FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الأربعاء، 29 أكتوبر، 2008 | آخر تحديث: الأربعاء، 29 أكتوبر، 2008
الشيخ مشاري بن راشد العفاسي

حوار: محمد عاشور
كتب: محمد صالح
تصوير: محمد ممدوح


بعد انتهاء حفل ختام مهرجان الإسكندرية للأغنية الدينية، اختفى الشيخ مشاري راشد عن الأنظار هربا من الزحام الشديد والجمهور الكبير الذي كان في انتظاره خارج القاعة، ولم يتمكن موقع FilFan.com من مقابلته، لكننا لم نقبل أن نفوت هذه الفرصة على قرائنا، دون الالتقاء بالشيخ مشاري في حوار خاص.

اتفق مراسل موقع FilFan.com من الشيخ مشاري راشد على إجراء حوار في اليوم التالي لختام المهرجان، وبالفعل انتظرنا الشيخ في الفندق الذي ينزل به بجانب قصر المنتزة لنجري هذا الحوار.

المقرئ والمنشد مشاري راشد، أهلا بك فى مصر وسعداء بوجودك معنا
أنا سعيد أكثر بهذه الحفاوة وهذا الترحيب والتكريم، ويعجز اللسان عن الشكر.

ألم تشعر بعد هذا الاستقبال أن زيارتك لمصر تأخرت كثيرا؟
بالتأكيد، وقد لمست هذا من الناس منذ مجيئي لمصر، شعرت بمشاعر الحب من جميع الناس الذين قابلتهم، وهي نفس المشاعر التي أبادلهم أياها وجمعني بهم لقاء كان به الكثير من الروحانيات، كما سعدت بالأوبريت الرائع الذي تم عرضه على المسرح، وأريد أن أقدم التحية لاتحاد المبدعين العرب وعلى رأسهم الأستاذ أحمد نور، وكذلك أشكر الرعاية الكريمة للسيد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية.

هل كانت بداياتك بالغناء ثم قراءة القرأن؟
غير صحيح، فأنا بدأت بقراءة القرأن وليس الغناء، ثم بعد ذلك تحولت للإنشاد الديني والغناء.

على يد مَنْ تتلمذ مشاري راشد؟
تتلمذت على يد الشيخ عبد الرافع رضوان الشرقاوي حفظه الله، والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات رحمه الله، والشيخ أحمد المعصراوي، والشيخ السمنودي، والتقيت أيضا بمشايخ آخرين.

وهل كانت توجد علاقة مباشرة بينك وبين كل هؤلاء المشايخ؟
لا بالتأكيد، ولكن كانت العلاقة تدور في اتجاه قراءة القرآن عليهم، والاستفادة من ملاحظاتهم، وجميع هؤلاء المشايخ مصريين، فمصر بلد القرآن وبلد المواهب والمبدعين.

ما القراءات التي تتقنها من القراءات السبع؟
قمت بدراسة أصول القراءات على يد الشيخ عبد الرافع رضوان، ودرست القراءات ثلاث سنوات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وبالنسبة للقراءات قرأت "عاصم" بروايتين هم "شعبة" و"حفص" على يد الشيخ عبد الرافع رضوان.

هل من الممكن أن نستمع منك لقراءات مختلفة؟
سجلت بالفعل سورتين هما "مريم" و"طه" برواية "خلف" عن حمزة، وسجلت أيضا الكهف بقراءة "بن كثير"، و"مريم" بقراءة "شعبة"، و"الرحمن" بقراءة "بن كثير"، و"القسم" برواية "خلف" عن حمزة.

هل تخوفت من أن تتأثر شعبيتك الكبيرة كمقرئ بعد اتجاهك للإنشاد؟
بالعكس، الإنشاد شيء مشرف وليس معيبا، لأن الإنشاد أغلبه كلام في الثناء على الله عز وجل، ومدح الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" في الأخلاق والأمور الاجتماعية وحب الأوطان، وهي جميعها أمور من الدين، والشيء المشرف أن هذه الأناشيد سبقنا إليها الصحابة، حيث كانوا ينشدون في غزواتهم وأسفارهم وبنائهم للمسجد وفي حفرهم للخندق، وهذا الشيء ليس عيبا ولو كان عيبا ما كان فعله الصحابة.

وأنا كداعية واجبي أن أستغل ما أنعم الله به علي من العلم في الدعوة، والإنسان الذي يملك صوتا حسنا لابد أن يلتزم بضوابط التجويد، فالقرآن ليس محلا للتغني، ولكن هناك تغني بالقرآن مشروح بضوابط شرعية لا تخرج إلى الزيادة في التغني، ومن يجد في نفسه رغبة وموهبة لابد أن يأخذ هذه الخطوة، وهناك مثل إنجليزي يقول "الموهبة مثل الجريمة، لايمكن أخفاؤها".

معني ذلك أنك اتجهت للإنشاد لإخراج هذه الموهبة؟
ليس لإخراج الموهبة فقط، كل إنسان لديه الموهبة لابد أن يخرجها، النجار إذا توافرت لديه الموهبة يستغلها في طاعة الله عز وجل، وليس من المفترض أن نعمل جميعا عملا واحدا.

فمن الممكن أن يكون الشخص قارئا للقرآن، وممكن أن يكون قارئا ومنشدا، مثل المشايخ طه الفشني والنقشبندي وعبد الباسط والمنشاوي ومحمد رفعت والحصري، ولكن قد ينجح القاري في الجمع بين الاثنين وقد لا ينجح.

ما الهدف من إنشاء قناة "العفاسي"؟
قناة "العفاسي" حالها غير حال بقية القنوات، حيث تعتبر "موبايل فضائي"، فقد جاءت فكرة القناة من خدمة بسيطة بالكويت تقدم الأذكارالمخصصة بأوقات معينة، مثل دعاء رؤية الهلال، ودعاء الخروج من المنزل، ودعاء الذهاب إلى المسجد، وذلك بخلاف الأدعية العامة، وقمنا بتوسيع الخدمة ونشرها في عدة دول أخري، ثم تحولت الخدمة من خدمة "موبايل" إلى خدمة قناة فضائية، والقناة تقدم أيضا خدمات "كليبات" صغيرة تم تحويلها من صوت إلى صورة.

هل حققت القناة انتشارا للفكرة بشكل أوسع؟
إن شاء الله، نحن نسير بخطوات منتظمة حتى وإن كانت بطيئة، وعمل شيء بسيط مميز أفضل بكثير من شيء كبير ليس له هوية.

القناة تحتوي على إعلانات لمنتجات طبية، هل هناك متخصص يشرف عليها، أم تشرف عليها بنفسك؟
لا أتذكر أن تكون القناة بثت من قبل إعلانا طبيا، أما بالنسبة للإدارة فأنا أدير القناة بنفسي.

العرض الذي قدمته بمسرح سيد درويش كان رائعا، هل تم التحضير له من قبل؟
الرسول "صلى الله عليه وسلم" يقول "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، ومصر عرفتني كقاريء واليوم كرمتني كمنشد، هذا شيء أعتز به من جمهور قد يستنغني عن أى طاقة إبداع خارج مصر، ومع ذلك قدرني وكرمني، ولذلك رأيت أن أقدم هذه الأغنية كهدية بسيطة للجمهور الذي أكرمني، الأغنية تم التحضير لها بعد الدعوة وهي كلمات الأستاذ الكبير أيمن بهجت قمر، والأستاذ الكبير الملحن وليد سعد، والموزع الكويتي حمد المانع.

حدثنا عن فريق العمل الذي يشارك في إعداد أغنياتك
كثير من الأعمال أقوم بتلحينها، وكثيرا ما أستند على كلمات من التراث الإسلامي مثل "ليس الغريب" و"أنا العبد" وغيرها من الأناشيد القديمة، وفى الألبوم الأخير تعاونا مع شعراء كبار مثل الشاعر الراحل الأمير عبد الله الفيصل والأمير تركي، وكذلك شعراء من الإمارات مثل أنور المشيري، ومن الكويت منصور المروان وعلي المعتوق، وأيضا من مصر تعاونت مع الملحن خالد عز فى نشيد "شفيع الخلائق" وهو الذي وزع العمل مع الأستاذ هاني فرحات.

وتلاحظ أنني أركز دائما على أن أتعامل مع العمل الديني بأسلوب احترافي، فالعمل الديني لابد أن يكون في مقدمة أولوياتنا، لأنه يحمل معاني أجل وأشرف من أي معاني أخري.

ما رأيك في استخدام الموسيقى في الأناشيد الدينية؟
سبب نجاح العمل لا يرتبط بالموسيقى بشكل كبير، فالأغنية تنجح بالكلمة واللحن، حتى وإن كان العمل بدون موسيقى، والموسيقى الجيدة لن تساعد في إنجاح العمل إذا كانت الكلمات والألحان ليسا على مستوي جيد، وهناك أعمال كثيرة لا تنجح بالموسيقى، وبغض النظر عن جزئية الحلال والحرام وكلام العلماء، فنحن نتحدث عن التميز، ونحن في منطقة تخدم الجميع، لأن الناس ترغب في سماع مدح النبي "صلى الله عليه وسلم" والثناء على الله عزوجل، وهذا من أفض الكلام والذكر، ولا شك أن الأفضل من كل هذا هو التغني بكلام الله عز وجل.

هل من الممكن أن تشارك فى أعمال مشتركة لتحسين صورة الإسلام بالخارج في ظل محاولات التشويه من جانب البعض؟
بالفعل قدمت نشيد "طلع البدر علينا" بعد موضوع الرسومات المسيئة، ومهما قدمنا أناشيد وابتهالات سنظل مقصرين في حق النبي "صلى الله عليه وسلم"، ولكن الواجب علينا ألا نستكثر أى شيء بالنسبة للدين، وقد يرى البعض أن نقدم ألبوما واحدا في العام مثلما يفعل المطربون، لكن الوضع بالنسبة للمنشد يختلف عن المطرب، لأن هذه أعمال صالحة.

هل يجب أن يكون المقريء دارسا للموسيقى ليكون منشدا؟
هي أولا موهبة يهبها الله عزل وجل لعبده، وهذا الموهوب إذا أضاف للصوت الحسن والموهبة دراسة وعلما يعينه على استعمال صوته بشكل جيد، ويكون على علم بإمكانياته جيدا وطبقة صوته، يكون حقق معادلة صعبة.

هل تقوم بتدريبات صوتية قبل التسجيل بالأستوديو؟
مبتسما، "بنام قبليها".

ما جديد مشاري راشد في الفترة المقبلة؟
أثناء الإعداد لألبوم ذكريات سجلت 22 أنشودة، وطرحنا 17 فقط في الألبوم، فمن الممكن أن نطرح المتبقي قبل موسم الحج، ونضم إليه الأعمال المنفردة مثل "مع الحبيب" التي سجلتها كتتر لبرنامج، وقصيدة ترحيب بدولة "بقطر" عندما استضافوني، ومجموعة أناشيد ستطرح في ألبوم كوكتيل، وبالطبع قبل كل ذلك أغنية "شكرا يا مصر".

هل هناك ما يمنعك من السفر للولايات المتحدة واليابان كما يتردد؟
لا أبدا، فهذا غير صحيح، فقد كنت بأمريكا العام الماضي، وشاركت باحتفالات في عدة ولايات أمريكية منها كاليفورنيا ومتشجن.

في النهاية وجهنا الشكر للشيخ المنشد مشاري راشد العفاسي، وتمنينا له التوفيق وإمتاعنا دوما بقراءاته الممتعة وأناشيده الرائعة، نسأل الله أن ينفعه وينفعنا بها.

شاهد حوار الشيخ مشاري راشد العفاسي مع موقع FilFan.com