6 مشاهد شخصية من مهرجان موازين

تاريخ النشر: الأحد، 7 يوليو، 2019 | آخر تحديث:
شعار مهرجان موازين

بعد انتهاء مهرجان موازين، اكتملت الصورة أمامي، وعرفت الكثير عن المهرجان الموسيقي الأهم في إفريقيا والوطن العربي، المهرجان الذي استطاع جذب الأنظار له على مدار 18 عام، أصحاب الزيارة الأولى لهم دائما القدرة على مشاهدة أشياء اعتادها الأخرون، لذلك دونت الكثير من الأشياء التي لاحظتها عيني في أول زيارة لتغطية مهرجان موازين.

1.الرعاية السامية
قرأت جملة "تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس" على غلاف دليل الصحفيين الذي تسلمته في يومي الأول، وشعرت لوهلة أن الأمر به الكثير من التفخيم المبالغ فيه، لكن بعد عدة أيام تفهمت تماما، لماذا أضيفت كلمة "السامية" بعد الرعاية، ذلك الاستقبال الجيد جدا، والشوارع المعدة لاستقبال الملايين من الوافدين وأهل البلد المتجهين لحضور فعاليات المهرجان في 6 منصات مختلفة تعمل جميعها في نفس الوقت تقريبا، بالإضافة إلى عروض الشارع في مختلف أنحاء مدينة الرباط، كل هذا يحتاج إلى مستوى تنظيمي مختلف عن المعتاد، وهو ما لمسته في جميع تفاصيل التنظيم، هذا النوع من الدقة لابد أن يكون خلفه رعاية ملكية سامية بالفعل، ليصبح الناتج النهائي مهرجان عالمي بحق، وليس مجرد مبالغة معتادة تعودنا عليها في تسميات الفاعليات العربية.

2.البحث عن الكمال
كنت أظن أن بقليل من المجهود أو حتى الكثير منه سأتمكن من حضور برنامج المهرجان بالكامل، وهو ما تبين استحالته بعد أول نظرة على برنامج المهرجان، عدد الحفلات اليومية يتجاوز ال 8 حفلات في عدة أماكن، حاولت في البداية اللحاق بكل هذه الحفلات لكن في النهاية استسلمت وقررت زيارة كل منصة ولو مرة واحدة على الأقل، وحتى هذا لم يحدث، وهو ما يعني أن الزيارة القادمة لمهرجان موازين تحتاج إلى فلسفة مختلفة في التخطيط على المستوى الشخصي.

3. 6 منصات
منذ اللحظة الأولى تسيطر عليا الدهشة من وجود أكثر من منصة عرض تعمل في نفس الوقت تقريبا، وهو ما جعلني أتوقع أن الحضور الجماهيري لن يكون كثيف بسبب توزيع الجمهور على أكثر من مسرح، وتسألت عن السبب أكثر من مرة وكانت الإجابة واحدة، كل مسرح يعبر عن نوع معين من الموسيقى، الموسيقى المغربية لها منصتها، الموسيقى العالمية لها منصتها، الموسيقى العربية لها منصتها وهكذا، ويبدو أن إدارة المهرجان تنتصر لفكرة التنوع الموسيقى حتى وإن كان على حساب كثافة الحضور، وهو إن دل يدل على فكر مختلفة يبحث عن شيء لا يبحث عنه أغلب منظمو المهرجانات الموسيقية، وفي النهاية مازالت منصات المهرجان المختلفة تحقق أرقام قياسية في الحضور الجماهيري.

4.الولوج مجاني
أغلب حفلات المهرجان الولوج لها مجاني، وهي ما يلقي على كاهل قوات الأمن الكثير من المسئوليات، ومع ذلك لم أشعر باي استنفار أمني، كان هناك تواجد أمني كثيف بالطبع، لكنه كان حضور ناعم، لا تشعر بأي عصبية أو تحفز، وهو أمر يحسب لقوات الأمن بالتأكيد.

5.الصحافة المشكلة والحل
منظمو المهرجان كانوا على مستوى الحدث وتحديدا "خلية الصحافة" التي احتككت بها كثيرا، قاعات الندوات الصحفية كانت معدة جيدا، تنظيم العلاقة بين المصورين والصحفيين ونجوم المهرجان كانت جيدة، لكن كالمعتاد لاحظت نفس المشكلة التي تعاني منها الندوات الصحفية في مصر، لا يسأل الصحفي سؤاله مباشرة، لابد وأن يبدأ كلامه بمقدمة طويلة، فيها الثناء وكلام الغزل اللطيف، تطول المقدمة وننتظر السؤال، فنجده سؤال سطحي مكرر على شاكلة "أين نشأت وترعرت سيدتي الجميلة؟َ!"
الوقت المتاح لكل الندوات الصحفية هو 15 دقيقة، بعض النجوم يسمحون بالإضافة بعد الدقائق والبعض يلتزم بالوقت المتاح، وهو ما يعني أن عدد الأسئلة المطروحة في أفضل تقدير لن يتجاوز 10 أسئلة، يضيع الوقت في المقدمات الغير مفيدة والتي تنتهي بأسئلة لا تضيف أي شيء، للسؤال قدسية لا يعرفها الكثير من الصحفيين العرب.

6.كأس العالم
نسمع دائما عن محاولات المملكة المغربية لاستضافة فعاليات كأس العالم، قبل زيارة المغرب كنت أراها محاولات طموحة، لكن بعد الزيارة تأكدت أنها محاولات بعد استعداد ورؤية واضحة، أثناء سيري في شوارع المغرب قارنت بينها وبين شوارع روسيا التي زرتها في كأس العالم الأخيرة، ووجدت أن لا فارق هنالك، بل أحيانا يأتي التفوق لصالح الشوارع المغربية، هذه البلد تدربت جيدا على استقبال الغرباء وهي الآن مستعدة للحدث الأكبر، الذي سيعبرهناك يوما ما بلا شك.


اقرأ أيضا:

عن The Voice والتعاون مع روتانا.. تصريحات حسين الجسمي بمهرجان موازين
عن "زمن الفن الجميل" تحدث محمد محسن في موازين 2019