واحدة من أصعب اللحظات التي يمر بها الإنسان هي الفراق، عندما تبتعد عن شخص تحبه وعشت معه لفترة طويلة.
وأصعب ما في حياة أي إنسان ابتعاده عن والديه، خاصة إذا كان مرتبط بهما، هذه هي الحالة الإنسانية التي ستعيشها مع الفيلم المغربي "لعزيزة".
فيلم "لعزيزة" يشارك في الدورة الـ 40 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وتحدث مخرجه محسن البصري عن الفيلم كاشفا أنه يحكي عن موقف شخصي عاشه مع والدته قبل 42 عاما وهو في عمر الـ 5 سنوات، لذا قرر أن يقدم الفيلم كهدية لوالدته التي لم تشاهده حتى الآن.
عرض الفيلم في ثاني أيام مهرجان القاهرة السينمائي الـ 40، وسط حضور جيد وإشادة بالحالة الإنسانية والمشاعر التي رصدها الفيلم.
معاناة الأم بين ارتباطها بابنها وتأمين مستقبله
"لعزيزة" أم شابة مطلقة تعيش مع ابنها "إحسان" صاحب الـ 5 سنوات ومع شقيقها الذي يعتبر والدا لابنها، وفي يوم من الأيام يأتي طليقها ليأخذ ابنه إلى العاصمة المغربية الرباط ليبدأ تعليمه بها لأنها أفضل من المدينة التي يعيش فيها.
من هنا تبدأ قصة عذاب الأم ما بين أنها لا تريد أن يبتعد ابنها عنها، وأن يذهب ليتلقى تعليم جيد، وفي النهاية ترضخ للأمر وتبدأ رحلتها من مدينتها إلى الرباط، في آخر ساعات تجمعها بابنها الحبيب الذي ترغب في أن تجعل مستقبله أفضل حتى وإن كان هذا يحزنها.
الإيقاع
مدة الفيلم 79 وأحداثة تدور عن رحلة الأم وابنها والمشاعر الصادقة بينهما ولحظات الوداع.
انقسمت الآراء حول رتم وإيقاع الفيلم، البعض رأى أنه بطيء وهناك مشاهد كانت طويلة بلا داعي، وآخرون رأوا أن هذا يتناسب مع قصة الفيلم، فطول الوقت يجعلك تشعر بما تحس به الأم التي لا تريد أن يمر الوقت حتى لا تبتعد عن ابنها.
مخرج الفيلم أكد على هذه النقطة أنه رغب في أن تصل فكرة أن الوقت كان بطيئا وأن الرحلة التي استغرت ساعات كانت وكأنها استغرقت عاما كاملا.
الممثلون
قدمت دور الأم الممثلة المغربية فاطمة الزهراء، وببراعة شديدة استطاعت أن توصل للجمهور مشاعر الأم في هذا الموقف، تعابير وجهها ومحاولتها لكتم حزنها ودموعها، ارتباطها بابنها.
كذلك الطفل الصغير الذي قام بدور "إحسان" لا تشعر أنه يمثل أمام شاشات، هو ذالك الطفل الذي يذهب برفقة والدته إلى منزل والده الذي لا يعرف عنه شيء، حتى أنه لا يعرف بأي اسم سيناديه، ويحاول بكل قوة رغم صغر سنه، أن يجعل والدته لا تحزن أو تبكي.
الموسيقى
لم يستخدم المخرج موسيقى تصويرية خلال أحداث الفيلم، حتى الحوار بين الأبطال كان قليلا، ليترك الطبيعة تتحدث.
صوت الأطفال وهم يلعبون وصوت السيارات والشارع، ضجيج ركاب الأتوبيس في رحلة الأم وطفلها، صوت الأشجار والعصافير، كلها عوامل تساهم في دخول الجمهور أجواء الفيلم.
المصداقية
أهم ما يميز الفيلم هو مصداقيته، فكل صورة ينقلها تشعر وكأنها حقيقة وليست تمثيلا أمام الكاميرات، لا ماكياج لبطلة العمل، المنزل وبساطته، طريق الرحلة والمشاعر المتبادلة سواء حزن غضب خوف أو فرحة، ظهرت كلها واضحة وسهلة وصادقة.
الطفلة الصغيرة
يرغب مخرج الفيلم محسن البصري عندما ترى والدته هذا الفيلم أن تخرج الطفلة الصغيرة التي بداخلها، الطفلة التي عانت كثيرا في طفولتها وأثر ذلك على مرحلة شبابها.
لذا نجد طوال أحداث الفيلم طفلة صغيرة ل اتتحدث ولكن من خلالها يفهم المشاهد ما حدث مع "لعزيزة" بطلة العمل، ولماذا ترغب في أن يكون لابنها مستقبلا أفضل، كما تكتشف أن "لعزيزة" مرت بظروف وتحديات صعبة لكنها أم قوية تحب ابنها وتضع أمام أعينها مستقبلة.
اقرأ أيضا:
بالفيديو - توفيق عكاشة يوضح تفاصيل مرضه وإصابته بالشلل المؤقت
قراء "في الفن" يختارون هذه القصة كأفضل قصص الجزء الثاني من "نصيبي وقسمتك"