تغطية وتصوير : محمد الأمير
"البلياتشو" اسم يقفز إلى ذهنك معه ضحكات أطفال يشاهدون ذلك الوجه المليء بالمساحيق التي ترسم وجهه الساخر ، وقد تظن أن فيلماً يحمل هذا الاسم عنواناً سيكون كوميدياً من الطراز الأول ، لكن هذا آخر ما قد يقدمه المخرج عماد البهات في فيلمه الجديد من انتاج الشركة العربية.
فحسب قول البهات لمراسل موقع filfan.com الفيلم "يضم أكثر من نوع فهو درامي وحركي مثير ويحمل اسقاطات سياسية ، أما عنوان الفيلم فهو ما سأترك تأويله للمشاهد ، لأن هذا الاسم الغريب قد يجعل البعض يعتقد أننا سنعرض قصة حياة عامل السيرك ، وهو آخر ما قد يعرضه الفيلم" ، ورفض البهات التصريح بتفاصيل الفيلم.
ولكن السؤال كان "ولماذا التكتم على قصة الفيلم ، إذا كانت بعض الأفلام المأخوذة عن روايات أدبية معروفة للجميع تحقق إيرادات عالية؟" ، فكان رد البهات : "نعم ولكن هذه وجهة نظر أحترمها ولكني لا أتبعها ، أما أنا والشركة العربية فقد اتفقنا على أن يتم تنفيذ الفيلم في تكتم لكي لا نشتت تركيزنا في الحديث لوسائل الإعلام ، ولندع العمل يتحدث عن نفسه فيما بعد ، بدون تقديم قصص للجمهور قد تجعلهم يتصوروا فيلماً مغايراً لما سنقدمه".
الرد نفسه كان من الفنان فتحي عبد الوهاب ، والذي رأى في الفيلم كما يقول : "فرصة جيدة للعودة إلى مرحلة سينمائية أخرى في الفترة المقبلة ، والتي لن أتجه فيها إلى التليفزيون بعدما حققت فيه مؤقتاً ما أردته ، خاصة أن التجربة تأتي مع مخرج رائع ، وفريق عمل من الشباب الممتع جداً ، كما أن وجود الفنان عزت أبو عوف وأحمد راتب معنا إلى جانب الفنانة إنعام سالوسة يضيف إلينا الكثير".
ولم يحضر ثلاثي الخبرة حفل افتتاح ثاني أعمال البهات الإخراجية ، بعد فيلمه "استغماية" الذي عرضه للمرة الأولى في مهرجان القاهرة الدولي العام الماضي حيث تلقى هجوماً نقدياً ، وعرض مؤخراً في دور العرض بصف كامل من الوجوه الشابة ، إلا أن البهات قال : "استغماية تجربة فريدة ، وشيء جديد على وسط نقدي أغلبه للأسف لا يطلع على تيارات سينمائية مختلفة ، ولا يدرس السينما بشكل صحيح ، أما بالنسبة للإيرادات فهي ليست المعيار الصحيح لتقييم فيلم".
ويضم فيلم البهات الوجه الجديد والشهير هيثم أحمد زكي ، وهيدي كرم بطلة "استغماية" ، ويعكس نقاط سياسية واجتماعية في إطار درامي بوليسي حركي ، لأربعة أصدقاء تربوا في السيرك ، وخرجوا منه إلى الحياة ، ليجدوا أنهم دخلوا سيرك أكبر.
ويقول زكي : "الفيلم فرصة لي للخروج من عباءة فيلمي الأول "حليم" ، والذي أعتز بأنه كان أول ما عرفني به الجمهور ، ولكني هنا سأجسد شخصية من الحياة ، وليست أسطورة نعرفها كلنا مثل حليم ، وسألعبها أنا منذ البداية ، ولن أوضع في مقارنة مع ممثل بحجم أحمد زكي ، بل سأقدم شخصية أعجبتني بشدة منذ قرآءتي لبداية السنياريو".
وتابع الشاب الأسمر : "الفيلم الذي كتبه البهات يضم بجوانبه الكثير ، والذي لم أتركه إلا بعدما انتهيت من ورقته الأخيرة ، ومن الظلم أن نحاول حصره في تفسيرات لعنوان الفيلم "البلياتشو" ، فالبليشاتو حالة انسانية ضمن حالات كثيرة يعرضها البهات ، حالة قد نعيشها نحن كفنانيين نجسد شخصيات كثيرة قد لا تعكس ذاتنا ، وقد نضع الابتسامات على وجوهنا بدون الشعور الحقيقي بالفرحة".
قدرة سيناريو البهات على سرقة أنفاس المشاركين في فيلمه تمكنت من منتجته إسعاد يونس مديرة ومالكة الشركة العربية ، والتي قالت : "لم أفكر في كون هذه التجربة هي الثانية للبهات أو في رد فعل النقاد أو الجمهور على فيلمه الأول ، والسبب في ذلك أني وجدت بين يدي عملاً متماسكاً ، لم أستطع التوقف عن التفكير فيه وقراءته حتى النهاية ، وفوراً قررت دعم هذا العمل والمخرج المبدع بكل ما لدى الشركة من طاقات في التصوير وطاقم العمل والانتاج".
وتقول بطلة الفيلم هيدي : "كان لدي أكثر من سبب للوقوع في غرام "البلياتشو" ، فعملي السابق مع البهات سمح لي الاقتراب منه ومعرفة قدراته كمخرج متمكن من أدواته ويستوعب جميع أطراف العمل ، كما أنه كمخرج تعامل معي من قبل سيتمكن من إخراج الجديد من داخلي ، والدور نفسه جذبني بشدة ، وأتمنى تقديمه بالشكل الذي تخيلته ، لأنه سيصبح بداية جديدة حقيقية لي".
ويرى زكي في الفيلم تحقيقاً لمعادلة صعبة تعلم من والده الراحل محاولة الوصول إلى أطرافها وهي "انتاج فيلم فني بمستوى عالي ينال إعجاب النقاد ، ويحقق النجاح على المستوى الجماهيري".