدمت أكثر من اثنى عشر فيلما مع الشركة، بما فى ذلك تسعة مع ميكى رونى.

وكان أشهر أدوارها "دوروثى" فى فيلم "ساحر أوز" 1939، و"قابلنى فى سانت لويس" 1944، و"فتيات هارفى" 1946 ، و"عرض عيد الفصح" 1948، بعد 15 عاما تم تحريرها من عقد الاستوديو واتجهت إلى الغناء، حققت رقما قياسيا فى الحفلات الموسيقية، وبدأت مسيرة ناجحة فى تسجيل الأغانى، وبدأت مسلسلها التلفزيونى الذى ترشح لجائزة إيمي، وبدأ ظهورها فى الأفلام يقل فى سنواتها الأخيرة، لكنه تضمن عرضين ترشحها لجوائز الأوسكار فى فيلم "ولدت نجمة" 1954 و"حكم فى نورمبرج" 1961.

حصلت جارلاند على جائزة جولدن جلوب، وجائزة أكاديمية الأحداث، وجائزة تونى الخاصة، وأصبحت أول امرأة وأصغر فائز فى جائزة سيسيل بى ديميل لإنجازات الحياة فى صناعة السينما، وذلك عن عمر التاسعة والثلاثين، كانت أول امرأة تفوز بجائزة جرامى لألبوم السنة لتسجيلها الحى "جودى فى قاعة كارنيجى"، فى عام 1997 منحت جائزة جرامى لإنجاز العمر، وتم إدخال العديد من تسجيلاتها فى قاعة جرامى للمشاهير، فى عام 1999 وضعها معهد الفيلم الأمريكى بين أفضل 10 نجوم من السينما الأمريكية الكلاسيكية.