شهد اليوم السابع في الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائي العديد من الفعاليات بين الأفلام والندوات.
يقدم لك FilFan.com في السطور التالية أبرز ما حدث من فعاليات:
- فوجئ الصحفيون والنقاد بإلغاء عرض الفيلم السويدي الدنماركي "حد" Border، المقام في سينما الزمالك والذي صنفته الرقابة عرض للنقاد والصحفيين، إلا أن النقاد والصحفيين وجدوا إدارة السينما تبلغهم بإلغاء العرض الوحيد للفيلم، حيث لم ينوه أحد من إدارة المهرجان بذلك، مما تسبب في عدم لحاقهم بفرصة مشاهدة فيلم، في السادسة والنصف مساءًا.
- انتقد بعض الحضور ترجمة الفيلم الفرنسي "البحث عن ليلى"، الذي يعرض ضمن قائمة البانوراما الدولية، إلى اللغة الإنجليزية فيما تحدث أبطاله باللهجة الجزائرية والفرنسية مما تسبب في عدم فهمهم بعض المشاهد. يدور الفيلم حول "حكيم" الذي ترك الجزائر هربا من الإرهاب ليعمل نجارا في الجبال الفرنسية، ويعيش حياة بسيطة وهادئة مع زوجته وابنته نجمة، قبل أن تتحول هذه الحياة عندما تلغي ابنته الكبرى "ليلى" التي تعيش في باريس زيارتها لهم في الإجازة، تحثه زوجته على أن يسافر ويعود بها ليخوض حكيم ونجمة رحلة في عالم باريس السفلي ويكتشفان الأسرار القاتمة في حياة "ليلى" الجديدة.
ومن جانبها قالت مؤلفة ومخرجة العمل الفرنسية من أصل جزائري نادرة العيادي، في الندوة التي أعقبت العرض إنها اقتبست أحداث الفيلم من إحدى القصص الفرنسية التي تناولت الموضوع نفسه، مشيرة إلى أنها اضطرت لتغيير بعض التفاصيل لكي تتوافق مع الأسرة الجزائرية، إلى جانب أنها أضافت ابنة أخرى لحكيم وهي نجمة التي لم تكن موجودة في القصة الأصلية.
- عرض فيلم "حرب آنا" ضمن قسم "نظرة على السينما الروسية المعاصرة" بحضور مخرجه أليسكي فيدورتشينكو، حيث يدور العمل حول فترة الاتحاد السوفيتي عام ١٩٤١، حيث تسترد فتاة يهودية تبلغ من العمر ٦ أعوام وعيها لترى نفسها قد دفنت في مقبرة جماعية، لتخرج وتخفي نفسها في مدفأة مهجورة في مكتب القائد النازي.
وقال المخرج في الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم إنه ليس من وحي خياله بل مأخوذ عن قصة حقيقية توصل لها من خلال البحث على الإنترنت عن القصص القصيرة التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية ووجد تلك القصة، مشيرا إلى أنه لا يعرف النهاية الحقيقية للقصة لأنها لم تكن مذكورة، وكل ما يعرفه عن القصة أن الفتاة بطلة الأحداث عاشت في المعسكر الألماني خلال الحرب.
وأوضح أنه بمجرد أن توصل لفكرة الفيلم احتفظ بها لتقديمها في أقرب وقت، مؤكداً أن الصعوبة التي واجهته كانت تتمثل في إيجاد تلك الطفلة التي ستقدم دور البطولة، ووجدها من خلال البحث على الإنترنت، وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة له، وقال إنه أجرى "كاستينج" أو اختبارات أداء بالرغم من إيجاده للطفلة ليتأكد فقط من أن اختياره للفتاة الأولى كان صائباً.
- أقيمت محاضرة قدمها أراناكا ماتيتس وروشاناك بيهيشت نيدجاد حول تقديم مشروعات الأفلام وتسويقها، بحضور 7 من أعضاء مجموعة Global Media Maker، وعلى رأسهم المنتجة ماري سوينى، والمنتجة أليكس ماديجان.
وفى البداية، عرفت مارى سوينى الدور الذي تلعبه مؤسسة Film Independent، والتي تعتبر مؤسسة غير هادفة للربح تدعم السينما المستقلة والفنانين الذين يعبرون عن التنوع والإبداع، وتقدم المؤسسة دعمها من خلال مساعدة السينمائيين في صناعة أفلامهم، وخلق جمهور لمشروعاتهم، ويدعم مشروع Global Media Makers شراكة بين Film Independent ومكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية الأمريكية.
ومن جانبها قالت جينيفر كشنر التي تعمل في مجال الإخراج وأيضًا مدير المعامل في جلوبال ميديا إن مجموعة Global Media Makers لديها كل أنواع المعامل الخاصة بورش الكتابة، فيوجد معمل خاص للأفلام الروائية، ويكون لتلك الورش مدير ويمكن من خلالها استكشاف المواد المستخدمة ورؤية وأفكار صاحب الفيلم، ويوجد أيضًا معمل خاص للأفلام القصيرة والوثائقية، ومعمل خاص للإنتاج والقصة في الشرق الأوسط ويركزون فيه على المنتجين المبدعين والأعمال الفردية وكيفية توزيع وإنتاج الأفلام، فكل معمل له وظيفة محددة تخدم الجميع.
- عرض فيلم "الفتيات المهذبات لا تبقين حتى الإفطار" ضمن برنامج "العروض الخاصة" وأعقبته ندوة بحضور منتجة العمل إيفا ليندمان التي قالت إن الفيلم استغرق تحضيره وقتا طويلا وتصويره وصل لـ 20 عاما، وخلال هذه المدة حاولت استخراج التصاريح الخاصة بأماكن التصوير وتوفير التمويل اللازم، وفكرة الفيلم جاءت من خلال حوارات لوبرت ميتشوم، حيث قضوا آخر 5 سنوات من تحضير الفيلم في عمل حوارات مع المقربين منه محاولين أن يظهر بشكل غير تقليدي في الفيلم.
وأضافت أنها لم تجد أي صعوبة في استخراج أي تصاريح لكن البحث مع المقربين من روبرت ميتشوم استغرق وقتا طويلا، فالمقطع الوحيد الذي لم يستطيعوا الحصول عليه هو لإليزابيث تيلور من أحد أفلامها، مشيرة إلى أنها خرجت من بيت عاشق للسينما، فوالدها مؤرخ وهاوي للأفلام والسينما وعندما قدمت هذا الفيلم أرادت أن يفخر بها والدها.
وعن سبب استخدام مشاهد الأبيض والأسود مع الألوان قالت إيفا: "المشاهد الأصلية التي تم تصويرها صورت بكاميرا 16 ملي أما المشاهد الألوان فمأخوذة من أفلام أصلية والخلط هنا مقصود لأنه يعطي إحساس أفضل".
- أقيمت حلقة نقاشية لجلوبال ميديا ميكرز بعنوان "بناء جسر من التعاون والإرشاد" قدمتها المنتجة "روشاناك بيهيست نيدجاد" خبيرة ومستشارة وعضو أكاديمية الفيلم الألماني والأوروبي والخبيرة السينمائية أراناكا ماتيتس.
وفي بداية المحاضرة قالت أراناكا ماتيتس إن قبل تقديم أي مشروع سينمائي يجب النظر إلى 4 أشياء هي القياس المرجعي، والتحليل، والفئة، والموقع، موضحة أنه يجب على صاحب المشروع السينمائي البحث عن أفلام قريبة من مشروعه.
- كما أقيمت محاضرة قدمتها لورا كيم وإليسا فيدروف بعنوان "كل تساؤلاتك عن المهرجانات والتوزيع في الولايات المتحدة" أدارها المخرج عمرو سلامة وحاضر فيها لوراكيم نائب رئيس التسويق السينمائي في participat media وخبيرة التوزيع إليسا فيدروف التي تحدثت عن كيفية صناعة المهرجانات واستراتيجيتها وكيف للفيلم أن يقوم بجولة داخل قارة أمريكا الشمالية وكذلك تطرق الحوار إلى أهم المهرجانات والأسواق التي يمكن من خلالها بيع وشراء الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة.
وفى بداية كلامها عن تجربتها الشخصية وعلاقتها بالسينما قالت لوراكيم :"كنت في فترة طفولتي لا أعرف ماذا أريد بالضبط، لكنى أحببت الإعلام وكان ذلك سببا قوياً في أن أغير مجرى دراستي واتجه إلى صناعة السينما فيما بعد".
- أقيمت جلسة حوارية مع النجم ريف فاينز الذي أكد أن السينما تقوم بدور مهم في التعبير عن حقوق الإنسان وحريته في التعبير والتفكير، فهناك سينما سياسية وأخرى كوميدية ورومانسية وربما تكون الأخيرة ترفيهية لكنها مهمة بما تحمله من أفكار، فالسينما هي أداة لمناقشة الأيدولوجيات ولكنها في كثيرا من الأحيان تقع في فخ إطلاق الشعارات.
وأضاف فاينز أننا نحن في أعمالنا نستهدف الجمهور باتجاهاته المختلفة، فالسينما أداة مهمة وخاصة الآن، حيث أن هناك استقطاب كبير للمشاعر في أوروبا وتشديد على الهوية الوطنية.
واستكمل ريف حديثه قائلا: "الأفلام المفضلة لدى هي التي تقوم على التسامح الإنساني، أنا فنان ومخرج حر، وكممثل أشعر بحرية عندما أقف على خشبة المسرح لالتقائي بالجمهور وجها لوجه".
- أقيمت جلسة حوارية مع كلوس إيدر الذي أكد أن ما تحتاجه السينما العربية هو أن تحلق بجناحيها خارج سياق المنطقة بدلا من حصرها في نطاق بعينه.
وأضاف إيدر أن مصر فقدت ناقدا مهما وهو سمير فريد فهذا الناقد كان يشرح لنا في الغرب أهم مستجدات السينما العربية ونحن نحتاج شخص من كل بلد ليشرح ويوضح لنا حال السينما في وطنه، ونحن في الاتحاد نقبل العضوية الفردية نتيجة عدم وجود اتحاد نقابات في بعض البلدن مثل العراق وغيرها.
- حرص المنتج محمد حفظي رئيس المهرجان على تكريم نيكولا سيدو أحد رواد السينما العالمية حيث لم يساهم في السينما الفرنسية فحسب ولكن الأوروبية بشكل عام.
وقال نيكولاس إنه فخور بتكريمه في مهرجان عريق مثل القاهرة، حيث يعشق السينما ويراها من أهم الفنون، موضحا أنها تجمع الجمهور الذي يتشارك فيها ويشعر بها فهي مشاركة في الإحساس وهذا أهم شيء فيها.
- حاز فيلم "حرب خاصة" الذي يعرض في القسم الرسمي خارج المسابقة على إعجاب عدد كبير من الحضور، وكسب تعاطفهم حيث يتناول القصة الحقيقية للمراسلة الحربية "ماري كولفين" والتي كانت تحرص دائما على تغطية كل الحروب بداية من أفغانستان والغزو الأمريكي للعراق وثورات الربيع العربي في ليبيا، وتقدم تقارير من قلب مناطق نزاع من بينهما كوسوفو، الشيشان، ورغم الإصابات والخسائر والمخاطر التي تتعرض لها إلا أنها تظل تحارب من أجل رسالتها كمراسلة صحفية، لدرجة اتهام مديرها بالجنون، قبل أن تلقى حتفها في سوريا.
ومن جانبه أعرب فادي السيد أحد أبطال الفيلم عن سعادته بمشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي، مؤكدا أنه منذ الصغر يتمنى العمل في مصر، رغم اشتراكه في العديد من الأعمال السينمائية العالمية، وتكريمه في عدة مهرجانات عالمية لكنه لم يشعر بطعم السعادة حيث ظلت "القاهرة" حلمه الذي تحقق، موجها الشكر للقائمين على المهرجان.
وأوضح أن تصوير الفيلم استغرق شهر بين الأردن ولندن، كما أن القصص التي تم استعراضها في العمل جميعها حقيقية من خلال رواية إحدى السيدات العراقيات التي روت قصة استشهاد ابنها واندمجت فيها حتى لم تشعر بتوقف التصوير.