محمد فوزي ضيف
حوار: محمد فوزي ضيف تاريخ النشر: السبت، 25 مايو، 2019 | آخر تحديث:
هايدي موسى

حازت منذ صغرها على اهتمام بالغ من عائلتها التي برعت في الفنون التشكيلية، وأحسوا بمدى حبها للموسيقى والغناء، فدفعوا بها إلى خشبات المسارح في المنصورة تارة والقاهرة تارة أخرى، حتى وجدت نفسها على أحد أعظم مسارح الوطن العربي وبالتحديد في دار الأوبرا المصرية، فقررت خوض غمار مسابقة ستار أكاديمي حتى أصبحت واحدة من اثنين تنافسا على اللقب لتبدأ من هنا رحلة تألقها الصاروخية التي أهلتها للحصول على جائزة الديرجيست مرتين الأولى عام 2016 والثانية في عام 2018 كأفضل مطربة شابة، وعادت العام الجاري بفيديو كليب جديد نال إعجاب متابعيها، فحاورها "فن الفن".

كونك من أسرة فنية، هل مثل الأمر دافعا لك في عملك أم شكل ضغطاً عليك في محاولة الظهور بالصورة المشرفة للعائلة؟

على العكس تماماً، أعتبر نفسي محظوظة للغاية حيث ولدت لأب وأم يقدمون لي الدعم والتشجيع وليس العكس. هناك كثير من المواهب المدفونة أو التي تخرج إلى النور بصعوبة نتيجة معارضة أحد الوالدين. لم يكن الأمر كذلك مع والديّ اللذان دائما ما شكلا حماية لي من مشكلات المجال الفني.

لماذا اخترتِ دراسة الإعلام؟

في الأساس كنت أتمنى الإلتحاق بمعهد الموسيقى العربية لكنني كنت اتنقل كثيراً بين محافظتي القاهرة والمنصورة وبالتالي لم يكن في استطاعتي الاستقرار في القاهرة، لذلك قررت دراسة الإعلام والتحقت بكلية الإعلام بجامعة المنصورة.

كيف أثرت دراستك للإعلام على عملك في الفن؟

خدمت دراستي للإعلام عملي في الفن بشكل يمكن وصفه بالسلبي، حيث إنها لم تشكل عائقاً بيني وبين الفن، ولم أكن أنشغل بها سوى في فترة الامتحانات. من ناحية أخرى، استفدت من دراستي في قسم الإذاعة والتليفزيون فيما يخص الإعداد وزوايا الكاميرا.


هل تعتقدين أن دراستك وعملك في الغناء كلاهما يُكمل الآخر، أم تفصيلين بينهما باعتبار أن الإعلام هو مجال دراستك أما الغناء فهو هوايتك المفضلة؟

بالطبع لا غنى عن الدراسة الأكاديمية ولا يمكن فصلها عن الفن والموسيقى والغناء. لم يحالفني الحظ لدراسة الموسيقى لكنني استفدت كثيراً من ممارسة الغناء واكتسبت خبرات بالتعامل مع الزملاء والموسيقيين. استفدت أيضاً من دراستي للإعلام لكن بالطبع لم يكن لها أي علاقة بالموسيقى.

بحكم دراستك، هل يحدث أن تتحولين من الغناء إلى تقديم البرامج، وهل يمكن أن تقبلي عروض للعمل كمذيعة في الوقت الحالي؟

لم لا، قد أتحول عن مهنة الغناء، والتي أعتبرها من المهن الصعبة، للعمل في مجال الإعلام يوماً ما، سواء في الإذاعة أو التليفزيون، وخصوصا أنني أستمتع بالعمل المرتبط بدارستي.

هايدي الممثلة، والمطربة حالياً، والمذيعة مستقبلاً.. أيهم أقرب إلى قلبك؟

المطربة طبعاً.


كيف اتخذتي قرار العمل في التمثيل، وهل شعرتِ بالقلق؟

انتابني مزيج من القلق والخوف والتوتر لصعوبة مهنة التمثيل، وبالأخص عندما شعرت بأنني لا أزال مبتدئة تعمل أمام ممثلين مخضرمين وعمالقة، لكن دخولي مجال التمثيل كمغنية وممثلة خدمني جداً.

كيف تأثرت بالموسيقار سليم سحاب؟

كان للموسيقار سليم سحاب تأثير قوي جدا عليّ فيما يتعلق بحبي للأوبرا والموسيقى العربية وحفظ الموشحات. بدأت مع الموسيقار سليم سحاب في كورال الأطفال، وكان عاشقاً للأطفال ويفضلهم على الفرقة القومية، فحرص دائماً على توصيل المعلومة بشكل صحيح، بالرغم من كونه يقدم التدريب للأطفال كخدمة للأوبرا.

من هو الشخص الذي شكل الرؤية الفنية لـ"هايدي موسى"؟

كان لوالدي تأثير كبير على تشكيل رؤيتي الفنية التي اعتمدت بشكل كبير على الاستماع للمطربين وحب الأغاني القديمة والموسيقى العربية.

هل ترين أن "ستار أكاديمي" هي مرحلة تحولك من الهواية إلى الاحتراف؟ وكيف أثرت تلك المرحلة على تكوينك ورؤيتك؟

"ستار أكاديمي" كان بالنسبة لي حالة خاصة جداً تسببت في تغيير حياتي بشكل كبير. مارست الغناء كهواية قبل المشاركة في المسابقة، وكان من الجيد خوض منافسة حقيقية أمام لجنة تحكيم قوية والملايين من المشاهدين تمكنني من الإنتقال إلى مرحلة مختلفة وتظهر حقيقة موهبتي، كما وضعت على عاتقي مسئولية أكبر للوصول إلى مكانة أكبر وتقديم فن هادف للجمهور من خلال خطوات واضحة وثابتة وغير متعجلة.

في رأيك، هل "ستار أكاديمي" مُنصف أم موجه لدعم أفراد بعينهم، بحسب ما تردد؟

من وجهة نظري، "ستار أكاديمي" هو أكثر برنامج مواهب منصف، فالبرنامج يتضمن بث حي 24 ساعة بعكس عدد من البرامج. يقدم "ستار أكاديمي" الدعم للمتسابق إذا امتلك الموهبة والقبول لدى المشاهدين.

بدء من المرة الأولى التي صعدت فيها على المسرح لتغني "أنا كلي ملكك" مع المطربة شيرين ووصولاً إلى أحدث أغنياتك، ما الذي تغير في "هايدي موسي"؟

على المستوى الفني، أصبحت أكثر اتزاناً وجراءة على المسرح كما استطعت تفهم أسلوب التعامل مع الجمهور بشكل أفضل. أما على مستوى الإدارة والإنتاج والتعامل مع الفنيين، أصبحت أكثر انتقائية للأشخاص الذين أتعامل معهم، وبالتالي لم أعد أصدق الوعود الكاذبة فيما يخص العروض التي تقدم ليه.



كيف تختارين أغانيكِ؟ هل تتأثرين باللحن أم الكلمات أم التوزيع أم الشخص العامل عليها؟

اختياري للأغنية لا يتعلق بالشخص لأن الموهبة تتوافر في الجميع سواء مشهور أو غير مشهور. يتعلق اختياري للأغنية بشعوري نحوها في المرة الأولى التي أستمع فيها إليها. العامل الثاني الذي أعتمد عليه لاختيار الأغنية هو أن تكون مناسبة لصوتي وهو ما أختبره عن طريق تجربة الأغنية في الأستديو.

ما هو العنصر الأول الذي يؤثر على شعورك بالأغنية؟

كلمات الأغنية هي العنصر الأول المؤثر على شعوري نحوها.

مَن من المؤلفين تتمنين العمل معه؟

لحسن حظي، تعاونت مع الشاعر أسامة محرز، الذي قدم لي مجموعة من الأغاني الرائعة في الألبوم سعدت بها جدا. كما عملت مع الشاعر أمير طعيمة وأتمنى أن أتعاون معه مرة أخرى، والأمر ذاته بالنسبة للشاعرين تامر حسين وأيمن بهجت قمر. هناك العديد من الأسماء التي لها مكانتها وأتمنى التعاون معها.

مَن من الملحنين تتمنين التعاون معه؟

هناك العديد من الملحنين الذين أتمنى العمل معهم أمثال محمد يحيى ومحمد رحيم، ويمثل بالنسبة لي حالة خاصة، كذلك أتمنى التعاون مع الملحن عمرو مصطفى.

مَن من المطربين قد تختارينه لعمل "ديو" غنائي معك؟

رامي صبري ورحيم، ومن النساء أسما لمنور وشيرين.

من المطرب الذي يمكنه أن يحصد لقب "نمبر وان" في مصر؟

يمكن للمطربة "شيرين" أن تحصد هذا اللقب باحساسها الواضح في أغانيها.



هل تعتقدين أن حياتك الشخصية يجب أن تظل شخصية أم يمكن أن تكون متاحة للإعلام؟

الحياة الشخصية هي بالفعل شخصية لا يجب تشاركها بوسائل الإعلام. ما يهمنا وما نراه من الفنان هو فنه وأغانيه وإحساسه على المسرح. لكن في نهاية الأمر يظل الفنان قدوة للآخرين.

هل من المقبول أن يعلن الفنان عن توجهه السياسي أم يجب عليه أن يحرص على ألا يتأثر فنه بتوجهه الساسي؟

في رأيي، لا يجب على الفنان أن يفصح عن توجهه السياسي، وأقصى ما قد يفصح عنه الفنان هو توجهه الكروي.

هل تشجعين الأهلي أم الزمالك؟

أنا أهلاوية بالوراثة.

من مِن الفنانين تتمنين العمل أمامه في حال عملتِ بالتمثيل مرة أخرى؟

هناك العديد من النجوم الذين أتمنى العمل معهم، ولكنني أتمنى التمثيل أمام النجم خالد النبوي، حيث أجده ممثلاً للفن فعلاً بثقافته ورقيه ومعرفته.

كيف رأيت صدى الألبوم لدى الجمهور ونجاحه؟

لاقي الألبوم نجاحاً لدى الجمهور. تمنيت أن أقدم مجموعة منوعة من الأغنيات التي يمكن للجمهور من خلالها أن يحكم على موهبتي، واستطعت خلال وقت قصير إصدار الألبوم. أتمنى أن أوفق أكثر في اختيار الأعمال القادمة وأيضاً جهات التسويق والدعاية لتكون أكثر قوة.

كيف تعاملت مع تخطي كليب أغنيتك للمليون مشاهدة؟

بالطبع أشعر بالسعادة مع زيادة عدد مشاهدات الكليب حيث أتأكد أن فني قد وصل إلى الجمهور، وخصوصاً أنني لا اقتنع بالمشاهدات المزيفة التي لا تعبر عن أي شيء على المستوى الفني أو المعنوي. تفاعل الجمهور مع الكليب على مواقع التواصل الاجتماعي أفضل كثيراً من تزايد المشاهدات.

هل تتركين الفن إذا خُيرتي بينه وبين الزواج؟

في رأيي، لا يمكن المقارنة بين كليهما، ليس هناك علاقة بين تحقيق الذات والعمل على الشغف وبين تكوين أسرة والنجاح على الصعيد الشخصي. لا أستطيع تخيل الفكرة وبالتالي لا يمكنني تحديد الموقف الذي سوف أتخذه إذا ما أضطررت إلى الاختيار بينهما. أعتز جداً بالحياة الشخصية وبتكوين الأسرة لكنني أرى أيضا أنني يجب أن أحتفظ بعملي الذي أحبه. أعتقد أنني سأحاول تحقيق التوازن بين الاثنين.

كيف تستثمرين وقت فراغك بعيدا عن الفن والغناء؟ ما هي الهوايات التي تمارسينها؟

أعتبر نفسي شخص نشط للغاية. أقضي الوقت مع الأصدقاء وفي السفر وممارسة الرياضة. أتمنى أن أسافر في جولة حول العالم. ليس لي هواية مفضلة حيث انشغلت معظم وقتي بالموسيقى والغناء.

ما البلدان التي تتمنين السفر إليها؟

أتمنى السفر إلى العديد من البلدان منها اليونان، كما أتمنى السفر إلى تركيا والمغرب مرة أخرى.

هل تجيدين الطبخ؟ ما هي الأصناف التي تستطيعين طبخها؟

أستطيع الطبخ جيداً ولكنني لا أمارس الطبخ كثيراً. انا لست طباخة ماهرة لكنني أتمكن من تطبيق الوصفات لتحضير طعام لذيذ.

لديك اثنين من الأشقاء الذكور، هل يضع ذلك عبء الأعمال المنزلية على عاتقك؟

لا على الإطلاق. كنت فتاة وحيدة وبالتالي تمتعت بتدليل والدتي ووالدي لي منذ صغري.

هل يمكنك اعتبار نفسك "ست بيت"؟

نعم، أهتم بكل ما يخص نظافة المنزل وترتيبه، أي كل ما يحمل عنصر الجمال، لكنني لا أحب الالتزام بالطبخ.

هل يمكنك الاعتراف بخوضك لقصة حب؟

أنا بطبعي شخصية كتومة أُفضل أن أبقي الأمر سرًا حتى اتخاذ خطوات جدية، سواء في عملي كفنانة أو في حياتي الشخصية، وهو ما أمرنا به الله ورسوله، وخصوصا لأن الفنان دائماً ما يكون تحت الأنظار.

ما هي المسارح التي تتمنين الغناء بها؟

هناك العديد من المسارح التي أتمنى الغناء بها، منها قرطاج وموازين. الأمر يتعلق بالأعداد الكبيرة من الجماهير. لدي أمل في أن أصبح معروفة لهذا الجمهور وليس مجرد ضيفة شرف للمهرجان، كما أتمنى أن أرى الجمهور يردد أغنياتي.

هل تتسبب لك الأعداد الكبيرة من الجماهير في حالة ارتباك؟

بالطبع تصيبني الأعداد الكبيرة من الجماهير بالتوتر وخصوصاً لدى دخولي إلى المسرح، لكنها أيضا تمثل دعم كبير عند رؤية الجمهور يهتف باسم الفنان.

من هو مثلك الأعلى؟

هناك كثير من الأشخاص الذين أتخذهم مثلاً أعلى لي، واقتدي بكل شخص منهم في جزء ما من حياتي، ومعظهم لا يعمل بالفن.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

حاليا أقوم بالترويج للفيديو الكليب الأخير "أنا أتعودت" والذي أخرجته هيفا الفقيه، والأغنية من كلمات الشاعر حسين محمود، وألحان نادر عبد الله، وتوزيع طارق عبد الجابر، ومن إنتاج شركة" لايف استايل استديو".

وما هي كواليس ذلك الكليب؟

الفيديو كليب تم تصويره على شواطئ لبنان ويحاكي قصة درامية عن كيفية تعامل الفتاة مع شريك حياتها إذا تعرض لمأزق أو أزمة، والاختيارات التي تقع فيها بين الاستمرار أو الرحيل.

هناك أكثر من تتر حازوا على إعجاب المشاهدين فما هي الأغاني التي لفتت انتباهك في تترات مسلسلات رمضان الجاري؟

لست متابعة للدراما الرمضانية بصورة قوية، إلا أنني استمعت إلى أغنية تتر مسلسل "حكايتي" الذي غنته كارمن سليمان، وكذلك تتر مسلسل "خمسة ونصف" الذي أغنته النجمة وشيرين وأرى أنهما من أفضل تترات العام.

من الممثل أو الممثلة الذي تتمني غناء تتر عمله الدرامي؟

بالتأكيد أتمنى غناء تتر مسلسل لغادة عبد الرزاق ونيلي كريم.

أين ترين نفسك خلال السنوات المقبلة؟ متى يمكنك القول إنك أصبحت "رقم واحد" في مصر؟

حتى أحقق هذا اللقب يجب أن أصنع تاريخاً من الألبومات الناجحة والقوية التي تحقق أعلى المبيعات كما تحقق نجاحاً لدى الجمهور. أحاول حالياً العمل على هذا الأمر، وأتمنى أن أقف على مسرح كبير بأحد المهرجانات الضخمة أمام جمهور كبير.