أكد هشام سليمان رئيس شبكة قنوات dmc أنه تربطه علاقة وطيدة بالمخرج الراحل يوسف شاهين الذي مر على وفاته 10 سنوات، وأضاف أنه تعاون مع الراحل يوسف شاهين في أولى أعماله الإنتاجية من خلال فيلم "المهاجر"، وأنه كان يعمل في مكتبه لمدة 3 سنوات قبل أن يرشحه ليكون مدير إنتاج لـ"المهاجر" وكان لا يعلم اسمه، وفي ذات الوقت عمل مع المخرج يسري نصر الله فيلم "مرسيدس"، وطلب الراحل منه إجراء معاينة للفيلم ولقطات لجبل ما، وطلب منه هشام السيناريو ليقرأ المشاهد، وتركه يومين سافر فيها إلى مرسى مطروح واختار جبلا هناك، وهو ما أعجب شاهين، كما طلب منه تفاصيل أخرى نفذها هشام بدقة مما لاقى إعجاب شاهين، ليخبره قائلا ستكون مدير إنتاج فيلم "المهاجر" لأنك أثبت مهارتك"، ثم سأله بعض الأسئلة وأجاب عنها، فقال له "أنت صادق" وهذا سيجعلك مدير إنتاج ماهر.
جاء ذلك في الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات معرض الكتاب تحت عنوان "يوسف شاهين 10 سنوات على رحيله" بحضور المخرج سمير سيف وأدارها المخرج أمير رمسيس وأعتذر عنها الناقد طارق الشناوي لمرضه المفاجئ.
بينما قال المخرج أمير رمسيس إن علاقته بيوسف شاهين بدأت منذ فيلم "إسكندرية كمان وكمان" الذي شاهده مع والده عندما كان في العاشرة من عمره، على غير عادته فكان معتاد دائما على مشاهدة الأفلام الأجنبية فقط ولكن هذه المرة وجد عمل مصري جديد ومختلف، ومن هذه اللحظة قرر أن يكون مخرجا ويتعاون معه، وبالفعل أكمل دراسته حتى جاءت اللحظة التي وصل فيها ل، ووجد أنه مخرج قادر على توثيق قدرات من أمامه، كما بدأت علاقتهما تتطور بعدما وجد شاهين إن رمسيس يتحدث الفرنسية بطلاقة، ولذلك جعله يتولى مسؤولية تنفيذ سيناريو "إسكندرية نيويورك"، وعندما وجد أنه لديه إطلاع في الموسيقى جعله أيضا يتحمل مسئولية بروفات الأغاني والإستعراضات وظلت علاقتهما مستمرة في كثيرة من الأعمال الأخرى.
أما المخرج سمير سيف قال إن الأب الروحي له كان المخرج حلمي حليم الذي ساعده في معهد السينما، وهو مؤلف فيلم "صراع في الوادي" الذي أخرجه الراحل يوسف شاهين وكان سببا رئيسيا في حبه للسينما إذ شاهده 200 مرة وحفظ كل الجمل فيه والمشاهد بترتيبها بسبب إبداع الراحل فيه، كما إن حلمي كان له قدرة عجيبة في تلخيص حياة الإنسان في عبارة واحدة، وهكذا شاهين الذي قال له عبارة واحدة بدأ من خلالها حياته الفنية عندما تعاون معه في فيلم "الناس والنيل" أول إنتاج مصري روسي مشترك وهي "مادام عديت مع يوسف شاهين تعدي مع أي حد".
وأضاف أن حلمي حليم أكد له أن يوسف شاهين ضل طريقه كأفضل مخرج إستعراضي في مصر لأنه اهتم بنوعيات أخرى مؤكدا أنه كان يطلب من العاملين معه وأصدقاؤه مناداته باسم "چو" وليس "يوسف".
وأوضح أن هناك مخرجين أثروا في حياة الراحل وهم إيليا كازان أحد أهم مخرجي المسرح في أمريكا وتعرف عليه شاهين وتعلم منه كيف يكون صاحب أسلوب بصري مميز غير مسبوق في السينما المصرية من خلال تكوينات الصورة و رسم طريقة حركة الممثل.
وتابع قائلا: إنه أثر عليه ليس فقط في الأسلوب البصري، ولكن في العديد من أساليب الإخراج وطريقة التفكير، وهو ما كان سببا في الانقلاب السياسي الذي حدث في تفكير شاهين وظهر هذا بوضوح خلال فيلمه "جميلة بو حريد"، بينما كانت أفلامه من قبله "صراع في الوادي" و"بين ايديك" الذين ينحازوا للفقراء والطبقات البسيطة حيث كان دائما يسخر من الطبقات ميسورة الحال رغم أنه كان ميسور الحال ولكنه كان ينتصر للفقراء.
أما المخرج الثاني الذي أثر في شاهين هو الراحل عز الدين ذو الفقار الذي رشحه لإخراج فيلم "جميلة بو حريد"، رغم أنه كان يتولي إخراجه قبل أن يصاب بمرض "روماتويد" حيث كان يتعرض لأزمات، الأمر دفعته للاعتذار وترشيح شاهين لإخراجه وأصبح نقطة تحول له وبداية وعيه السياسي كما كان يحضر عز فيلم آخر وهو "الناصر صلاح الدين" من إنتاج آسيا ثم داهمته أزمة "الروماتويد" فرشح شاهين الذي يعتبر هذا الفيلم علامة بارزة في مسيرته.
وأشار سيف إلى أن ما يريد توصيله من هذه الحكاية هو أننا لابد أن ننظر لروح كبار مخرجين السينما المصرية من خلال إعجاب مخرج كبير مثل عز الدين ذو الفقار بمخرج شاب وواعد مثل يوسف شاهين ويرشحه بدلا منه في أعمال هامة، وهذا ما فعله شاهين أيضا عندما أصبح من كبار المخرجين وساعد المخرج صلاح أبو سيف في بداية حياته الفنية وجعله يخرج فيلم "السقا مات" بدلا منه.
اقرأ أيضا
ماجد الكدواني يحكي عن لقائه الأول بمحمد سعد على باب المعهد والخجل من الله
"قيامة أرطغرل".. كل ما تريد أن تعرفه عن المسلسل التركي الذي أثار اهتمام الجمهور العربي