"من أجل قضية" كوميديا سوداء تجسد معاناة فلسطيني على الحدود

تاريخ النشر: الجمعة، 29 نوفمبر، 2019 | آخر تحديث:
من أجل قضية

على الرغم من أن القضية الفلسطينية تعد هي الأولى عربيا إلا أنها تنسى من حين لآخر لذا أراد المخرج المغربي حسن بنجلون إعادتها للأذهان مجددا من خلال فيلمه For the Cause أو "من أجل قضية" الذي نافس في مسابقة آفاق السينما العربية بالدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يحكي الفيلم قصة عازف العود "كريم" فلسطيني الأصل يعيش في برشلونة و تعرض عليه فرقة موسيقية اصطحابه في حفل موسيقي بوهران في الجزائر، ولكن !

تطلب منه مغنية الفرقة الفرنسية اليهودية من أصل مغربي "سيرين"مرافقتها إلى مدينة فاس المغربية حيث منزل عائلتها قبل الهجرة إلى فرنسا، وهنا تبدأ الأزمة عندما يحاولان الأثنان عبور الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وبسبب كونه حاملا لجواز سفر فلسطيني يواجه "كريم" العديد من العقبات للتحقق من هويته في نقطة تفتيش على الحدود الوطنية، فجأة يجد الاثنان أنفسهم عالقين على جسر بين المغرب والجزائر.

رحلة "كريم" لإثبات هويته يتخللها العديد من المواقف الكوميدية ولكنها تنتمي إلى نوعية الكوميديا السوداء التي تعكس أزمة حقيقية ما بين إثبات هوية وعبثية القوانين على حدود الدول العربية ومن ينفذونها، وكأن "كريم" يمثل الشعب الفلسطيني الذي لا ينقصه سوى معاناة أخرى في الخارج.

في قرية مغربية صغيرة بالقرب من الحدود يسلط بنجلون الضوء على مختلف الشخصيات فهنا العروس التي لا تريد الزواج وهنا صاحبة صالون التجميل للنساء وهنا حبيب العروس والمصور كل هذه الشخصيات يلتقي بهم "كريم" في رحلته لقص شعره والتقاط صورة من أجل استخراج التأشيرة ..الكل يتعاطف معه ومع قضيته في دراما مليئة بالفكاهة والحزن في آن واحد، ففي كل مرة تشعر وكأن "كريم" سيتمكن أخيرا من عبور الحدود تطفو مشكلة أخرى غير متوقعة.

تنفعل مع "كريم" في كل لحظة فيها يغضب من القوانين البالية بل وتمرد على العادات والتقاليد التي تصبح الشخصيات ضحيتها الفيلم يدعو إلى الاحساس بالحرية والتخلص من تلك القيود.

نهاية الفيلم كانت مفاجئة ومفرحة بقدر ما عانى بطلي الفيلم في رحلتهما، فقد انتصر الحب والهوية في نهاية الأمر.

اقرأ أيضا

"سيدة البحر" تجربة حسية تعكس تمرد فتاة على مجتمع بأكمله

"بيك نعيش" مسألة حياة أو موت تحتاج إلى أكثر من الصبر والإيمان