FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الأربعاء، 10 أغسطس، 2005 | آخر تحديث: الأربعاء، 10 أغسطس، 2005

تونس - (رويترز): "علينا ان نطلق الصرخة تلو الصرخة .. علينا ألا نتوب على حلمنا ولو مرة".. هكذا بدأ الفنان اللبناني مارسيل خليفة أحد رموز الاغنية العربية الملتزمة حديثه عن ضرورة التصدي لكل الانكسارات والهزائم السياسية والاجتماعية والانهيارات الذاتية ، وصولا الى تلوث المشهد الثقافي العربي.

وقال خليفة الذي منحته منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" لقب "فنان السلام" في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء بالعاصمة التونسية ، بمناسبة مشاركته في الدورة الحادية والأربعين من مهرجان قرطاج "خندق الثقافة سنحاول أن نرابط فيه مدافعين عن تلك القيم وسنحاول ايضا الصمود في وجه الانحطاط."

وأضاف خليفة ثائراً على الوضع السياسي والثقافي المتردي "حريتنا الاخيرة أن نتمسك بقناعاتنا بعد مصادرة كل شيء بلا استثناء فالنظام العالمي الجديد حولنا الى جموع خائرة مستنفذة وذليلة تتمرغ... وكذلك تفاهات التلفزيونات الملونة والاستهلاك الرخيص."

ودعا خليفة الشعب العربي الى الحوار والتسامح قائلا "تعالوا فلنتحاور وبصدق وبعمق عن العجز والتسلط والفساد والتكاذب.. سيقودنا حوارنا الى اكتشاف طرقنا السلمية الى الحرية ، وسنصل الى مبادرة ذاتية نقطع بها على المحتلين بأنهم قادمون لهدايتنا وايصالنا الى الطريق الصحيح ، بواسطة الدبابات والمدافع والقمع والقتل والتشرد والتدمير المقصود لثقافتنا وذاكرتنا وأرضنا ورجالنا ونسائنا."

وحمل الفنان اللبناني الذي تمنع أغانيه في عدد من البلدان العربية مسؤولية الانكسارات الشاملة والجراح العربية العميقة الى الأنظمة الحاكمة ، والتي وصفها بأنها تحاول أن تدوس على القيم وحتى على الحريات.

ولم ينس خليفة أن يذكر ويندد "بالظلم والقهر الذي يتعرض له الفلسطينيون وبالحرب الجائرة على العراق" مستغرباً ان يكون ذلك ضمن "هامش المشهد بالنسبة للعرب".

لكن رغم ذلك فان تفاؤل هذا الفنان وثورته لا يزالان يكبران حيث يقول "رغم الجراح سنعيد الثقة في الروح.. رغم الهزائم والانهيارات الشاملة يجب ان نقول ونصرخ لا ولا ولا."

وتابع يقول مطالباً العرب بالانفتاح على الثقافات والحضارات الاخرى "التشابك الحضاري مهم وعندما يبدأ الانغلاق يبدأ الانكسار."

وقال خليفة الذي غنى للثورة والحرية والحب أن الثقافة العربية قادرة على إقناع الجميع بقيمتنا الحضارية مضيفا "في رحلاتي الفنية اصدر الثقافة والفن وقضايا الحب والحرية والعدالة ، مثلما يعتقد الغرب أننا نصدر الارهاب."

واشتهر خليفة بغنائه بصفة خاصة من أشعار الشاعر الفلسطيني محمود درويش منذ أول ألبوم له في نهاية السبعينات حين لمع نجمه عندما أخذ يتغنى بقصائد فلسطينيين ولبنانيين تحض على القتال ضد الاحتلال الاسرائيلي وتحرض الفقراء على الثورة.

وعن علاقته بالشاعر محمود درويش الذي سيكرمه مهرجان قرطاج أيضا قال خليفة "علاقتي مع درويش لم تنقطع ولو مرة ، وتعاملي معه مستمر حتى أخر ألبوم لي "مداعبة"."

واستدرك يقول "أريد ايضا أن أغني للحب.. للفرح.. للورود. لا أريد أن يجبرني العدو أن أغني أو أن أعزف لوناً واحداً هو لون حزن والجراح. أغني واعزف كل الألوان وأقفز بموسيقاي وأغاني على جراحي."

وأضاف مفسراً "الثورة ليست محصورة في تحرير الارض.. الثورة في تحرير النفس ، وتحرير القيم الجميلة المحاصرة قبل اي شيء."

وأوضح خليفة الذي غاب عن مهرجان قرطاج أكثر من عشر سنوات احتجاجاً على ما عرفه المهرجان من تراجع وفقدان لبريقه ، بعد اعتلاء "أشباه الفنانين" مشهده الرئيسي ، أنه سعيد جداً بالعودة الى قرطاج ، بعد أن بدأت محاولات إنقاذ هذا الصرح الثقافي.

وتابع يقول "كل الناس كانت تتطلع الى قرطاج.. وفي الآونة الاخيرة أصبح هناك إستسهال ، وأصبح مشهده مثل باقي الفضائيات العربية الكبرى، وللاسف أمتدت هذه السنوات.. لكن يا قرطاج سنستأنف معكم ذلك الرحيل الشاق نحو البحث عن ليلة ضوء لبداية تتجدد."

ويعود خليفة ليغني مساء الاربعاء على مسرح قرطاج في اطار الدورة الحالية من المهرجان الذي يستمر حتى 15 اغسطس الجاري ، إضافة الى حفل ثاني بتونس ينتظر أن يقدمه بمهرجان الحمامات.

واتهم مارسيل خليفة مجدداً اثرياء الخليج علناً بالمسؤولية عن تردي الذوق العام ، وسيطرة الاغنية التجارية قائلا "اقولها صراحة ان اثرياء خليج النفط هم اسباب تردي الوضع الفني الحالي وتلوث المشهد الثقافي وأموال النفط هي سبب البلية ، ونأمل أن يكون لأصحاب أموال النفط يوماً ما مشاريع ذات توجهات ثقافية وإبداعية."