محمد رضا
محمد رضا تاريخ النشر: الخميس، 21 نوفمبر، 2019 | آخر تحديث:
يوسف شريف رزق

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

تعرفتُ على يوسف شريف رزق الله في مطلع السبعينيات. كنت في أول زيارة لي للقاهرة. شابٌّ صغيرٌ يريد أن يلتقي بكل من يحب السينما مثله. لم أكن عرفته أو قرأت له حرفًا لكنني حين التقينا أدركت أن هذا الشاب الأقصر قامة بدنيًا من أترابه من نقاد السينما المصريين (ربما باستثناء المرحوم فتحي فرج) هو من بين أطولهم علمًا وثقافةً.

مواقف لم تشاهدها تليفزيونيا في حفل افتتاح الدورة 41 من مهرجان القاهرة

في ذلك الحين كان ناشطًا في "نادي السينما" وفي نشرتها. كان النادي مركز ثقل لحركة ثقافة سينمائية كبيرة في القاهرة شارك فيها كل المذكورين أعلاه بالإضافة إلى أمير العمري وفتحي فرج وأحمد رأفت بهجت وأحمد الحضري وحسن عبد المنعم وأحمد عبدالعال وآخرين (بعضهم رحل والباقي ما زال معنا). كانت القاهرة، بأسرها، عاصمة للسينما العربية بشقيها التجاريّ والبديل ويوسف شريف كان، بصمت دؤوب، أحد أبرز أركانها.


قارئ هذه الكلمات يعرف يوسف جيدًا وأثره في الحركة السنيمائية بلا ريب. يعرف كذلك خلقه وشخصيته وثقافته الواسعة. تلك الثقافة جعلتنا، أنا وهو والمرحوم محمد خان، ثلاثيًا من الهواة الذين يتبارون في طرح الأسئلة اللغزيّة على بعضهم البعض وحسبان الإجابات الصحيحة. الفائز هو من يعرف في تاريخ السينما أكثر من سواه: "مَن أول مخرج أقدم على تحقيق فيلم كليوباترا في السينما الأميركية؟"، "ما الدور الذي رفضه جورج رافت وقبل به همفري بوغارت فجعله نجماً؟"، "عدد خمسة أفلام وسترن أخرجها انطوني مان".


شاهد لحظة خروج سما المصري من مهرجان "القاهرة السينمائي 41"

أيامها لم يكن هناك كومبيوتر يرجع المرء له سرًّا. وحتى من بعد اختراع الكومبيوتر والهواتف النقالة اعتمد كلٌّ منا على أسئلة حاضرة ومزيج من الذكريات والذاكرة. أذكر أنني التقيتُ به في المغرب ذات مرّة (خلال مهرجان سينمائيّ). ركبنا حافلة المهرجان في رحلة من حوالي ساعة لم نتوقف خلالها عن طرح الأسئلة والرد عليها. كنا نلعب كما الأولاد الصغار.

يوسف شريف رزق الله "يوتيوب" جيلنا..خالد الصاوي في افتتاح القاهرة السينمائي

كان بلغ السادسة والسبعين من العمر عندما بدأ يعاني من تردي صحته قبل الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة. 76 سنة هي سنوات كثيرة على كل من يركض في الحياة سعيًا وراء عمل يحبه ويتمنى البقاء فيه للأبد. على منصة الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة تم الاحتفاء بسنوات خدمته، بدا واهنًا لكن ذهنه كان نشطًا ولم يتوقف عن العمل حتى أيام قبل يوم رحيله.

لا يفوتني أن رحيله بعد أربع سنوات وبضعة أيام من رحيل صديقنا المخرج محمد خان.

أتمنى أن يكون سعيدًا في مثواه كما كان سعيدًا في حياته. كم أتمنى ذلك لكلّ إنسان شريف ومخلص ودؤوب في عمله كما كان هو.

اقرأ أيضا:

تكريم النجوم خلال الدورة الـ 41 من مهرجان القاهرة السينمائي

الصور الأولى من افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي