سول (كوريا الجنوبية) - رويترز : تشتهر كوريا الشمالية بإنتاج صواريخ ذاتية الدفع ، وببرنامج لإنتاج الأسلحة النووية ، لكن لا يعرف عنها أنها منتجة لشخصيات أفلام الرسوم المتحركة.

وسيكون فيلم "الإمبراطورة تشونج" أول فيلم رسوم متحركة على الإطلاق منتج في كوريا الشمالية الشيوعية يحظى بانتشار واسع النطاق في دولة رأسمالية عندما يبدأ عرضه في كوريا الجنوبية يوم الجمعة.

ويبدأ عرض الفيلم في بيونجيانج في 15 أغسطس اليوم الذي تحررت فيه شبه الجزيرة الكورية من الحكم الاستعماري الياباني لتقسمها قوات الحلفاء في اليوم ذاته إلى شمال وجنوب.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم في الكوريتين في وقت واحد ، والمرة الأولى التي يعرض فيها فيلم للمخرج نيلسون شين.

قال شين "انتجناه معاً وسنشاهده معاً. لا يمكن أن أشعر بسعادة أكبر من هذا".

وفيلم "الامبراطورة تشونج" من إنتاج وإخراج شين الذي يدير أيضا استوديو لأفلام الرسوم المتحركة في شركة اكوم برودكشن الكورية الجنوبية الذي ينتج أيضا فيلم "آل سيمبسون" منذ عرضه لأول مرة في عام 1989.

ومنتجو "آل سيمبسون" في هوليوود تحولوا إلى شركة أكوم للوصول إلى شبكة مخرجي أفلام الرسوم المتحركة الذين يتميزون بمهارة كبيرة في كوريا الجنوبية القادرين على إنتاج الفيلم بتكلفة أقل لانهم يتقاضون أجورا أقل.

وتحول شين بدوره إلى مخرجين من كوريا الشمالية نظراً لمهارتهم الكبيرة.

كما تشير تقارير صناعة أفلام الرسوم المتحركة إلى أن أجور مخرجي كوريا الشمالية أقل من أجور أقرانهم في الجنوب ، وتعادل تكلفة أجور صانعي الرسوم المتحركة في كوريا الشمالية واحداً على سبعة من تكلفة الأجور في المراكز الأخرى الرخيصة مثل الصين.

واستغرق انتاج فيلم "الأمبراطورة تشونج" ثمانية أعوام والعديد من الرحلات التي قام بها شين للصين لاقامة مكتب اتصال لتسهيل العمل مع استوديو سيك لافلام الرسوم المتحركة في كوريا الشمالية ورحلات إلى الصين ثم إلى بيونجيانج للاشراف على الانتاج.

وقال شين لرويترز "اقتصاد السوق يدخل الى أفلام الرسوم المتحركة في كوريا الشمالية."

والرسوم المتحركة واحدة من الاشياء القليلة التي تستطيع كوريا الشمالية بيعها لمستثمرين أجانب.

وتأسس استوديو سيك المملوك للدولة في عام 1985 وأصبح واحدا من أكبر استوديوهات الافلام المتحركة في العالم وطبقا لمنشورات صناعة الترفيه فان عدد العاملين فيه يزيد على 1500 عامل.

ويقوم الاستوديو بتنفيذ أعمال الرسوم المتحركة للانتاج الايطالي والفرنسي والاسباني كما انشأ قناة تلفزيونية خاصة به تقدم حيوانات تعيش في عالم طبيعي يخلو من الدعاية التي تمجد كيم ايل سونج زعيم كوريا الشمالية.

وتخرج جامعات كوريا الشمالية الفنانين الذين يعملون في استوديو سيك. ويحرص الاستوديو على أن تكون له منافذ في مهرجانات الترفيه الدولية حيث يسعى لبيع منتجاته وعقد اتفاقات للانتاج الدولي.

والتقى شين مع مسؤولين من استوديو سيك في معرض لصناعة الترفيه في سنغافورة في أواخر التسعينات. وناقش فكرته لانتاج الفيلم وحصل على بطاقة تعارف من مسؤول في سيك وبعد سنوات قليلة كان يجري محادثات عمل مع الشركة.

وكان شين يفكر في تنفيذ 40 دقيقة من فيلمه في كوريا الجنوبية و40 دقيقة في كوريا الشمالية لكنه مهارة العاملين في استوديو سيك استحوذت عليه فيما بعد وقرر تنفيذ الرسوم المتحركة كلها في استوديو سيك في بيونجيانج.

وولد شين في مكان أصبح جزءا من كوريا الشمالية لكنه انتقل للجنوب مع عائلته عندما كان طفلا اثناء الحرب الكورية.

وزار استوديو سيك حوالي 15 مرة للاشراف على الإنتاج حيث عمل في الفيلم فريق يضم 500 عامل.

وفيلم "االامبراطورة تشونج" مأخوذ عن قصة شعبية كورية عن فتاة تقوم بمهمة لاعادة البصر لوالدها الضرير مما يعني محاربة إله البحر المتوحش.

وشارك الفيلم بالفعل في عدد من المهرجانات وحصل على عدد من الجوائز.

ولا خلاف بين النسختين الكورية الشمالية والكورية الجنوبية إلا من جانب واحد ، فالاصوات في النسخة التي تعرض في بيونحيانج مسجلة بأصوات ممثلين من كوريا الشمالية يتحدثون بلهجة أهل الشمال.