FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر، 2019 | آخر تحديث:
الناقد الفني طارق الشناوي

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41


في مثل هذه الأيام من العام الماضي ،كان يقف على خشبة المسرح يتسلم جائزة العطاء والانجاز في (أربعينية ) المهرجان ، فهو أحد أهم البنائيين للثقافة السينمائية في عالمنا العربي ، ومهرجان القاهرة كان ولا يزال هو العنوان ، يوسف شريف رزق الله كان متواجد منذ الدورات الأولي التي كان يرأسها الحالم الأكبر الكاتب الكبير كمال الملاخ ، والذي يجب أن نذكره بكل إجلال، وحتى أخر الدورات برئاسة الواقعي الأكبر الكاتب والمنتج محمد حفظي.

قبل أربعين عاما وتحديدا عام 76 ،كنا بحاجة إلى حُلم لكن نصنع مهرجان عالمي فجاء الملاخ ، الآن نحن بحاجة إلى إنسان واقعي ، يدرك أن المهرجان تراجع كثيرا عن اهتمامات الجمهور ، وبات يعاني الخفوت والانطفاء ، فكان ينبغي من حفظي.

وقع أختيار يوسف علي حفظي ، ووضع أسمه أمام وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم.

كان من الممكن ببساطة أن يتولى يوسف القيادة وسط مباركة وترحيب الجميع ،ولكنه لا يعنيه أن يتصدر عادة المشهد أنه ( الدينامو ) الذي يحرك كل التفاصيل والعقل الذي يجيد اقتناص الفيلم والتكريم والندوة ،وتحمست الوزيرة وهي تنتقل لجيل ثان، وواصل يوسف كعادتة عطاؤه اللامحدود للمهرجان.

ولأنني أحد أعضاء اللجنةالاستشارية العليا كنت شاهدا على تفاني يوسف حتي اللحظات الأخيرة وحضوره اللافت ، حتى لو وهن الصوت وتداعت الصحة وثقلت الحركة ، إلا انه قبل ساعات من ذهابة للعناية المركزة كان متواجد معنا في اللجنة متقد الذهن ، يضيف إلينا الكثير من اللمحات .

لا يوجد أحد أحب السينما خاصة الأجنبية إلا وستجد أن يوسف شريف رزق الله قد ساهم ببرامجه المتعددة عبر التليفزيون منذ بداياته ،في النصف الثاني من الستينيات ، في إثارة الإحساس بالشغف ، وفي تقديم الإجابات على مختلف الأسئلة ، ثقافته وتاريخه تجعله أيقونة المهرجانات السينمائية في مصر والعالم العربي .

تكريم يوسف شريف رزق الله يحمل في اعماقه تكريم لقيم التواضع والعطاء ، ،سيظل هو المُعلم الأكبر ، حدوتة سينمائية لا تعرف كلمة النهاية!!