محمود مجدي
محمود مجدي تاريخ النشر: الثلاثاء، 27 أغسطس، 2019 | آخر تحديث:
إبراهيم عيسى

كتبت سيناريوهات لكبار النجوم، ولم تنفّذ بسببي

أحمد زكي اتحايل عليّ بسبب فيلم "السادات"

أتمنى وجود مشروع متكامل لي في ذاكرة السينما

خالد الصاوي لم يقلدني في فيلم "الضيف"

هوس النجوم بالإيرادات غير صحي على الإطلاق

لن أكرر تجربة التمثيل مرة أخرى


السيناريو هو العمود الفقري للعمل الفني، والسيناريست يلعب دورًا أساسيًا في صناعة الفيلم أو المسلسل، هو رب العمل الفني الحقيقي حتى لو لم تسلط عليه الأضواء بالشكل الكافي. واعترافًا منّا بقيمة ومكانة السيناريو قررنا فتح هذا الملف ومحاورة أهم رموز ورواد كتابة السيناريو في مصر، والحديث معهم عن أهم أعمالهم، والصعاب التي واجهوها في مشوارهم، وتفاصيل صناعتهم للعمل الفني، ومناقشتهم كذلك في العديد من القضايا الفنية التي تدور على الساحة حالياً، ونستضيف اليوم الكاتب والسيناريست إبراهيم عيسى.


كيف بدأ شغفك وحبك بالسينما؟

علاقتي بالسينما بدأت بسينما النصر في قويسنا وهي عبارة عن سينما صيفي في منطقة خلاء تحيطها بعض البيوت البعيدة ذات الأدوار العالية نسبياً والتي تتيح لسكان هذه البيوت مشاهدة الأفلام من شرفات بيوتهم. الوعي بالسينما تشكل كذلك عن طريق أغاني عبد الحليم حافظ في فيلم "شارع الحب"، وكانت هذه الأغاني يشغلها العاملون بالسينما بين الحفلة والأخرى. ولا أنسى أنني كنت أشاهد حركات فريد شوقي في السينما وأقلدها في البيت. كما كنت أكتب أفيشات الأفلام وأنا طفل، أقلدها كما هي مرسومة في الجرائد مع الفارق أنني أكتب "أفلام إبراهيم عيسى تقدم". أيضا انضممت لفرقة التمثيل في مدرسة أحمد عرابي الابتدائية وحصلت على جائزة أحسن ممثل على مستوى المحافظة.

هل حدثت أي معارضة لنشاطك وحبك للفن بحجة أنه حرام من محيط عائلتك في ذاك الوقت؟

أنا ابن شيخ أزهري، وابن عائلة متدينة، أتذكر أننا كنا نحتفل بعيد ميلاد كل فرد من أفراد العائلة، وكنا نقيم حفلة نغني فيها ونبتهج، ويوجد مقدم للحفلة، وكل فرد يقول كلمة، كنا مشغولين بالفرحة والاستمتاع الحقيقي بمباهج الحياة، ولم تكن هذه المفاهيم مطروحة من الأساس، وعندما بدأت هذه المفاهيم تنتشر في الشارع كنت محصنًا بالثقافة والتربية المنفتحة والمتسامحة وبالتدين الحقيقي، فكنت عاملًا مقاومًا ومواجهًا وليس مستسلمًا ومنبطحًا.

متى بدأت علاقتك بكتابة السيناريو؟

استمر الشغف بالسينما موجودًا ومشتعلًا بداخلي حتى جاء عام 1986، وخلال هذا العام بدأت في عمل سلسلة حوارات مع الكاتب الكبير الراحل صالح مرسي، وعرف مدى حبي وشغفي بالسينما، فأعطاني سيناريو فيلم اسمه "الكذاب"، ونصحني بقراءته. كما حصلت على جائزة أحسن قصة على مستوى الجامعات المصرية من الجامعة الأمريكية، ونشرت مجموعة قصصية أثناء دراستي، فقرر "صالح" أن أتخصص معه في كتابة أدب التجسس، لكنني تراجعت بعد ذلك لأنه كان لدي مواقف سياسية حادة وغير متوافقة مع النظام في ذلك الحين، فاعتبرت أن هذا سيُحدث نوعًا من التداخل فآثرت الابتعاد وهو احترم رغبتي بشدة.

لكن لم تنقطع رغبتي في كتابة السيناريو، وكنت أعيش فترة من التألق داخل روز اليوسف في أواخر الثمانينيات وبدايات التسعينيات، وتعرفت على الكاتب الكبير وحيد حامد، وعرضت عليه سيناريو كنت كتبته في هذه الفترة، فقال لي صراحة: "لو كنت عايز تحترف السيناريو بقى، تعالى نريح السيناريو اللي أنت كاتبه ده كدا، ونبدأ نتعلم ونكتب السيناريو"، ووافقت بحماس لكن انشغلت بأمور عدة بعدها للأسف، حتى شاهدت فيلم "آخر شتا"؛ مشروع تخرج المخرجة ساندرا نشأت، وأعجبت بالفيلم، والتقيت بها أكثر من مرة، وتحمست للعمل معها، فكتبت معها سيناريو فيلم "الليل وآخره"، وبدأت دورة كاملة من السيناريوهات مع الفنان والمنتج حسين الإمام والمخرج محمد خان والفنان أحمد زكي والفنان محمود عبد العزيز والفنان يحيي الفخراني والفنان أحمد أدم، وكل هذه السيناريوهات لم تنفذ للأسف.

ما الأسباب التي كانت توقف تنفيذ هذه السيناريوهات؟

أنا؛ كان لدي درجة من الاعتداد والإيمان المفرط بما أكتب لدرجة أنني كنت أتعامل معه كالنص الأدبي، لا أقبل التدخل فيه بسهولة ولا أوافق على أي تعديل أو ملحوظة، على الرغم من أنها تأتي من أساتذة كبار لكنني كنت غليظًا وفظ المشاعر تجاه هذه الملاحظات، ولا أنكر أنهم بذلوا مجهودًا حقيقيًا في محاولة تهدئة حساسيتي الزائدة تجاه نصوصي، وأتذكر أن الفنان الراحل أحمد زكي جمعتني به جلسة وقت التحضير لفيلم "السادات"، وبجلالة قدره وبعظمة منزلته وبحبه الشديد لصديقه ولإيمانه بموهبته كان "يتحايل عليّ" فعلياً كي أقدم تنازلًا عن فيلم "السادات" ويُعرض العمل باسمي احتراماً لجهدي في كتابة هذا الفيلم، وأنا باعتداد شديد بنفسي رفضت ذلك تماماً على اعتبار أن هذا النص ليس نصي.

طوال فترة عملك كرئيس تحرير لصحف مختلفة ومتنوعة تحرص على اختيار الصحفي الفني الموهوب الذي لديه خلفية فنية وأدبية.. هل هذا صحيح؟

نعم، أنا لا أستطيع العمل مع صحفي لا يحب السينما، كما أن تجارب مثل "الدستور 1 و2" و"التحرير" و"المقال" ومجلة "فرجة"، لو قلت رأيي فيها كصحفي بعيداً عن كوني رئيس تحرير فكل هذه الإصدارات احتوت على أفضل صفحات فنية في تاريخ الصحافة المصرية.

إذا انتقلت لأول أعمالك السينمائية فيلم "مولانا،" في تقديرك، هل "حاتم" جاني أم مجني عليه؟

الشيخ حاتم استطاع أن يصنع توازناً يقول فيه ما يريد أن يقوله، ويرفض ما دون ذلك، وفي الفيلم يقول جملة نصها: "أحيانا مبقولش حاجات عايز أقولها لكن عمري ما أقول حاجة مش مؤمن بيها". كان يتفادى الألغام طوال الوقت حتى لا تنفجر فيه، لم يتورط في نفاق، أو في إذلال نفسه لأحد، وسلاحه الوحيد كان التهكم بطريقته "اللي متخسروش ولا تؤذيه في نفس الوقت".

بالانتقال لفيلم "الضيف"، هل تعتقد أن شخصية "أسامة" نموذج لإرهابي هذا العصر؟

بالتأكيد، والإرهابي شخصية نمطية في الواقع بالمناسبة، فأي شخص عندما يتحول إلى إرهابي يرتدي الزي الباكستاني، ويطيل لحيته حتى صدره، ويبدأ في الحديث باللغة العربية الفصحى، ويأخذ في تحريم كل شيء حوله، وإذا انضم لتنظيم إرهابي يسمى نفسه أبو جعفر أو أبو إسلام، ويتحول إلى نموذج نمطي تماماً، وعندما ننقل هذا النموذج إلى الشاشة، يتحدث بعض النقاد على أنه يقدم بشكل نمطي رغم أنه شخصية نمطية أساساً في الواقع، لكن هناك بعض التيارات الإسلامية أخذت في صنع نمط بديل وموازي للنمط الذي تحدثنا عنه، يقوم على رسم الابتسامة البلاستيكية، والبذلة والقميص، والحديث باللغة الإنجليزية، والصوت الهادئ قليلاً مثل نموذج أسامة تماماً، وهذا النمط الجديد لشخصية الإرهابي أكثر خطورة وضرراً بالتأكيد.

بعض النقاد تحدثوا بأن حجة الإرهابي لم تكن قوية في مواجهة حجة الدكتور يحيي التيجاني، ما تعليقك؟

وهل يظنون أن حجة الإرهابي يجب أن تكون قوية؟ لو كانوا يظنون ذلك فهم مؤمنون بالإرهابي، فحجة المثقف قوية لأن هذا هو الطبيعي، ومشكلة بعض النقاد للأسف أنهم لا يدركون هم يقيموا الفيلم على أي أساس، فمرة يقولوا أنه شخصية نمطية، ومرة يقولوا أن حجته ضعيفة، ومرة يقولوا أن يحيي التيجاني هو إبراهيم عيسى، ولو افترضنا ذلك يا سيدي، فأنا لو أعطيتك الآن دور طبيب جراح لتمثله في فيلم لي، أول شخصية ستأتي في ذهنك هي الدكتور مجدي يعقوب، هذا ما حدث في الضيف، فخالد الصاوي استدعى شخصية إبراهيم عيسى، لم يقلده، وهذا من المفترض أن يكون نقطة تميز له وليس انتقاد، أنه نجح في تجسيد شخصية كاتب وباحث في الدراسات الإسلامية واستطاع أن يأخذ بعض التفاصيل من شخص يعمل في نفس المهنة في الواقع.

ما أوجه الاختلاف بين السيناريست إبراهيم عيسى عام 1996 وعام 2016؟

كاتب السيناريو ليس المسئول الأول عن العمل السينمائي، هو أحد العناصر الرئيسية بكل تأكيد، لكن صاحب الفيلم هو مخرجه، أي أن كل فيلم أكتبه هو "فيلمنا" وليس فيلمي، وهذا هو الفارق ما بين السيناريست إبراهيم عيسى عام 1996، وعام 2016. خلال العشرين عاماً تعلمت أن المدرسة التي يجب أن أحتذي بها هي مدرسة نجيب محفوظ، فهو مسئول عن رواياته لكن عندما يكتب سيناريو يفعل ذلك مع المخرج ومع صناع العمل، فتكون مهامه الأساسية هي بناء فني، خلق عالم، صناعة فلسفة للعمل الفني السينمائي وكل هذا بشراكة مع المخرج لأنه هو الذي سيحول هذا الورق إلى صورة، فيتحول المخرج إلى مايسترو بالمعنى الحقيقي، أما أنا فأقرب إلى عمر خيرت على البيانو، مؤلف الموسيقى وليس موزعها.

ما مواصفات السينما التي تحلم بتقديمها؟

أحلم بتقديم سينما مثل سينما رأفت الميهي عندما عمل مع كمال الشيخ، مثل سينما محمد مصطفى سامي عندما عمل مع حسن الإمام، مثل سينما بشير الديك مع عاطف الطيب، سينما فيها المخرج والسيناريست موازين لبعضهما البعض وليس هناك طرف أقوى من طرف آخر، كما أنني من منطقة ثقافية وفكرية وسينمائية مختلفة عن السائد في السوق السينمائي، ويهمني أن يكون السوق متعددًا ومتنوعًا، فإذا كان لدينا 35 فيلمًا أنتجوا هذا العام، منهم فيلمان لإبراهيم عيسى مختلفان في القضية أو الفلسفة أو الحوار، هذه النسبة تغني السينما في رأيي، وعندما تنظر لأفلام كمال الشيخ على الرغم من اختلاف السيناريستات إلا أن الروح واحدة، يوجد مشروع سينمائي متكامل اسمه كمال الشيخ، هذا ما أطمح إليه، وأتمنى مع اختلاف وتنوع المخرجين الذين أعمل معهم أن يوجد مشروع سينمائي متكامل لإبراهيم عيسى في ذاكرة السينما.

هل نستطيع القول أن محاربة التطرف الديني من أهم ملامح مشروع إبراهيم عيسى السينمائي؟

بالتأكيد، لكن بدون استخدام وسيلة واحدة لمحاربة التطرف الديني، ففيلمي الجديد "صاحب المقام" لا يوجد به "خناقة" التطرف لكنه كله ضد التطرف من البداية وحتى النهاية، فأي فيلم مهما كانت درجة تعقيد قضيته أو رسالته يجب أن يكون لطيف ومضحك وهذا مأ أسعى إليه.

ما أهم أزمات الكتابة السينمائية والدرامية في مصر من وجهة نظرك؟

في الدراما، يسود نوع من الكتابة لا ينتج عنه أعمالا عظيمة كما قلت، حيث إن التصوير يبدأ قبل أن يتم الانتهاء من السيناريو، ويبدأ العرض قبل أن يتم الانتهاء من التصوير. أزمة الفن في مصر أن أهم شيء في العمل هو النجم ثم ملحقاته، فحاليا يتم الكتابة للنجم، وفى بعض الأحيان يكون المسلسل فكرة النجم نفسه، وهذا فنيا صعب جداً، لذلك أعتقد أن الدراما الرمضانية ستلقى نفس مصير الفوازير، ولن تصبح موجودة مستقبًلا. وهذا ليس معناه فناء الدراما فقد يكون البديل صناعة فن ليس تجارياً بدون تحكمات، ويقدم مباشرة للمشاهد مقابل ثمن الخدمة التي يتحصل عليها مثل منصات نيتفلكس على سبيل المثال.

في السينما، لو استمرت طريقة الصناعة بهذا الشكل، سنواجه أزمة عنيفة ستهوى بنا على الرغم من ايرادات الأفلام المرتفعة حالياً، فإذا حسبنا مجموع إيرادات السينما المصرية العام الماضي سنجده 350 مليون جنيه، هذا المبلغ "ميجيش نص أجر نجم أمريكاني" ثم أن هذا المبلغ الذي يساوي مجموع إيرادات أفلام الموسم الماضي داخل السينمات المصرية، لو افترضنا أن ثمن التذكرة 50 جنيه "يبقى كام واحد شاف الفيلم؟!"، عدد هش جداً، هذه ليست طريقة صناعة سينما بالمناسبة، كما أن طريقة النجم الذي يحضر المؤلف والمخرج، والمنتج الذي يتحمس للفيلم بسبب نجمة إذا استمرت "الصناعة هتلبس في الحيط آجلاً أو عاجلاً".

هل سيطرة النجوم أمر جديد على السوق أم موجود منذ فترة طويلة؟

طوال الوقت كانت الحسبة كالتالي، المسرح ممثل، السينما مخرج، الدراما كاتب، حالياً الدنيا تغيرت للأسف أصبح النجم هو كل شيء، وبصراحة أنا من الممكن أن أقبل أن النجم يكون هو كل شيء لو أحمد زكي أو نور الشريف.

ما الفارق بين جيل أحمد زكي ونور الشريف وعادل إمام والجيل الحالي؟

الفارق كبير جداً في الثقافة والشغف، بمعنى أننا كنا نشاهد، أفلامًا من إنتاج نور الشريف ومحمود ياسين ويحيي الفخراني وأحمد زكي وفاروق الفيشاوي، في المقابل كم نجمًا من الجيل الحالي أنتج أفلامًا؟ أحمد حلمي فقط وتراجع بعد ذلك، عادل إمام في قمة نجوميته وانتشاره السينمائي والمسرحي، كان يذهب للسينما متخفياً ليشاهد تأثير فيلمه على الناس، هناك نجوم في الجيل الحالي لا يشاهدون أفلام زملائهم، لا يشاهدوا مسلسلات نيتفلكس حتى. هذا هو الفارق أن صناع ونجوم الأجيال الماضية كانوا يملكون الثقافة والشغف، ولقد فقدنا كليهما الآن، فصناع الدراما والسينما الآن لا يملكون ثقافة ولا شغفاً فلا تنتظر منهم شيئا.ً

ما رأيك في حالة الهوس بالإيرادات الموجودة عند بعض النجوم حالياً؟

لو عدنا لكتاب الناقد الكبير سامي السلاموني الذي جمع فيه مقالاته، سنجد أن في موسم 1969 فيلم "شنبو في المصيدة" كان يحتل المركز الأول، و"شيء من الخوف" كان يحتل المركز الرابع، السؤال هنا أي منهما الذي نشاهده ونتذكره الآن؟ عندما تشاهد فيلم "في بيتنا رجل" هل تتذكر إيراداته؟ فيلم "أخطر رجل في العالم" عندما نشاهده اليوم هل ننشغل بإيراداته؟. الإيرادات شئ مهم جداً لكن الهوس بها شئ غير صحي على الإطلاق، خلود الفيلم هو الأهم.

ما رأيك بشكل عام في مستوى الدراما خلال السنوات الأخيرة؟

أرى أنها تؤكد نبوءتي بأن الدراما ستنقرض مثل فن الفوازير تماماً، والأزمة لا تتوقف عند مصير المسلسلات ققط، ولكن الخطر يهدد مصير التليفزيون نفسه، فيمكننى أن أقول باطمئنان شديد أن التليفزيون توفي ونحن نعيش الآن عصر المنصات الرقمية، فكل مسلسلات رمضان الماضي لا يوجد بينها مسلسل واحد عن رواية، بكل الرصيد الروائي الضخم الذي نمتلكه، فللأسف موضوعات المسلسلات "بتلف حوالين نفسها"، وتوجد أزمة ثقافية طاحنة تواجه الدراما المصرية.

لماذا تعيش قطاعات كبيرة من الجمهور حالة من الإزدواجية ما بين مشاهدة أنواع كثيرة من الفنون وتحريمها في نفس الوقت؟

هذا الصراع أنشأته السلفية منذ سيطرتها على مصر، الصراع ما بين أنني أحبه وأتمناه لكن هذا سيء وكريه، لذلك طوال الوقت تجد ظواهر مثل حزن وبكاء الجماهير على موت فنان مشهور وفي نفس الوقت يهاجمون صور الفنانات داخل المهرجانات بضراوة، هذا الصراع أصبح موجودًا ما بين الوجدان المصري السليم المعافى المحب للفن، والتربية السلفية السرطانية التي توغلت في البيئة المصرية.

البعض يقول أن بناء السينمات والمكتبات والمسارح وقصور الثقافة في أهمية بناء المساجد حالياً.. ما رأيك؟

وبناء المستشفيات والمدارس أيضاً، فأنت من الممكن أن تعرض أي فيلم في "جرن" ومن الممكن أن تصلي في أرض خلاء. لذلك أتمنى أن يكون هناك سينمات متنقلة، وسينمات صيفي أيضاً.

ما سر كره السلفيين الحقيقي للفن من وجهة نظرك؟

لأنه ينافسهم في السيطرة على وجدان وعقول البشر، وده أكل عيشهم.

هل تفتقد مراجعة والدك لك لقواعد اللغة العربية بعد كل حلقة تلفزيونية؟

جداً، واكتشف أحيانا أنني أخطئ في بعض القواعد فأقول لنفسي لو كان والدي حياً لغضب مني جداً بسبب هذا الخطأ.

هل ما زالت تؤمن بمبدأ "الملتفت لا يصل"؟

هذا المبدأ ملتزم به منذ فترة طويلة جداً وقدوتي فيه أستاذي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، فأنا لم أرد في حياتي على شخص هاجمني أو سبني أو انتقدني، وأتحداك إن وجدتني فعلت ذلك في يوم من الأيام.

هل ستستمر في مجال الصحافة بعد تجربة "المقال"؟

عمري الآن 54 عامًا، وأظن أنني أديت دوري الصحفي على أكمل وجه وفعلت فيه كل شيء.

هل ستكرر تجربة التمثيل مرة أخرى؟

لا أعتقد.

أبناؤك يحيي وفاطمة علموك إيه؟

علموني التواصل مع جيلهم وهذا شيء هام جدا.ً

الكاتب نبيل فاروق قال إنك أكبر كسول شاهده في الحياة، هل هذا صحيح؟

فيما عدا الإنجاز المهني والفني والروائي فأنا شخص لو قلت لي أن خارج بيتي توجد مائدة عليها ذهب ومرجان وياقوت، لن أخرج من بيتي.

الحمام له دور مختلف وكبير في حياتك؟

الحمام مكتبة، وأتذكر أنني طلبت من الكهربائي وقت إعداد كهرباء البيت بأن تكون إنارة الحمام مثل محلات الجزارة كي تساعدني على القراءة بشكل أفضل.

كيف تنظم وقتك ما بين اهتمامتك العملية الكثيرة؟

أنا لا أفعل شيئا غير قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام.

ما هو أكثر فيلم تشاهده وتبكي؟

فيلم "طريق الأمل" لفاتن حمامة.

ما سر حبك لفاتن حمامة؟

ليس للحب أسرار يستطيع أن يكتشفها أحد، لكن فاتن حمامة هي فتاة أحلامي، نجمتي، حلمي، وبطلة رواية لي اسمها "العراة".

نصيحتك لكاتب سيناريو شاب يستعد لكتابة أول سيناريو له حالياً؟

السيناريو عمل جماعي وليس عمل ذاتي يخصك فقط.

اقرأ أيضا:

بيتر ميمي: لم أنجح بالصدفة.. ومحمد رمضان "ملوش ضهر" في الوسط الفني (2)

أحمد مراد: نجاح "الفيل الأزرق" قد يدفعنا للتفكير في جزء ثالث... ومروان حامد الوحيد الذي كان ينقصني