إيمان مندور
إيمان مندور تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 نوفمبر، 2019 | آخر تحديث:
محمود عبد العزيز

تحل اليوم 12 نوفمبر، الذكرى الثالثة لوفاة الساحر محمود عبد العزيز، بالطبع أردنا الكتابة عنه وإحياء ذكراه تقديرا لمكانته ومسيرته الفنية وحب الجماهير له، لذلك من الوهلة الأولى تساءلت عن ماذا سأكتب؟.. عن أعماله؟ الكل يعرفها.. عن خلافاته مع بعض الفنانين؟ الصحافة لم تترك فيها شيئا إلا وقالته.. عن أسرته وأولاده؟ لا جديد يخصهم فهم كما تركهم والدهم على نهجه.. عن حب الجمهور له؟ ليس بحاجة للتعبير عنه.. إذن ماذا أكتب؟!

بعد بحث في أرشيف لقاءاته وما قيل عنه، وجدت مقاطع فيديو من حلقة الإعلامي محمود سعد عنه بعد وفاته. وكعادته يأخذ منحى مختلفا عن الأخرين في الحديث، الكل يتحدث بالمنطق، ومحمود سعد يتحدث بإحساس الإنسان؛ لم يعدد أعماله وإنجازاته بل تحدث عن محمود عبد العزيز الإنسان، مخاوفه وأحلامه، أحزانه وآلامه، وإن شئنا الدقة قلنا الجانب الخفي منه عن الجمهور.. وكأن هذا ما كنت أبحث عنه.

***

"محمود عبد العزيز الله يرحمه كان ليه دخلة وطلّة مبهجة على الكل.. وكان خواف جدا، سيبكوا م الكلام اللي قاله في (جبل الحلال) عن الموت، لا محمود كان خواف جدا، ولما تيجي سيرة الموت يرتبك ويخاف رغم إيمانه الشديد جدا، واللي أشهد له بيه".

"لقاءاته التليفزيونية لو لاحظتوا هتلاقوها قليلة، لأنه كان قلوق جدا ويرتبك لما يطلع على الهواء، غير الأفلام.. يقولي أنا بقول في الفيلم كلام مكتوب وعارفه، إنما على الهوا برتبك واقلق جدا وممكن معرفش أعبر".

***

البيت بيتك 2008

- أنت جوزاء؟ يعني ليك أكتر من شخصية

- كل البشر جوزاء لأن أي بني آدم جواه خير وشر وحب وكره.. ممكن يبقا بيصلي أو مبيصليش.. بس امتى يطلع النص الكويس وامتى يطلع الوحش.. مفيش حد مفيهوش جزء وحش، أنا عندي إيمان شديد بربنا وإنه لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت.. مباخدش المسائل إن أنا أتكتك لحاجة، مش كسل أو تراخي أو تواكل أبدا.. بس سايبها كده.. ووالله بتجنب إظهار الجزء الوحش.. لكن زي أي بني آدم ممكن اتعصب أو غيره".

***

محمود عبد العزيز شقي جدا وبينطلق في الحياة.. مش محتاج أقول عنه كلام كويس لأنه مش محتاج حد يجمّله، لما تتكلم معاه يقولك الورديان (الحي الشهير في إسكندرية) هي اللي علمتني الجدعنة وحب العمل والكفاح.. ناس بتخرج وناس بتصطاد وناس بتخرج للمينا.. الناس كلها بتجاهد في الحياة.. كل ما تتكلم يقولك أنا آه عايز اضحك الناس وابسطها لكن برضو عايز اقول حاجة.

***

جبل الحلال 2014

اللى يخاف من الموت يبقى تعبان أوى.. كيف تخاف من خواف.. طبعا خواف لو مش خواف مايجيش مستخبى.. أقولك هو مش خواف هو خجول لدرجة أنه مش عايز حد يشوفه.. قربت منه وقرب منى كتير وحسيت بأنفاسه.. للموت أنفاس خفيفة زى النسمة ما يحسهاش إلا المقصود، تحس ببرد نضيف داخل صدرك.. هوا.. ملهوش مصدر ريحته جميلة.. بيروحك من الحتة اللى إنت فيها .. تبقى شايف الناس والناس شايفاك لكن لا تقدر تكلمها ولا تقدر تقولهم يبعدوا، كل اللى عليك تعمله إنك تصاحبه تطاوعه.. آه لو كل حد عرف أنه هيقابله مرة واحدة مكنش حد عمل الشر ده.

***

محمود عبد العزيز كان في داخله أشياء كثيرة جدا وارتباك وتوتر كبير جدا، طول الوقت عنده هاجس ووسواس أنت مش عارف هو إيه.. لما سمعت إنه عيان في المستشفى روحت كان نايم والزيارة ممنوعة، لكن عرفت بطريقتي إيه الحالة الصحية والوضع، هي نفس الحالة اللي مر بيها أحمد زكي ونور الشريف ودي حاجة ملفتة إن التلاتة يموتوا بنفس الحاجة.. ورق حالته االصحية لف دول العالم كلها.. لكن كانت المسالة منتهية.

***

الساحر حب أن يُدفن في مقابر أم كبيبة اللي جنب الورديان واللي مدفون فيها أسرته، وطلب من محمد ابنه إنه يرش عليه المقبرة بماء البحر.

الحكاية باختصار راجل عنده حلم وسعى ليه.. فكان محمود عبد العزيز.

اقرأ أيضا:

صورة- تعاون ابني عادل إمام ومحمود عبد العزيز.. هل يصلح الأبناء ما فسد بين الآباء؟

عن الله والموت والحياة... تفاصيل المكالمة الأخيرة بين محمد محمود عبد العزيز وهيثم زكي