في مثل هذا اليوم من العام 1998، رحل عن عالمنا الشيخ محمد متولي الشعراوي تاركًا خلفة إرثَا كبيرًا من العلم والاجتهادات في تفسير القران الكريم التي ارتبط بها ملايين المصريين حتى الآن، والتي لا تزال تُعرض حلقاتها في نفس التوقيت عقب صلاة الجمعة، حيث قدّم خلالها التفسيرات القرآنية بمفاهيم ذات عمق كبير، يدركه البسيط والعالِم على حد سواء.

وما بين اختلاف الآراء حوله، من منتقد لفكره ومؤيد لآرائه، يبقى الشعراوي حالة خاصة لن تتكرر، فهو الداعية الأشهر في الوطن العربي منذ عشرات السنوات، والذي يتبعه ملايين المريدين في كل الأقطار، والوحيد الذي لا يزال صوته يعقب كل آذان في جميع مساجد مصر حتى الآن، حتى موسيقى برنامجه أصبحت واحدة من كلاسيكيات التلفزيون المصري.

هذه الشهرة الطاغية كانت سببًا كافيًا لتجسيد شخصيته فنيًا، وهو ما تم تنفيذه بعد 5 سنوات من وفاته، حيث تم تجسيد سيرته الذاتية في مسلسل "إمام الدعاة" عام 2003، من بطولة حسن يوسف، عفاف شعيب، محمد الدفراوي، سوسن بدر، حمدي أحمد، سميرة عبد العزيز، منال سلامة، من تأليف بهاء الدين إبراهيم، وإخراج مصطفى الشال.

الفكرة بدأت من الفنان حسن يوسف حيث طلب من المؤلف بهاء الدين إبراهيم كتابة مسلسل عن الشيخ الشعراوي، وبالفعل استجاب "إبراهيم" واستغرقت الكتابة أكثر من عام، تناول خلالها في المسلسل 4 مراحل مهمة في حياة الشعراوي بدأت بنشأته في قرية "دقادوس" بمحافظة الدقهلية، وتعلمه في كتَّاب القرية وحفظه للقرآن الكريم، ثم علاقته بأهل القرية مروراً بمراحل شبابه وحتى كهولته، وكذلك شهرته الكبيرة في تفسير القرآن الكريم وتعليمه.

المسلسل واجه أزمات عديدة منذ الإعلان عنه ثم عرضه في رمضان من العام 2003، لا سيما من قِبَل أبناء الشعراوي، والذين وصفوا المسلسل بـ"المحرف" وأن بعض الأحداث به غير واقعية وتختلف كثيرًا عن الحقيقة، فالمسلسل أظهر أن للإمام أخًا توفي قبل أن يتزوج، لكن الأسرة أوضحت أن شقيق الشيخ تزوج وأنجب ابنتين واحدة منهما تزوجت نجله الأكبر عبد الرحيم، كما أكّدوا أن حسن يوسف وسّط أشخاصًا للحصول على موافقة الأسرة، ووافق "عبد الرحيم" بشروط معينة لكنه لم يتم تنفيذها، على حد قولهم، ففي بداية التحضير للمسلسل جلس صنّاعه مع الأسرة واستمعوا لحكاياتهم عن تفاصيل حياة الشعراوي، واشترط نجله الأكبر أن يقرأ السيناريو وأن يحضر التصوير حتى لا يحدث أى تحريف، وبالفعل حضر التصوير مرة واحدة، وبعدها لم يستدعوه، وبعد عرض المسلسل رفع دعوى قضائية بسبب تحريف قصة حياة والده.

أما الفنان حسن يوسف فأكد أن هناك دول عربية كثيرة كان يتصور أنها أول من سيبادر بشراء المسلسل، خاصة أنها كانت تحتضن الشعراوي في حياته، ولكنها رفضته، في حين قامت دول آسيوية عديدة بشرائه مثل أندونيسيا وماليزيا والهند وباكستان وغيرها.

وإجمالًا، حقق المسلسل نجاحًا ملحوظًا بسبب الجدل الذي صاحبه، فضلا عن ارتباط المصريين أصلا بالشعرواي كما لم يرتبطوا بشيخ قبله أو بعده، فقد تصدّر ساحة الدعاة لعشرات السنوات.. ولا يزال.

اقرأ أيضا:
بالفيديو- سهير البابلي تكشف عن نصيحة الشيخ الشعراوي لها

11 تصريحاً جريئا لمفيد فوزي.. رأيه في الشعراوي وعمرو دياب وخلافه مع أم كلثوم