تغطية وتصوير : محمد الأمير
بعد أول أفلامها السعودية "كيف الحال" دخلت شركة روتانا للانتاج السينمائي السوق المصرية ، برهان على قدرة قائد حركة الكوميديا الحديثة محمد هنيدي على العودة إلى أرقامه القياسية في الإيرادات مع فوزي وفواز شخصيتيه في فيلمه الجديد "عندليب الدقي".
وأعلن هنيدي في المؤتمر الصحفي يوم السبت بفندق كونراد توقيعه عقد فيلمه الجديد للمخرج وائل إحسان مع شركة روتانا ، والتي وصفها مسئولوها في المؤتمر بكونها شركة مصرية وليست سعودية أو دولية ، والذي يستعد به هنيدي لسباق موسم الصيف القادم.
وقال هنيدي : "سعيد جداً بكون فيلمي هو أول أفلام روتانا في السوق المصري ، فنحن جميعاً نعلم حجم هذا الاسم ، ولمست من بداية مفاوضاتنا مدى إصرارهم على تقديم فن جيد ، وهو ما جعلنا نلجأ للثلاثية العظيمة في مجال التوزيع لشركات النصر والماسة وأوسكار لتتولى توزيع الفيلم .. فعندما تقدم على عمل كبير ، لابد أن تستند إلى اسم كبير".
وعلى الرغم من تصريح هنيدي السابق ، إلا أنه لم يتمسك بوجهة النظر ذاتها عند اختياره مع أفراد فيلمه من تشاركه البطولة والتي ستكون وجهاً جديداً ، تحدث عنها هنيدي قائلاً : "ستشاركني البطولة هبة نور ، وستكون هذه تجربتها الأولى مع السينما ، وأن كانت قدمت بعض الأعمال الصغيرة في بلدها".
وأرجع هنيدي سبب اختيار هبة إلى السيناريو الذي كتبه الشاعر أيمن بهجت قمر ، والذي تحدث عن بطلة فيلمه لموقع filfan.com قائلاً : "الشخصية لفتاة من أصل أوروبي تعيش في الخليج ، فكنا نحتاج إلى ملامح ولكنة غير مصرية .. كما أنه من اللازم الضخ بالوجوه الجديدة دائماً لصالح السينما".
وعلى الرغم من شرح هنيدي ورفاقه لوجهة نظرهم في اختيار الممثلة السورية ، إلا أن الصحفيين والذين مثل أغلبهم وسائل إعلام مصرية كرروا أسئلتهم عن سبب ترك هنيدي للممثلات المصريات ، وهو ما دفعه لقول : "على مدار تاريخ السينما المصرية والممثلات السوريات واللبنانيات يشاركن أبطالنا أعمال نتذكرها لليوم ، لماذا نأخذ الأمور بشكل عنصري".
إلا أن الجنسية ظلت عالقة في أذهان الحاضرين ، خاصة مع السؤال عن جنسية الفيلم باعتباره سعودي التمويل ، وهو الأمر الذي قد يخرج الفيلم من موسوعة تاريخ السينما المصرية ، ويمنعه من تمثيل مصر في المهرجانات السينمائية ، وهو ما لم يجد فيه صناع الفيلم خطورة فالفيلم كما قال قمر : "يبقى للأبد شريط سينمائي وفيديو ، يبحث عنه المشاهد الذي يحبه دون النظر إلى جنسيته".
إلا أن الإعلامية دينا رامز والتي ظهرت كمتحدثة رسمية للشركة ومديرة للمؤتمر قالت : "ما علمته من مسئولي الانتاج فوراً أن الشركة أعلنت رسمياً كشركة مساهمة مصرية ، ولها صفة دولية ، ولذا أؤكد لكم أن الفيلم مصري خالص".
وسيجسد هنيدي في الفيلم شخصيتين لشقيقين تؤم ، الأول فوزي الذي يعيش في مصر ، ويحلم بالشهرة عن طريق الغناء ، والآخر فواز الذي يعيش في دولة الخليج ، وهي الشخصية التي أثارت تساؤلات حول تدخل شركة روتانا في فرضها على الفيلم لإرضاء جمهورها الخليجي وفرض الثقافة الخليجية على الجمهور.
ويعود هنيدي لتبسيط الأمر قائلاً : "الشركة لم تفرض اللهجة الخليجية أو الشخصية ، كل ما هنالك أني لمست حب الجمهور لهذا النموذج والذي قدمته من قبل في فيلم "صاحب صاحبه" و"يا أنا يا خالتي" ورأيت أنه من المناسب تقديمها بشكل أكبر ، خاصة مع اتساع قاعدة المشاهدين من الخليج لأفلامنا في فترة الصيف".
وأثار حديث هنيدي المستمر عن اقتراحه أو اختياره لتفاصيل في العمل سؤال حول أسلوب المخرج إحسان وما يقال عن خضوعه لاختيارات نجومه مثل محمد سعد الذي عمل معه في فيلمي "اللمبي" و"اللي بالي بالك" ، فما كان من إحسان إلا ابتسامة ساخرة لونت إجابته بالإيجاب بأنه "يفعل ما يقوله له أبطاله".
مضيفاً : "الأمر ليس بهذه الصورة التي ترونها ، أحب الاستماع لوجهات النظر حولي ، وما أراه في النهاية مناسباً سيننفذه ، المخرج ليس بالضرورة ديكتاتوراً" وسانده بطله الجديد بقوله : "بالتأكيد لم نختر العمل معاً فقط لأن إحسان استمع لكلامي أثناء تنفيذنا "وش إجرام" فيلمنا الأول".
ولم يدم المؤتمر طويلاً مع إصرار أبطاله على التكتم حول تفاصيل طلبها الصحفيون عن الفيلم مثل أجر هنيدي وتكلفة الانتاج ، والتي وصفها أيمن الحلواني مدير عام الانتاج السينمائي في شركة روتانا بالكبيرة بسبب تصوير ستة أسابيع ضمن أحداث الفيلم في إمارة دبي وأسبوعين في مصر.