FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الأحد، 28 ديسمبر، 2008 | آخر تحديث: الأحد، 28 ديسمبر، 2008
خالد النبوي

حوار: محمد عبد الخالق
كتبت: مي جودة
تصوير: محمد ممدوح


في حديث سريع لموقع FilFan.com مع الفنان خالد النبوي، تحدث عن فيلمه الأخير "دخان بلا نار"، أوضح خالد أسباب قبوله الاشتراك في الفيلم، ووجهة نظره في القضية التي يناقشها، التي تتلخص في كلمة واحدة هى: "القمع".

في البداية كلمنا عن قصة فيلم "دخان بلا نار"
بالطبع لا أود أن أحكي قصة فيلم موجود حاليا في السينما، وأفضل أن أعرف رأي الجمهور بعد مشاهدته، ولكن الفكرة العامة للفيلم هي شاب مصري يسافر لبنان لتصوير فيلم عن القمع في العالم كله، متصورا أن لبنان بلد يتمتع بهامش حرية أكبر من باقي الدول العربية، ومن خلال الفيلم نعرف إذا كان لبنان بلد حرية أم لا.

ما الذي جذب خالد النبوي لفيلم "دخان بلا نار"؟
بالإضافة لكل ما قلته يوجد شيء أساسي إعجابي بالدور، فهو دور حلو شعرت بصدقه وبأني أريد أن أقوم به، كما أعجبني السيناريو والمخرج بالإضافة إلى وجود منتج مهم مثل جابر خوري.

هل هذه هي الشروط التي تبحث عنها في أي عمل؟
أحاول قدر المستطاع، فأحيانا لا تتوافر كل هذه الشروط في العمل، ويجب أن أعمل من أجل الاستمرارية، فهي شيء مهم، فالغياب زيادة عن اللزوم خطأ، فيجب أحيانا أن تستمر حتى لو من خلال عمل معقول، ولكن طوال الوقت تريد تقديم عمل مثل "دخان بلا نار"أو "المهاجر" أو"المصير" أو "مملكة الجنة".

ما قصة "اللحية" التي اشترطها المخرج لقيامك بالدور؟
بطل الفيلم شخص بلحية، كما أن فكرة اللحية تليق جدا على شخصية المخرج التي أقوم بها، كما أن مخرج الفيلم أعجب بمظهري في "المهاجر"، وأي شيء يتطلبه الدور أنفذه.

هل تعتبر سفرك للتصوير بلبنان في ظل الحرب مغامرة أم حماس فني؟
لا هذا ولا ذاك وإنما أعتبره "احتراف"، فأنا وقعت على عقد فيلم مع شركة، وأعلم مكان تصويره، وأعلم الظروف والمشاكل في هذا المكان، ولو قلت أنني لم أخف أكون كاذبا، فخوفي كان قبل السفر عندما بدأت الحرب والانفجارات واستمرت أيام التصوير، ولكنه لم يكن بالدرجة التي تمنعني من القيام بعملي.

ولماذا تم تأجيل البدء في التصوير الفيلم؟
التأجيل كان قرار المنتج، فالمنتج جابي خوري هو الذي أجل التصوير مرتين.

قمت بالعديد من أفلام مهرجانات وأفلام للتاريخ مثل أفلام يوسف شاهين و"دخان بلا نار" وأيضا قمت بأفلام من أجل التواجد الجماهيري كما قلت
مقاطعا: لا أحب تصنيف الأفلام، فتواجد فيلم في مهرجان شيء رائع جدا، فأنا لا أحب الفصل بين الاثنين، "المهاجر" صنع جماهيرية كبيرة جدا سواء في السينما أو عند عرضه في التليفزيون و"المصير" نفس الحكاية، كما أتمنى نفس الشيء لـ"دخان بلا نار"، بالعكس فأنا أقوم بالدور لأنني أحبه ولأنني مؤمن به، فمن وجهة نظري كلما كان الفيلم قيمته أكبر كان أفضل لأنه يعيش أكثر، لكن لا يوجد أفلام مهرجانات وأفلام جماهير، المهم أن يعبر العمل عن الناس.

ما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء تصوير "دخان بلا نار"؟
المشاهد الصعبة كانت من وراء الكاميرا، لأن قوات الأمن الداخلي اللبناني كانت تؤمن التصوير نظرا لظروف الحرب والانفجارات، وكانت أول أيام تصوير قاسية إلى أن اعتدنا على الجو، فكنا محاطين بجو من القلق، وكله زال بمجرد أن اعتدت عليهم.

أما في التصوير فالدور صعب جدا على الرغم من أنه المفترض أن يظهر بشكل بسيط وسلس، فهو مسافر ليكتشف ولا يعبر كثيرا فهو "يشتري أكثر مما يبيع"، أما أصعب مشهد فهو مشهد التعذيب، الذي تم تعليقي فيه من رجلي ورأسي لأسفل، كان صعبا نفسيا وجسديا.

فيلم "دخان بلا نار" يدين مَنْ بالتحديد؟
يدين الممارسات القمعية الموجودة في كل العالم، وليس خاصا بحكومات بعينها، فمثلا أحداث سجن أبو غريب تعتبر ممارسات قمعية في العراق، وما حدث في جوانتانامو، فالعالم موجود منذ ملايين السنين ويجب أن نسير في تجاه التحضر، وجزء من التحضر أن تتخلص من الممارسات القمعية.

هل حاول الفيلم تقديم حلول؟
الحل لا يأتي من الفيلم بل يأتي من الناس، فلماذا يستسلم الناس للكسل، ويريدون حلولا جاهزة بدون تفكير، فكل الأديان والتاريخ والثقافات تأمرنا بالتفكير، فلماذا لا تريد أن نفكر؟!

هل كان هناك رمز في المشهد الذي حاول فيه الرجل تأمين نفسه فمات؟
لا لم تكن هناك رموز في هذا المشهد، فهذا جزء من العالم، وما أردنا قوله من هذا المشهد أن الإعلام أحيانا يضخم أشياء غير صحيحة، وظهر ذلك في المشهد الذي تلاه عندما ظهر المذيع يقول: "اكتشفنا أن تنظيم القاعدة له علاقة بالموضوع".

لا يوجد بالفيلم "خط سرد" واحد متصل من البداية للنهاية إلا شخصية "خالد المصري"، ما تعليقك؟
باقي أحداث الفيلم عبارة عما يراه خالد، فهو يرى هذا المجتمع ويسجل ما يراه.

العديد من النقاد صنفوا الفيلم "تسجيلي" وليس "روائي"، فما رأيك؟
الفيلم روائي، لأنك شاهدت أن خالد شاب مصري عاش في المجتمع اللبناني، فترى حبيبته وأصحابه والناس المعارضين له، كما ترى ما يراه هو وشعوره وكيفية تعبيره عنه.
أما من رأوه تسجيليا فهذا يعود إلى أننا نتحدث عن شيء حدث بالفعل في مجتمع ما، ودوري مخرج سافر للتصوير وكتابة السيناريو، فمن خلال كتابته لهذه المشاهد نرى المجتمع، فالفيلم طريقة جديدة في عرض السيناريو.

هل الفيلم كان يتعامل من خلال الرموز أم سرد واقع فقط؟
الفيلم لا يحتوي على أي رموز بالعكس فهو كله سرد واقع يحدث، فمثلا مشهد الرجل الذي قتل على أيدى حرس الموكب الأمريكي، والذي وضعت زوجته يوم موته ولدا، من الممكن أن يحمل معنى الموت والحياة، ولكن المقصود من هذا المشهد هو معرفة الواقع المر، فالولد يولد وأبوه مات، فلماذا لا يأتي للحياة ويجد أبوه.

هل حفاظك على الثبات والهدوء في أدائك بالفيلم من توجيهات المخرج أم منك؟
الاثنين معا، وأيضا بما تتطلبه الشخصية، فالدور لشخص غير منفعل، فهو سافر ليرى ويرصد، فعليه أن يكون صافيا وذا طبيعة بريئة، وفي النهاية يجد نفسه مذنبا ويتهموه ويعذبوه، فتتعاطف معه.

المخرج حرمنا من رؤية رد فعل "خالد" في مشهد من أهم مشاهد الفيلم وهو الشرب من الصحن، فما رأيك؟
أرى أن من أجمل الأشياء أن يقوم المخرج بأشياء غير متوقعة، فإذا توقعت أن يقوم بعمل "close" على وجهي في هذا المشهد ولم يحدث يكون أحسن.

قدم الفيلم مشهد القبض عليك مطابقا لمشهد القبض على صدام حسين، فهل كان هذا سخرية؟
بالطبع فالفيلم يسخر من الإعلام وكلامه، فكل ما يحدث ينسب لتنظيم "القاعدة" ليرهبوا الناس على الرغم من أنهم يقوموا بأكثر من ذلك، فمثلا جورج بوش ظل يرهب الأمريكان من تنظيم "القاعدة" وفي النهاية فهم الأمريكان اللعبة فأطاحوا به وبحزبه.

هل شعرت بفرق في التمثيل مع سيرين عبد النور في فيلم "المسافر" عن فيلم "دخان بلا نار"؟
كإنسانة لا، فهي شخصية جميلة جدا، أما كممثلة فيوجد فرق فهي مختلفة في "المسافر" عن "دخان بلا نار".

هل أحزنك عدم عرض الفيلم في "مهرجان القاهرة السينمائي"؟
أحزنني أسباب رفضهم للفيلم، فهي أسباب غير فنية أي سياسية، وبهذه الطريقة تتحول لجنة المشاهدة في مهرجان من المفترض أن ينشر الثقافة، إلى لجنة رقابة تنشر القمع، فهذه هي المشكلة ومنع الفيلم من المهرجان يؤكد فكرة الفيلم.

هل حذفت أي مشاهد من الفيلم؟
في مصر حدث بالفعل، فمقدمة الفيلم ومدتها ثلاث دقائق عبارة عن تمهيد للفيلم عن الفكرة والمكان.

وفي النهاية فكرة عمل فيلم عن لبنان يتكلم عن هذا المجتمع من الأمور المهمة، لأنه كما يرى الناس في مصر لبنان من خلال "الفيديو كليب" عبارة عن "مايوهات" وديسكو ورقص وبحر، يجب أن يروا الجانب الآخر المليء بالمشاكل والطوائف والصواريخ والقتل والاغتيالات.

شاهد لقاء خالد النبوي مع في الفن