محمود مجدي
محمود مجدي تاريخ النشر: الجمعة، 16 أغسطس، 2019 | آخر تحديث:
بيتر ميمي

عمرو عبد الجليل أكثر الرابحين من تجربة "كازابلانكا"

لا أنهار أمام حملات النقد وبعض النقاد يذبحون بلا أسباب منطقية

الوجوه الجديدة هي مقياس نجاح مسلسلاتي

مي عز الدين نجمة مؤثرة مهما تعرضت لحملات نقد

كل الأعمال العظيمة فيها أخطاء إخراجية

أنا ومحمد رمضان "ملناش ضهر" في الفن والإعلام

اللي بيقع في الوسط الفني محدش بيرحمه ولا بيفتكره

السيناريو هو العمود الفقري للعمل الفني، والسيناريست يلعب دورًا أساسيًا في صناعة الفيلم أو المسلسل، هو رب العمل الفني الحقيقي حتى لو لم تسلط عليه الأضواء بالشكل الكافي. واعترافًا منّا بقيمة ومكانة السيناريو قررنا فتح هذا الملف ومحاورة أهم رموز ورواد كتابة السيناريو في مصر، والحديث معهم عن أهم أعمالهم، والصعاب التي واجهوها في مشوارهم، وتفاصيل صناعتهم للعمل الفني، ومناقشتهم كذلك في العديد من القضايا الفنية التي تدور على الساحة حالياً، ونستضيف اليوم الكاتب والمخرج بيتر ميمي في الجزء الثاني من حوارنا معه.

اقرأ أيضا:
بيتر ميمي: لست مخرجًا ديكتاتورًا.. ولهذا السبب كررت التعاون مع أمير كرارة (1)

لماذا رفع المنتجون ميزانيات أفلامهم في السنوات الأخيرة؟

لكي نصل لمستوى الأفلام الأجنبي يجب أن نصرف أكثر، وهذا الأمر مرتبط بالتوزيع، فلكي تقول لأي منتج حاليًا، حدد ميزانية للفيلم 100 مليون جنيه، يجب أن يتأكد تماماً أن العائد الذي سيدخل له أكبر من المبلغ الذي صرفه، وهذا لن يتحقق إلا بفتح أسواق مختلفة ومتنوعة للفيلم المصري حول العالم وليس في الخليج فقط.

السينما صناعة، فيها الجانب الفني، وفيها كذلك الجانب التجاري ولا يمكن فصل الجانبين عن بعضهما البعض، فالأفلام التي تحقق إيرادات مرتفعة هي التي تتكلف كثيرًا عن الأفلام الفنية التي تذهب للمهرجانات، وهذا شئ لا يدركه البعض لكنه أمر واقع في النهاية.

هل تعتقد أن بعض النقاد والجماهير يحصرون السينما في النموذج "الثمانيني"، بمعنى أنهم يعتقدون أن نموذج الفيلم الشبيه بأفلام الواقعية الجديدة هو الفيلم الحقيقي والأفلام الأخرى تجارية وغير فنية في نظرهم؟

لللأسف بعض النقاد لا يستطيعون التفرقة بين الأفلام، هناك أفلام جماهيرية، وأفلام ذاتية وفلسفية ونفسية، هل الأجانب لا يصنعوا النوعين؟! يصنعون النوعين بالطبع، لذلك يجب محاسبة كل فيلم على حسب نوعه، لا يجب نقد كل الأفلام وتقييمها بمعايير واحدة، ولا يجب التعامل بتعالٍ على أي نوع سينمائي، فأنا أحترم كل الأنواع السينمائية الأخرى التي لا أقدمها بالمناسبة، فليس معنى أنني أفضل نوع واحد من الأفلام أن أحتقر الأفلام الأخرى، لذلك يجب أن يتعامل النقاد ومحبي وعشاق السينما مع كل فيلم على حسب نوعه.

ولماذا هذا العالي من البعض من وجهة نظرك؟

بالنسبة لي، أنا مخرج الـ 95% كما قلت لك، وليس معنى ذلك تحقيري للنسبة الباقية بل على العكس أحترم أرائهم جداً، وأستفيد منها كذلك، كما أنني لا أقدم أفلامًا رخيصة ولا هابطة، أقدم أفلامًا تجارية بمنتهى الاحترافية والجودة. وبالمناسبة فيلم (فاست أند فيريوس) هل نقادنا يشتمونه؟! لا، مع أنه فيلم تجاري بحت، ولا يحتوي على سيناريو عظيم بالمناسبة، للأسف البعض عندنا ينقد ويذبح بلا أسباب منطقية.

هل لدينا عقدة الخواجة؟

لدينا عقدة نقد، فهناك نسبة كبيرة للأسف على السوشيال ميديا، تقول أرائها في الأفلام وهذا حقها، لكن هناك فارق كبير جداً بين الرأي والنقد، هذا شيء وهذا شيء آخر مختلف تماماً ويحتاج لدراسة وموهبة وعلم. وأنا مؤمن بأحقية الجميع بقول رأيه في أي شيء ولا أصادر على أحد، لكن "كل حاجة تتحط في مكانها"، هذا الفيلم ترفيهي ويعرض في العيد غرضه الأساسي المتعة والتسلية، حقق ما أراد أم أخفق؟، هل هذا الفيلم محتواه رخيص بمعنى أن فيه مشاهد عري وابتذال؟، إذن نحاسب أي فيلم على معايير وأهداف صناعته وليس على مزاجنا الشخصي.

هل نجاح المسلسلات الحقيقي مقياسه الشارع أم السوشيال ميديا؟

نجاح المسلسلات الحقيقي مقياسه الشارع بالتأكيد، هل تعلم كيف أقيس نجاح مسلسلاتي؟ بالممثلين الشباب الذين أقدمهم، بعد عرض المسلسلات الناس تسلم عليهم وتطلب التصوير معهم، هنا فقط المسلسل يصبح " مكسر الدنيا" بالنسبة لي، السوشيال ميديا تتحكم فيها معايير أخرى ليست حقيقة في أغلب الأحوال، لذلك أنا أؤمن بالسينما في مثل هذه الأمور، لأن السينما "فضاحة"، لا مجال للتزوير أو اللعب في الإيرادات.

ودعني أسألك ما هي المسلسلات الباقية في ذاكرتنا منذ 30 عاماً حتى الآن؟ ليالي الحلمية، لن أعيش في جلباب أبي، ذئاب الجبل، المال والبنون، والضوء الشارد هل هذه المسلسلات موضوعاتها فنية وخاصة جداً ؟ الإجابة لا، موضوعاتها بسيطة، وتحتوي على رحلات صعود وهبوط لأبطالها، إذن المعيار الحقيقي لبقاء المسلسل في الذاكرة، هو أن يفهمه ويحبه جميع طبقات المجتمع وليس طبقة أو فئة معينة فقط.

سأروي لك شيئاً، في "كازبلانكا" رشح في دور رئيس العصابة الأجنبي، ثلاث ممثلين أجانب، منهم اثنين عالميين اشتركوا في أفلام ملحمية وخالدة، والممثل التركي، وكلهم وافقوا على الدور، لكنني اخترت الممثل التركي لأنه معروف في الشارع المصري أكثر من الاثنين الآخرين، فهذا ما أحدثك فيه أن معياري الأساسي في عملي الناس أولاً وأخيراً.

ما حدث مع مي عز الدين ومحمد ممدوح من هجوم عنيف في رمضان عنيف، هل يثبت أننا تخطينا مرحلة النقد إلى مرحلة الذبح؟

هذا على مستوى العالم وليس في مصر فقط، فالسوشيال ميديا أتاحت للجميع فرصة الحديث في أي شيء، وهذا ليس عيباً كما قلت لك، المشكلة أن أصبح هناك "زيطة"، فـ"تايسون" أهم ممثلين مصر، ومي عز الدين نجمة في جميع الأحوال، وكون الكثيرون يركزون معها إلى هذه الدرجة، هذا معناه أنها نجمة ومؤثرة وناجحة. وأنا كثيراً ما تعرضت لهذه الحملات، لكن يقيني الدائم أن البقاء للناجح دائماً.

الجمهور طبيعته تغيرت أصبح يركز في كل تفصيلة داخل العمل الفني كي يراها منطقية وليست مسروقة من عمل أجنبي، هل تلاحظ ذلك؟

بالتأكيد، وأنا أدركت هذا الأمر بعدما حدث معي في فيلم "الهرم الرابع"، ولا أنسى أنني تعرضت لحملة شرسة وعنيفة جداً وقتها، ومن بعد ذلك أصبحت أركز في كل "فريم" وكل مشهد لكل عمل أقدمه سواء فيلم أو مسلسل.

كيف تتعامل مع نقد البعض لك على السوشيال ميديا؟

"أنا أكثر واحد بيسمع"، وأستفيد من كل الآراء التي توجه لأعمالي، فمثلاً قد أقرأ مقالة كلها شتيمة في عمل قدمته، لكنني أجد نقطتين في صالحي، أخذ النقطتين وأترك الباقي، هذه هي شخصيتي، لا أنهار أمام أي نقد أو حملة موجهة ضدي بل على العكس أركز مع الجانب الإيجابي وأترك السلبي، وأحاول التطور في كل عمل أقدمه سواء كان فيلم أو مسلسل.

هل تعتقد أن الأفلام الناجحة حالياً في هوليود أصبحت تقوم على أكثر من نوع ولون فني داخل الفيلم الواحد، وأن فكرة نوع وخط الفيلم الواحد اختفت للأبد؟

بالتأكيد، وأي فيلم ناجح يحتوي على أكثر من نوع ولون فني بالمناسبة، فالسينما لحم ودم، نوع الفيلم مهم جداً لكن الجانب الإنساني أكثر أهمية، "كازابلانكا" على سبيل المثال، هو فيلم أكشن، لكن هناك رحلة أخ يريد استعادة أخيه، وأصدقاء يخونون بعض، هذه هي السينما تسلية ومتعة ولحم ودم في النهاية.

ما تعليقك على النجاح المدوي لأفلام الأبطال الخارقيين في هوليود حالياً؟

أحب هذه النوعية من الأفلام جداً وأتمنى عمل فيلم مصري عن الأبطال الخارقين.

لماذا لم نقدم فيلم يحكي عن سوبر هيرو مصري حتى الآن؟

هيجي وقت وهنعملها.

الخطأ الذي ورد في إحدى حلقات مسلسل "لعبة العروش" هل يثبت أن كل الأعمال العظيمة قد تخطئ، لكن نحن لدينا حساسية بعض الشيء تجاه أعمالنا المصرية؟

فيلم "القلب الشجاع" فيه أخطاء، كل الأعمال العظيمة فيها أخطاء إخراجية، والجمهور الغربي يركز فيها جداً ويتصيدها تماماً، فالأمر ليس قاصراً على الجمهور المصري فقط، فبالتأكيد كل المخرجين يحاولون التركيز قدر المستطاع لكن لا يوجد شخص معصوم من الخطأ.

الفن رسالة أم تسلية بالنسبة لك؟

كلاهما، والدليل "كلبش"، فهذا العمل أثر في الضباط بدرجة كبيرة جداً، فأغلب الظباط يطمحون في أن يكونوا مثل سليم الأنصاري، فهذا ما أقوله أنك عندما تملك ضابط شرطة متأثر بقدوة محترمة شاهدها في عمل فني، بالتأكيد أفادته وأثرت في وجدانه كذلك، كما أنني أؤمن بضرورة تقديم النموذج الإيجابي خصوصاً في الدراما، لأنها تدخل كل بيت.

هل شباك التذاكر مقياس النجاح الأول لك؟

طبعاً، فأنا أصنع الأفلام الناس وليس لي أو لأصدقائي، ثم هل الأفلام التي يعتبرها البعض فنية أو ذاتية، هل هي دخلت مهرجانات عالمية؟، هل فازت بجوائز في مهرجانات عالمية ؟!، الناس هم أساس نجاح وبقاء أي عمل فني.

هل يشغلك هاجس المهرجانات والجوائز؟

إطلاقاً، لدرجة أنني فزت بجوائز في كثير من المهرجانات، ولم أذهب لاستلامها.

عمرو عبد الجليل قال لك ذات مرة "يا ابني أنت موهوب بس مجاش وقتك"، هل تتذكر هذه الجملة؟

بالتأكيد، قالها لي بعد عرض فيلم "سعيد كلاكيت" وعدم تحقيقه لإيرادات مرتفعة وكنت في قمة إحباطي وقتها، فعندما جاءت لي الفرصة للاستعانة بعمروعبد الجليل في كازبلانكا، كنت مهتمًا به جداً، وعمرو من أكثر الرابحين من تجربة كازابلانكا بالمناسبة.

ما العوامل المشتركة بينك وبين محمد رمضان؟

"إننا ملناش ضهر"، ولا نملك قريب يعمل في السينما أو في الوسط الإعلامي حتى، بل على العكس والدي كان يخشى عليّ من هذه المهنة بحكم أنها صعبة وغير مضمونة، وتعتمد على الحظ والتوفيق في المقام الأول، فأنا مؤمن تماماً أن الاجتهاد هو الطريق الوحيد للنجاح، ومضت علي أيام كنت أنام داخل السيارة بالشهور أثناء عملي في مشروعين في وقت واحد، ووقت عودتي من اللوكشين إلى بيتي أفكر في المشاهد التي سأصورها غداً، وأتصل بالمخرج المنفذ لأطلب منه الاكسسوارات المطلوبة للمشاهد القادمة، رأسي مشغولة بالعمل فقط، وهذا ما أؤمن به أن النجاح لن يأتي لك وأنت جالس مع أصدقاءك، اجتهد واسعى وربنا في النهاية بيسبب الأسباب.

لديك تقدير خاص للمخرج شريف عرفة، هل هذا صحيح؟

بالطبع، وتجربة أستاذ شريف عرفة وفشله في الثلاث أفلام التي سبقت تجربته مع وحيد حامد وعادل امام، كانت من الأشياء التي تصبرني على فشلي في البداية، لأنه أخفق في ثلاث أفلام في بداياته، فعندما جئت أصنع الفيلم الرابع، قلت لنفسي لو الفيلم الرابع فشل "يبقى مليش نصيب في الشغلانة دي، أستاذ شريف فشل في تلاتة بس مش أربعة"، فهو أستاذ عظيم وعلاقتي به جيدة جداً هو وطارق العريان، ويتعاملان معي باعتباري أخيهما الأصغر.

يبدو أنك معتاد على العمل الدائم ولا ترتاح إلا قليلًا.

أنا كنت طبيبًا في مرحلة من مراحل حياتي، لذلك معتاد على الشغل دائماً، حتى داخل مواقع التصوير، لا أجلس هادئاً، أتابع كل شيء في اللوكشين منذ بداية اليوم حتى نهايته.

هل من الممكن تحت ضغط النقاد أن تقدم فيلمًا فنيًا غير تجاري يوما ماً؟

في المرحلة القادمة، أحاول الوصول لمعادلة صناعة فيلم مهم وفي نفس الوقت يكون جماهيري وله قابلية في الشارع، نفس مدرسة شريف عرفة.

مشروعك القادم تختاره على أي أساس؟

"اللي أنا عاوز أعمله" قبل أي شيء، وأحب البطل بالمناسبة، وأحب إظهاره في أفضل حالاته، فأنا من المخرجين الذين يعشقون الممثل كما قلت لك.

هل مهنة الفن قاسية وبلا قلب؟

بالتأكيد، "واللي يقع فيها محدش بيرحمه ولا بيفتكره "، ولا أنكر أنني أحمل هذا الهاجس بداخلي لذلك أعمل وأركز في وقتي طوال الوقت لأنني أعلم جيداً أن على قدر الإشادة وقت الإجادة والنجاح، على قدر التجاهل والنسيان وقت السقوط والفشل.

ما الذي أخذته "الشغلانة" منك؟

لو ظللت على نفس طريقتي في العمل ستأخذ مني حياتي بالطبع، لكن سيأتي وقت ما أقدم فيه عمل واحد في السنة.

يقال عن الوسط الفني أنه ملوث والعلاقات فيه تقوم على المصلحة فقط، هل هذا صحيح؟

الوسط الفني مثل كل الأوساط فيه الطيب والخبيث، لكن الفارق أنه تحت الأضواء دائماً، فالغلطة فيه تأخذ حجم أكبر من حجمها الحقيقي، وبالمناسبة أنا لم يكن طريقي مفروشًا بالورود، كثيراً ما ظلمت في أشياء كثيرة جداً لكنني أؤمن دائماً بأن الله سيأتي لي بحقي، ولدي أمي تدعو لي دائماً، ودعوتها "مبتجليش" الحمد لله.

بماذا تنصح أي شاب يريد تحقيق حلمه في أي مجال؟

العمل ثم العمل ثم العمل، وبالمناسبة بعد "الأب الروحي" البعض تحدث على أن بيتر ميمي نجح بالصدفة، وبعد "القرد بيتكلم" البعض تحدث على أن بيتر ميمي ظاهرة وستنتهي قريبًا، بعد "كلبش" البعض تحدث على أن بيتر ميمي "هيقعد يومين ويفشل"، والحمد لله مستمر إلى الآن، لأنني أعمل دائماً وأتعلم من أخطائي، ولا أتعالى على النقد، وأستفيد من كل الآراء.

لماذا يتربص بك البعض كما تقول؟

لأنهم غير مصدقين أن هناك شاب من الممكن ينجح بمفرده وبدون واسطة.

حدثنا عن علاقتك ببناتك؟

هن كل حياتي، فأنا لا أشاهد مباريات كرة قدم ولا ألعب بلاي ستيشن، شغلي وبناتي هم الأساس دائماً.

حدثنا عن شعار "سنغزو العالم"؟

كنت جالسًا محبطًا ذات مرة، وكان معي هاني سرحان فقال لي "لا تيأس يا بيتر، بإذن الله سنغزو العالم" نسبة إلى كارتون قيلت فيه نفس الجملة، ومن يومها والشعار انتشر وأصبح تريند.

لماذا لم تُخرج إعلانات إلى الآن؟

"مش فاضي والله" لكنني لا أمانع في تقديم الإعلانات عموماً.

بيتر ميمي ينافس من؟

"بنافس شغلي اللي فات".

الكتابة علمتك إيه؟

الإخراج.

إذا جاءك شاب يريد كتابة أول سيناريو له، ماذا ستقول له؟

مشاهدة الأفلام باستمرار.


اقرأ أيضا:

بالفيديو- هكذا نفذ بيتر ميمي أكشن "كازابلانكا"

بيتر ميمي عن أغنية محمد رمضان "مافيا": إزاي كده